صحيفة أمريكية: قطر واحدة من أسوأ العقبات أمام القضاء على العبودية

تحت عنوان "وسائل الإعلام الليبرالية تبيع نفسها إلى قطر"، ناقش الكاتب تشارلز جاكوبس، في مقال بصحيفة "واشنطن إكزامينر"، استمرار العبودية في قطر.

وقال تشارلز جاكوبس، رئيس المجموعة الأمريكية لمكافحة العبودية أنه في الآونة الاخيرة، تعاونت عدة منصات إعلامية وتعليميةأمريكية، بما في ذلك "ناو ذس"، و "فوكس"، و"إس إكس إس دبليو"، و"تيد"، في شراكة مع الحكومة القطرية لإنتاج سلسلةحلقات موجهة إلى الأمريكيين، تسمي "مناقشات الدوحة"، وذلك بدعم من "مؤسسة قطر" المملوكة لحكومة الدوحة، متجاهلين انتهاكات حقوق الانسان التي تحدث في قطر وعلى رأسها استمرار العبودية.

 

وقال جاكوبس، في مقال بصحيفة "واشنطن إكزامينر"، إن تلك المؤسسات تغض الطرف عن الانتهاكات التي ترتكبها الحكومة القطرية، مشيرا إلى أن محلل شبكة "إم إس إن بي سي" أناند جيريدهاراداس قام بزيارة الدوحة لتفنيد الدعاية الفارغة التي يروج لها النظام القطري ضد "نفاق المليارديرات"، حيث يدير قطر أفراد عائله من المليارديرات الذين يستخدمون ثرواتهم للسيطرة علي وسائل الاعلام المحلية ويستضيفون الجماعات الارهابية ويرشون المسؤولين الأجانب. 

وتابع المقال: "يتم تقديم سلسلة النقاش على أنها مشاركة فكرية رفيعة المستوى مع المسائل التي تهم الغربيين بشدة، مثل مستقبل الرأسمالية والديمقراطية. لكن مهمتها الحقيقية هي المساعدة في خلق سحابة دخانية تأمل الحكومة القطرية في أن تحجب بعض السياسات الداخلية والخارجية الأكثر معارضة للتقدم في العالم". "مناظرات الدوحة" هي أحدث خطوة في العلاقات العامة التي يقوم بها نظام غير ليبرالي استطاع أن يجذب نفسه للنخب التقدمية الغربية بسهولة ملحوظة، بحسب الكاتب.

واوضح الكاتب انه أمضى وقت طويل من حياته المهنية في مكافحةالعبودية الحديثة، مضيفا:"يمكنني ان أقول، دون ادني شك، ان الحكومة القطرية هي واحده من أكبر العقبات امام إلغاء العبودية من العالم، فهناك حوالي 90% من سكان قطر من العمال الأجانب الذين يخضعون لسياسات وممارسات عمل قاسية تبقيهم محبوسين داخل البلاد، كما تجعلهم يعتمدون على صاحب العمل، ويعاني هؤلاء العمال من ظروف عمل خطيره، بينما يتلقون أجور ضئيلة جدا، هذا إن تقاضوا أجورا من الأساس.

ووفقا لمنظمة العفو الدولية، فإن عشرات آلاف من عمال جنوب اسيا معظمهم يرزحون تحت رحمه مدراء مستغلين، ما يجعلهم يتعرضون لخطر الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان بما في ذلك السخرة، وعالميا، يعرف العمل بالسخرة كشكل من اشكال الرق الحديث، حيث يتم إجبار الشخص علي العمل تحت التهديد بالعنف مقابل اجر ضئيل أو بدون مقابل.

وأضاف الكاتب أنه خلال عامين، سيشاهد ذلك الملايين، حيث تستضيفهم قطر كاس العالم لكرة القدم، ويعتبر ذلك "تكريما لقطر"، وهذا التكريم أنه تم شراؤه من خلال حملة ضخمة من الرشوة والابتزاز والفساد، واستعدادا لهذا الحدث، يعمل نحو 2 مليون من العمال المهاجرين في ظروف مروعة لبناء الهياكل الاساسية اللازمة لاستضافه المونديال.

وتشير التقديرات إلى انه يوجد حوالي 4 آلاف من هؤلاء العمال سيموتون بسبب ظروف العمل الخطيرة، وتابع: "إضافة إلى الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان.. تبث قناة الجزيرة، التي يملكها ويمولها النظام القطري، الكراهية والدعاية المعادية للسامية في برامج منتظمة، ويستضيف النظام القطري قادة الجماعات الارهابية وتعقد معهم اللقاءات في أماكن إقامتهم الفاخرة".