خبير ليبي لـANF: تبين للجميع الأن إن هدف أردوغان هو تدمير الجيش الليبي

تشهد جبهات القتال الليبية حول العاصمة طرابلس تصعيد متنامي من جانب قوات حكومة الوفاق المتحالفة مع الميليشيات المتطرفة وأنقرة، في ما اعتبره مراقبون تحول في مسار المعركة التي كان من المتوقع انحسارها في ظل جائحة كورونا.

هزت الاشتباكات والقصف المتبادل بين قوات الجيش الليبي وحكومة السراج وحليفها التركي أنحاء متفرقة من محيط العاصمة الليبية طرابلس، وذلك وسط مزاعم من حكومة الوفاق بتحقيق تقدم في مدينة ترهونة، وهو ما نفاه الجيش الليبي.

وتعليقا على التطورات الراهنة، قال سعد مفتاح العكر استاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية الليبي، إنه فور إعلان إتفاقية ترسيم الحدود البحرية الاقتصادية بين حكومة تركيا والمجلس الرئاسي في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، "نَبّهنا إلى أن مقابل هذه الاتفاقية سينعكس على المعركة العسكرية، وهذا ما اتفق عليه الجانبين بتعزيز التعاون المشترك في الجانب العسكري والأمني."

واشار العكر في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء ANF إلى إن "تركيا من خلال رئيسها اردوغان، والذي عَبر بكل صلف ووضوح عن أنه يدعم بشكل مباشر المجلس الرئاسي، وأنه سيقضي على أحلام المشير حفتر في الدخول إلى طرابلس، وأن في ليبيا مليون مواطن من ذوي الأصول التركية بحسب مزاعمه، وأن ليبيا أرث عثماني لن نفرط فيه، لم يخف اطماعه في ليبيا منذ اللحظة الأولى للعدوان."

"من لم يحمل هذه التصريحات على محمل الجد، وأنها مجرد خطابات للاستهلاك الإعلامي، فهو لا يعرف استراتيجيًا أهمية سيطرة رجب طيب اردوغان، فقد حاول الرجل تقديم الدعم بشكل غير مباشر عسكريًا للمجلس الرئاسي لوقف زحف تقدم الجيش الوطني وسيطرته على المدينة تلو الأخرى غرب البلاد، ولكنه فشل. فحاول من خلال اتفاقه مع بوتين للسعي في وقف إطلاق النار في كانون الثاني يناير الماضي بموسكو؛ ولكنه  فشل أيضًا، وتحقق له ذلك في اتفاق برلين الذي مارس فيه دبلومسية نشطة من أجل الضغط على قائد الجيش الوطني الليبي لقبول وقف إطلاق النار".

ويرى العكر إنه "تَبين مع الوقت هدف الحكومة التركية من وقف إطلاق النار، فطائرتها لم تتوقف يومًا واحدًا عن جلب المرتزقة السوريين إلى ليبيا، والذي وصل عددهم حسب تقارير صحفية عالمية إلى 6000 آلاف مرتزق، كما إن هناك جسر جوي بحري لدعم ميليشيات المجلس الرئاسي بكافة أنواع الأسلحة، والمعدات العسكرية، والطائرات المسيرة، والذخائر.... وهو ما يؤكد بأن الهدف الحقيقي كان كَسب الوقت، لدعم المليشيات الموالية للحكومة التركية في ليبيا، وأن الهدف الرئيسي ليس فقط الاكتفاء بموازنة المعركة عسكريًا؛ إنما التوسع جغرافيًا واسترجاع كافة المناطق التي سيطر عليها الجيش الوطني الليبي".

وشدد استاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية الليبي على "إن مشاركة الحكومة التركية بجيشها عبر بارجتين حربيتين، وطائرات مسيرة، وغرفة عمليات يقودها ضباطٌ أتراك؛ يؤكد هذا الأمر بأن اردوغان لن يتراجع في هدفه على تدمير قدرات الجيش الليبي، حتى لو اضطره الأمر لإنزال بري؛ طالما أن العالم صامت ويترقب دون أن يُحرك ساكنًا، ولم يشجب ويندد بهذا التدخل التركي السافر."

"إن رجب طيب اردوغان لن يُفرط في حلفائه سياسيًا وفكريًا جماعة الإخوان المسلمين باعتباره سكرتيرًا عامًا للجماعة، فهو إلى الآن وبرغم قوة الدولة المصرية لا زال يُهاجم النظام المصري وينتقد شرعيته، وذلك بسبب إسقاط نظام الجماعة هناك- فكيف إذًا سيتراجع الرجل عن إطماعه في دولة هشة مثل ليبيا"، بحسب العكر.

