الخبر العاجل: الاحتلال التركي ومرتزقته يجددون قصفهم على ريف مقاطعة منبج

سياسيون مصريون: حملة أردوغان القمعية ضد الكرد إنقلاب فاشي يؤكد ضعفه وقرب نهايته

تشهد تركيا حالة من الغليان بعد حملة قمعية جديدة ضد المئات من السياسيين الكرد، وإقدام حكومة أردوغان على إقالة 3 رؤساء بلديات منتخبين ديمقراطيا، حيث تتصاعد الاحتجاجات جنوب شرقي البلاد.

اتفق عدد من السياسيين المصريين على أن الحملة القمعية التي تشنها سلطات أردوغان ضد رؤساء البلديات الكرد المنتخبين تمثل إنقلابا على إرادة الشعب وتعكس رغبة من الرئيس التركي في السيطرة على الحكم بالعنف والقوة والقمع، إذا ما فشلت محاولاته في تزوير إرادة الشعب والسطو على أصوات الناخبين.
ومن جانبه، قال رئيس حزب الاشتراكي المصري المهندس احمد بهاء الدين شعبان لوكالة فرات للأنباء ANF أنه لم يكن هناك أمل في أن يتراجع أردوغان بعد الخطوات المخادعة التي اتخذها بالسماح بزيارة ذوي القائد الكردي عبدالله أوجلان والمحامين، وأن يقوم بما يقتضيه الوضع في تركيا من حاجة ماسة للسلام المفقود، بل يسعى للقضاء على أي هامش للحرية التي نالتها وأنتزعتها القوى الديمقراطية بالكفاح المرير.
وتابع "شعبان": "أردوغان مستمر في ممارساته الفاشية للإعتداء على مؤسسات الدولة والقضاء على المعارضة وأسلمة الدولة وإنتهاك علمانيتها، واستهداف المعارضة والقوى الديمقراطية الكردية التي تمثل تحدي رئيسي لأردوغان وتوجهاته العثمانية المعادية لأي حقوق قومية بهدف سلبها حقوقها المشروعة".
أردوغان فقد القدرة على حكم البلاد سلميا
"أردوغان فقد قدرته على حكم الدولة بالسلم أو بديمقراطية زائفة كما كان يفعل، ويلجأ إلى فرض حكمه بالقوة والعنف، وهو يعادي الجميع، وخطر حتى على القومية التركية نفسها اذا جاز التعبير، فأنظر إلى ما فعله بقوميته نفسه من سجن آلاف الشباب وإلقاء المسؤولين المدنيين والعسكريين في السجون، وما يحدث مع السياسيين الكرد لم يكن مستبعدا في ظل فشله السياسي والاقتصادي الذي تعاني منه تركيا، وفشل مشاريعه الخارجية واحدا تلو الآخر، فقد أصابه خسارة مشروع العثمانية الجديدة في المنطقة بعد أن أنفق عليه الكثير بفقدان الصواب، واصبح يتخبط في سياسة فاشية يندفع فيها مثل الثور الأهوج وتدفع بلاده وشعبه الثمن، بل من المتوقع أيضا أن تتزايد شراسة أردوغان وقمعه نتيجة تراجع تأثيره الانتخابي والخسارة الفادحة التي طالته في البلديات الكبرى، ما جعله يتصرف بإنتقامية مستهدفا الديمقراطيين الكرد الذين أثبتوا أنهم الرهان الحقيقي لحماية المعارضة من البطش والاستبداد من خلال تحالفهم وانفتاحهم على الديمقراطيين في تركيا بصورة أفقدت أردوغان توازنه وجعلته يظهر وجهه الحقيقي القبيح كحاكم طاغية ينتمي لعصور ما قبل الحداثة"، هكذا وصف شعبان التطورات الراهنة.
ونبه السياسي المصري المخضرم إلى حقيقة أن عداء أردوغان للكرد عداء أصيلا للحركة الكردية الديمقراطية المدافعة عن الحقوق الثقافية والسياسية المشروعة للشعب الكردي، وليس مجرد رد فعل على خسارته الانتخابية أو تراجع شعبيته، "فإردوغان يتبع سياسة إنكار حقوق كردستان وإنكار القضية الكردية، وهو عدو للشعب الكردي من حيث المبدأ بدليل أنه يتخذ كل السبل في سبيل هذا العداء للكرد داخل وخارج تركيا وفي أجزاء كردستان الأربعة".

