ظريف يهدّد بتقليص التزامات إيران بالاتّفاق النووي والحكومة تحذف 4 أصفار من العملة الوطنيّة سعياً للحفاظ على قيمتها

نقل التلفزيون الرسمي الإيراني, اليوم الأربعاء (31 تمّوز), تصريحات لوزير الخارجيّة محمّد جواد ظريف أكّد فيها أنّ طهران "ستقلّص المزيد من التزاماتها" بموجب الاتّفاق النووي إذا "لم يتحرّك شركاؤها الأوروبيّون لحمايتها من العقوبات الأمريكيّة".

وأشار ظريف إلى "ضرورة" أن يضمن "شركاء إيران الأوروبيّون تمكّنها من بيع النفط والحصول على عائداته", لافتاً إلى أنّ طهران ستبدأ لتقليص التزاماتها "على مراحل.. بل قد تنسحب منه (الاتّفاق) ما لم تجد سبيلاً لحماية اقتصادها" من عقوبات واشنطن.

وكانت الولايات المتّحدة الأمريكيّة قد رفضت عرضاً قدّمه وزير الخارجيّة الإيراني حول "تعزيز تفتتيش" المرافق النوويّة الإيرانيّة مقابل رفع العقوبات "بشكل نهائي", حيث أفاد مسؤول في البيت الأبيض أنّ جواد ظريف لا يملك "القرار والصلاحيّة" موضحاً أنّ أيّ عرض للتفاوض "يجب أن يُقدّم من المرشد علي خامنئي".

وفرضت إدارة الرئيس الأمريكي, دونالد ترامب جملة من العقوبات "الخانقة" على الاقتصاد الإيراني, وذلك بعد انسحاب واشنطن من الاتّفاق النووي المبرم مع طهران في العام 2015, ضمن خطّة شاملة لوقف نشاطات إيران "الخبيثة" في الشرق الأوسط, لكنّ ترامب أعلن أنّه مستعدّ لإجراء محادثات مع طهران "لأجل إبرام عقد جديد".

وفي سياق ذي صلة, ذكرت وكالة "فارس" الإيرانيّة للأنباء أنّ الحكومة وافقت على مقترح يقضي بحذف 4 أصفار من العملة الوطنيّة (الريال) وتغيير تسميتها إلى ال"تومان", فيما نوّه مصدر حكومي أنّ الهدف من الإجراء هو "الحفاظ على فاعليّة العملة الوطنيّة وتسهيل وتحديث أدوات المدفوعات النقديّة في التعاملات المحلّية.. بالإضافة إلى خفض تكاليف طبع الأوراق النقديّة والحد من مشاكل الأعداد الضخمة في التبادل اليومي".

والسعر الرسمي للدولار الأمريكي حاليّاً يساوي 42000 ريال إيراني, لذا يسعى البنك المركزي الإيراني إلى الحدّ من تدفّق السيولة المتزايدة ومساعدة الريال على استعادة جزء من قيمته المفقودة بسبب العقوبات الأمريكيّة التي نجم عنها تضخّم متصاعد, وفقاً لمحلّلين اقتصاديّين.

يُشار إلى أنّ العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران أدّت إلى هبوط صادرات إيران من النفط الخام إلى نحو 100 ألأف برميل يوميّاً, كما أنّ التوتّرات الأخيرة بين إيران وبريطانيا فيما يتعلّق بحركة السفن في مضيق هرمز عمّقت خسائر الإمدادات العالميّة, بحسب ما ذكرته وكالة "رويترز" للأنباء.