واضاف العكر: "ترتيبًا على ما سبق- اطماع تركيا في ليبيا لها جوانب عديدة:  أولاً:  كما قال اردوغان في اواخر ديسمبر الماضي لدينا إرث في ليبيا، وهو يقصد بأن العثمانيون حكموا ليبيا لأكثر من 3 قرون. ثانيًا: جيوبولتيكيا أو من منظور الجغرافيا السياسية، فإن ليبيا ببرها، وبحرها، ومرتفعاتها، وثرواتها، وموقعها، يسيل لها لعاب أي دولة. ثالثًا: الجانب التوسعي والطموح التركي في التمدد، هذا لم يعد خافيًا على أحد."

وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الجزائري الأسبق رمطان لعمامرة يوم الخميس تخليه رسمياً عن التقدم لمنصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، ويأتي ذلك عقب رفض الولايات المتحدة دعم ترشحه.

وميدانيا، أعلن اللواء احمد المسماري المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، تمكن مفرزة من قوات الجيش في محور الطويشة جنوب العاصمة طرابلس تتمكن من أسر أحد كبار قادة تهريب البشر في المنطقة، وهو المدعو صالح الدباشي شقيق المهرب المعاقب دوليا المدعو أحمد الدباشي الملقب"العمو " ، وتابع في بيان نشره في ساعة مبكرة من صباح يوم الاحد، "تم أسر المعني وهو يعاني من جروح بالغة بعد إصابته داخل مدرعة تركية من طراز "كيربي"، وهذا إن دل على شيء انما يدل على توسعة تركيا لأنشطتها الإجرامية، لكي تشمل دعم كبار المجرمين في المنطقة الغربية وتجار البشر، وهو مايعتبر تهديدًا مباشرًا ليس لمصالح الشعب الليبي فحسب بل لكل دول المنطقة وحوض المتوسط .

واضاف المسماري: "إن هذا المجرم المدعو صالح الدباشي كان المسؤول الأول عن مركز إيواء صبراتة الذي شهد أشنع الجرائم ضد البشرية بحق المهاجرين من بيع ورق وعبودية وتهريب طيلة الفترة مابين 2012 وحتى 2017 .تم أسر المعني مع عدد من المرتزقة السوريين والمطلوبين الليبيين المدعومين من تركيا بينهم إبن عمه المدعو أحمد التابع لمليشيات مهرب الوقود أسامة جويلي."

كما، كشف موقع "إيطاليا رادار" العسكري استمرار وصول الطيران التركي إلى غرب ليبيا، محملا بشحنات أسلحة ومرتزقة ومقاتلين أتراك، واشارت بيانات الموقع المختص بالرصد الجوي، إلى هبوط طائرة عسكرية تركية عملاقة، يوم الجمعة، في مدينة مصراتة ضمن تحركات تركية غربي ليبيا، واوضحت البيانات أن الطائرة كانت ضمن سرب جوي عسكري تركي حلق بكثافة قبالة السواحل الليبية الغربية.

وبدوره، قال العميد خالد المحجوب، إن قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، صدت محاولة الهجوم على ترهونة يوم السبت، وألقت القبض على 25 مرتزقا، وحاصرت مجموعة أخرى. وفي المقابل، زعمت ما تسمى عملية "بركان الغضب" العسكرية التي تنفذها قوات حكومة الوفاق الليبية، أسر 102 من عناصر الجيش الليبي خلال الاشتباكات الدائرة الآن حول مدينة ترهونة، موضحة إن قواتهم تتقدم نحو مدينة ترهونة من 5 محاور.

واعلنت شعبة الاعلام الحربي للقيادة العامة ان الوحدات العسكرية بالقوات المسلحة بسِطت السيطرة على مواقعٍ جديدة في محور عين زارة، الجماعات الإرهابية ومجموعات الحشد الميليشياوي الموالين للعدوان التركي وتحت غطاءٍ جويّ تركي بمحاولاتٍ بائسة للإقتراب من مدينة ترهونة . و"تمكنت القوات المُسلحة من التصدي لهذه المحاولات ودحرت العدو وردته على عقبه خاسئاً، حيث تكبّدَت هذه الجماعات خسائراً كبيرة وتم أسر العديد من أفرادهم والتحفظ على عددٍ من جُثثهم التي تركوها مُلقاةً في العراءِ بعد أن ولّوا الدبر أمام قسوَة ضربات وحداتنا"، بحسب بيان الجيش الوطني الليبي.