بداية النهاية لحقبة مريرة 
وقال الكاتب المصري أحمد بلال عضو اللجنة المركزية بحزب التجمع أن الموقف في تركيا لا ينفصل عن فكر وممارسات الإخوان، وكما يستهدف اردوغان المتأسم الكرد، كان الإخوان يستهدفون اليسار المصري وهو إمتداد لاستهداف الفكرة الديمقراطية، مضيفا: "أردوغان يخوض معاركه ضد الكرد ويضفي عليها طابع قومي ويظهر الكرد وكأنهم عدو للأمة التركية، ولكن ممارساته الفاشية توسعت منذ ماسمي بالانقلاب عام 2016، وهو ما تلاه انقلاب حقيقي لأردوغان على كل المؤسسات التركية، ما يعني الرغبة في الوصول لمرحلة التمكين في الفكر الاخواني وفي أدبيات الاخوان عبر السيطرة على كافة مفاصل الدولة من جيش وقضاء وإعلام وإقتصاد وبلديات وغيرها".
واضاف "بلال" أن "الإجراءات القمعية الأخيرة التي جاءت بعد الانتخابات البلدية نتيجة شعوره بالهزيمة السياسية واتساع دائرة العداء له ليس فقط من مجمل مكونات الحياة السياسية ولكن حتى داخل معسكره، فبات يتحرك بوجه مكشوفه هو ينفذ مرحلة التمكين في الفكر الاخواني، ويفخخ الدولة التركية من خلال ممارساته القمعية، يخلق أعداء في الداخل وإنقسامات داخل الأمة وداخل الحزب نفسه، وفي تقديري هو يؤسس لمرحلة النهاية، ويصعد نحو الهاوية والاخطر انه سيأخذ تركيا معه نحو نفس الهاوية في ظل فشله الاقتصادي والسياسي، وبعد أن اصبح الكل ضد الكل".
و"سياسيا ما يفعه أردوغان سيصب في مصلحة الكرد وسيجعل الجميع يتحالف ضده، الاحتجاجات في المناطق الكردية ستصبح شرارة لاندلاع احتجاجات كبيرة ضد نظام العدالة والتنمية واردوغان الأن يكتب نهاية لحقبة ما في التاريخ التركي، فجميع خطواته تأتي بنتيجة عكسية"، هكذا يرى بلال المشهد في المستقبل القريب.
وتابع عضو اللجنة المركزية في حزب التجمع المصري: "الخطر الأكبر بممارسات أردوغان وإنقلابه على الديمقراطية مرات عدة، أنه سيدفع البلاد نحو الصدام الواسع، وسيكون ذلك ضروريا لكي يحدث التغيير الحقيقي المطلوب، ومع هذه العقلية الفاشية لو اثمرت اي انتخابات عن فوز المعارضة التركية، لن يتورع أردوغان من الدخول في الصدام مع نتائج الصناديق من خلال انقلاب متكامل سيؤسس لنهايته وبداية مرحلة جديدة في تاريخ تركيا".
وأكد سيد عبد الغنى رئيس الحزب العربي الناصري لوكالة فرات للأنباء ANF أن أردوغان يدرك خطورة تراجع شعبيته ويعمل حتى آخر نفس للحفاظ على السلطة بعد تراجع الشعبية وخسارة حزبه الانتخابية المدوية وخاصة في بلدية أسطنبول، فقد كانت نكسة جديدة لأردوغان. وأعتبر عبدالغني أن هذا التراجع يمثل مؤشر قوي على بداية النهاية لأردوغان وخاصة في ظل الانقسامات التي يعاني منها حزبه وتقلباته الخارجية بين الأمريكان والروس التي أدت لعداء تركيا للجميع.
واضاف: "أردوغان مجنون سلطة ومجنون بحلم استعادة الدولة العثمانية، ويعاني في نفس الوقت من إنقسامات كبيرة داخل معسكره السياسي ويسعى إلى ضم الحلفاء القوميين المتطرفين وكل مؤيدي الفاشية وذلك من خلال ملاحقة الكرد لإرضاء حلفاءه المتطرفين"، مشيرا إلى أن الرهان الحقيقي يبقى على وعي الشعب التركي ودوره في استعادة قراراه.
وبدوره، قال علاء عصام امين اعلام شباب حزب التجمع، أن ما قام به أردوغان من مساعي لفرض استمرارية هيمنة حزبه على الحكم بإقالة رؤساء البلديات المنتخبين ديمقراطيا، يثبت مدى زيف نموذج الديمقراطية الإخوانية التركية التي روّج لها حزب العدالة والتنمية على مدى العقدين الماضيين، ويؤكد خطورة تنظيم الإخوان الإرهابي بفروعه المختلفة على الحياة السياسية الديمقراطية.
ولفت "عصام" إلى أن سياسة أردوغان الراهنة دليل على ما يعانيه حزبه من ضعف وانقسام في ضوء اتجاه حلفاءه القدامي لإنشاء حزب جديد بعدما أثبت حزبه الانقلاب ضعفه الانتخابي بعد هزيمته في بلدية اسطنبول ولم يعد أمامه سوى الانقلاب على الديمقراطية والعمل على تصفية الساحة السياسية من الخصوم بإلقاءهم في السجون وعزلهم من مناصبهم.