قمة عمّان تدعو إلى التصدي للتدخلات الخارجية
أعرب قادة مصر والأردن والعراق، عن ارتياحهم إزاء مستوى التنسيق والتعاون السياسي والاستراتيجي بين الدول الثلاث، وذلك في بيان أصدروه، أمس الثلاثاء، في ختام القمة الثلاثية، التي عقدت في العاصمة الأردنية عمان.
أعرب قادة مصر والأردن والعراق، عن ارتياحهم إزاء مستوى التنسيق والتعاون السياسي والاستراتيجي بين الدول الثلاث، وذلك في بيان أصدروه، أمس الثلاثاء، في ختام القمة الثلاثية، التي عقدت في العاصمة الأردنية عمان.
وأكدوا أهمية تفعيل الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل، الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وكذلك مساندة مصر في مفاوضات سد النهضة، وحماية أمنها المائي، ودعم العراق لحماية سيادته وأمنه واستقراره وجهوده لتكريس الأمن والاستقرار، ودعت القمة إلى التصدي للتدخلات الخارجية التي تزعزع الأمن العربي وضرورة وقفها، مشددة على أهمية تعزيز التعاون فيما بينهم.
أكد البيان الختامي، الذي أصدره الديوان الملكي الأردني، على موقعه الرسمي أمس، أن ملك الأردن عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، استعرضوا، خلال قمتهم، تطورات مسار الآلية الثلاثية في قطاعاتها المختلفة، ونتائج الاجتماعات الوزارية والفنية، المستندة إلى مخرجات قمة القادة الثانية، التي عُقدت في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني والعشرين من سبتمبر/أيلول 2019.
وأكد القادة أهمية تعزيز التعاون، واعتماد أفضل السبل والآليات لترجمة العلاقات الاستراتيجية على أرض الواقع، وخاصة الاقتصادية والحيوية منها، كالربط الكهربائي ومشاريع الطاقة والمنطقة الاقتصادية المشتركة، والاستفادة من الإمكانات الوطنية والسعي لتكامل الموارد بين البلدان الثلاثة الشقيقة، وخاصة في ظل التبعات العالمية لجائحة فيروس كورونا المستجد على الأمن الصحي والغذائي والاقتصادي.
وأشاد السيسي، والكاظمي، بدعوة الملك عبدالله الثاني ل"إعادة ضبط العولمة"، للوصول إلى تكامل دولي أفضل، وزيادة الاعتماد الإيجابي المتبادل بين مختلف البلدان، والذي يستثمر في المهارات وبناء القدرات والموارد عبر الحدود، ويحقق المنفعة للشعوب، ويفضي إلى تآزرٍ وازدهارٍ عالميين.
وشدد القادة على أهمية ألا تحول تبعات جائحة فيروس كورونا المستجد دون استمرار التنسيق والتعاون في القطاعات المستهدَفة، وضرورة إيجاد القنوات العملية الكفيلة بإدامة التعاون الثلاثي.
ووجه القادة، الوزراء المعنيين، في الدول الثلاث، إلى التركيز على القطاعات الصحية والطبية والتعليم والطاقة والتجارة البينية وتشجيع الاستثمارات والتعاون الاقتصادي، والاستفادة من دروس جائحة كورونا بما يعمق التعاون في مواجهة تبعات الجائحة.
وبحثوا سبل تطوير الآلية الثلاثية والمضي بها نحو آفاق أرحب من التعاون والتنسيق.
ووجه القادة، في إطار سعيهم لتعزيز ورفع مستويات التعاون الاقتصادي، إلى عقد ملتقى أعمال، على هامش أول اجتماع قادم لوزراء تجارة وصناعة الدول الثلاث. كما استعرضوا التطورات الإقليمية والدولية، وجهود حل الأزمات الإقليمية وتعزيز الأمن والسلم الإقليميين.
وأكد القادة مركزية القضية الفلسطينية، وشددوا على ضرورة تفعيل الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وخصوصاً حقه في الدولة المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف. وشددوا على أن حل الصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وبما يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة، وشددوا على ضرورة وقف "إسرائيل" ضم أي أراض فلسطينية.
واتفق القادة على أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى حلول سياسية لأزمات المنطقة، وخصوصاً الأزمات في سوريا وليبيا واليمن، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمرجعيات المعتمدة، وبما يحفظ وحدة هذه الدول واستقلالها ومقدرات شعوبها، ويحفظ الأمن القومي العربي، ويحول دون التدخلات الخارجية التي تستهدف زعزعة الأمن القومي العربي.
كما بحثوا تطورات قضية سد النهضة، وأكدوا أن الأمن المائي لمصر هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، وعلى ضرورة التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن على أساس القانون الدولي يحفظ حقوق ومصالح مصر والسودان المائية باعتبارهما دولتي المصب.
وجدد القادة تأكيدهم الوقوف إلى جانب العراق في حماية سيادته وأمنه واستقراره وجهوده لتكريس الأمن والاستقرار وتحقيق طموحات شعبه وتعزيز النصر الكبير الذي حققه العراق الشقيق بتضحيات كبيرة على الإرهاب الذي يشكل عدواً مشتركاً.
وأكد العاهل الأردني خلال "القمّة الثلاثية" في عمّان تعزيز العلاقات مع القاهرة ودعم التصدي لمحاولات التدخل في شؤون بغداد.
وأكد السيسي حرص مصر على تعزيز التعاون والتنسيق والتشاور بين الدول الثلاث لمواجهة التحديات كافة، وتطوير التعاون في المجالات الاقتصادية، والبناء على ما أنجز في "قمتين سابقتين".
وأكد الكاظمي التمسك بآلية المشاورات السياسية بين الدول الثلاث التي انطلقت على مستوى القمة في القاهرة عام 2019 والعمل لصنع السلام. وقال "موقف العراق ثابت بدعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف".