غول يوجه إنتقادات حادة لسياسة أردوغان تجاه الكرد وسوريا والغرب ومصر
هاجم الرئيس التركي السابق عبدالله غول سياسة أردوغان، مؤكدا إنه تورط في سوريا دون استراتيجية للخروج منها، داعيا إلى ضرورة إلغاء النظام الرئاسي الذي انفرد به أردوغان.
هاجم الرئيس التركي السابق عبدالله غول سياسة أردوغان، مؤكدا إنه تورط في سوريا دون استراتيجية للخروج منها، داعيا إلى ضرورة إلغاء النظام الرئاسي الذي انفرد به أردوغان.
في انتقاد علني نادر وجه الرئيس التركي السابق عبدالله غول هجوما شديدا على سياسة رئيس النظام حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان، مشددا على ضرورة العودة للنظام البرلماني بعد انفراد أردوغان بالسلطة.
وقال غول خلال حوار مع صحيفة "قرار" التركية، إن المسألة الكردية في تركيا أصبحت قضية إقليمية ودولية بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي كان واعدا بين الحكومة وحزب العمال الكردستاني في عام 2015، ثم الغزو التركي اللاحق للأجزاء الشمالية من سوريا التي يعيش فيها الكرد.
وقال: "إنها (القضية الكردية في تركيا) مسؤوليتنا كاملة. عندما لم نتمكن من حلها في إطار مبادرتنا ومن خلال تطبيق معايير عالية لحقوق الإنسان، اكتسبت أبعادا إقليمية ودولية، هذه أمور شاقة".
وبسؤاله عن القضية الكردية، قال: "هذه القضية هي واحدة من أهم القضايا في تركيا... لأن لدينا عدد أكبر من السكان الكرد من جميع البلدان الأربعة العراق، وسوريا، وإيران، وتركيا.. والسؤال الحقيقي الذي يجب الإجابة عليه هو كيف يمكننا أن نجعل سكاننا متساوين.. كيف نجعلهم راضيين وسعداء ومعتمدين على دولتنا.. يجب النظر لهذه المسألة من كافة الابعاد.. وإذا تعاملنا مع هذه المسألة من خلال أنفسنا سنعمل على تعزيز التماسك في بلدنا وبالمنطقة".
وشدد غول على معارضته لما وصفه بعزلة حزب الشعوب الديمقراطي، مشددا على أن مشاركة الحزب تمثل مصدر قوة، واعتبر أنه حرص دائما خلال رئاسته على مشاركة الحزب، ومشاركة رموز من الحزب خلال زيارته لكل المناطق والبلديات الكردية، مضيفا: "لقد جعلتهم دائمًا يشعرون أنهم ينتمون إلى هذا البلد."
وأنتقد غول حكم الفرد بعد تطبيق أردوغان للنظام الرئاسي الذي مكنه من سلطات واسعة، وشدد الرئيس التركي السابق على "حتمية العودة للنظام البرلماني"، مشيرا إلى أنه سبق أن رفض تطبيق النظام الرئاسي في الحكم، وأنه يرجح النظام البرلماني. وتابع غول: "منذ تأسيس تركيا، ونحن نعمل بالنظام البرلماني، وأنا قلت من قبل إنه لا ينبغي أن يكون هناك نظام رئاسي. والأفضل منه النظام البرلماني الديمقراطي التام". وأكد غول دعمه لنائب رئيس الوزراء التركي الأسبق علي باباجان في مساعيه التي يقوم بها لتأسيس حزب سياسي جديد مناهض للعدالة والتنمية الحاكم، الذي يتزعمه أردوغان.
كما عبر غول عن قلقه إزاء سياسة تركيا في سوريا. وقال الرئيس التركي السابق إن إردوغان أخطأ حين فتح جبهة في سوريا دون استراتيجية للخروج.
قال غول: "ما سأقوله، حتى لو استفزنا للغاية، ليس الدخول في حرب شاملة مع سوريا".
وقال إن تركيا متورطة في الأزمة في سوريا منذ اندلاع الحرب في عام 2011 دون خطة خروج مناسبة، وقد عززت التعاون مع روسيا في الوقت الذي ابتعدت فيه عن حلفائها الغربيين.
وطالب الرئيس التركي السابق عبدالله غول رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بضرورة إصلاح ما أفسده مع مصر وإعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، مشددا على أن "مصر تعتبر واحدة من أهم بلدان العالمين العربي والإسلامي".
وأكد غول، في حوار مع صحيفة "قرار" التركية: على "ضرورة التعامل مع العلاقات المصرية التركية بعناية شديدة، بما يتجاوز القضايا اليومية"، مشيراً إلى "أن للبلدين موقفاً مهماً جداً من ناحية المصالح". وتابع قائلاً: "لكن مع الأسف، الوضع الحالي معروف، وآمل أن تكون هناك في نهاية المطاف طريقة تنقل العلاقات بين البلدين إلى المكان الذي ينبغي أن تكون فيه".
كما تطرق غول إلى التوترات الأخيرة بين بين روسيا وتركيا، قائلًا إنه ليس من الصحيح شراء حكومة العدالة والتنمية لأنظمة الدفاع الجوي "إس 400" من روسيا. وقال غول إن مشاكل تركيا مع الولايات المتحدة جعلتها أقرب إلى موسكو، لكن الابتعاد عن الغرب سيضعف الديمقراطية التركية.
وقال "يجب أن تكون تركيا جزءًا من الكتلة الغربية مع أوروبا لضمان دولة ديمقراطية تعددية. وفي هذا الصدد، فإن علاقاتها الأخيرة مع روسيا غير متوازنة". قال الرئيس السابق إن امتلاك تركيا S-400 يمكن أن يقوض قوة جيشها. وقال غول: "لأنه في النهاية جميع معايير القوات المسلحة التركية، كل شيء من سلاح الجو إلى القوات البرية هو في معايير الناتو. قوتها تأتي من ذلك".