تقرير للبنتاغون: قرار ترامب بالإنسحاب من سوريا وراء عودة نشاط داعش

أصدر المفتش العام في البنتاغون تقريراً للكونجرس يقول إن تنظيم داعش "ينمو" مرة أخرى في سوريا والعراق، مع وجود ما بين 14000 إلى 18000 مسلح، محمّلا ترامب مسؤولية ذلك.

وقال تقرير وزارة الدفاع الأمريكية إن قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات بسرعة في سوريا وسحب الموظفين الدبلوماسيين من العراق زاد من عدم الاستقرار وسمح للمتشددين بإعادة تجميع صفوفهم، محملا ترامب، مسؤولية إعادة انتشار مسلحي تنظيم "داعش" في مناطق عدة من سوريا والعراق، حسبما ذكر موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي اليوم الجمعة.

واعتبر التقرير الربع سنوي للبنتاغون، أن قرار ترامب بسحب قوات أميركية من سوريا، فضلا عن إهمال العمل الدبلوماسي مع حكومة بغداد، ساعدا تنظيم "داعش" الإرهابي دون قصد على تنظيم صفوفه مرة أخرى في البلدين.

وأوضح التقرير أن "تنظيم داعش واصل تحوله من قوة مالكة للأراضي إلى تمرد في سوريا، وكثف تمرده في العراق"، رغم تصريحات ترامب بإن "التنظيم هُزم والخلافة انهارت".

وكان مسؤولون وخبراء سياسيون وعسكريون، حذروا مرارا من أن الانسحاب الأميركي السريع من سوريا سيمكن "داعش" من إعادة تنظيم صفوفه، بعد تلقيه هزائم عسكرية واقتصادية ساحقة من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وحذر المبعوث الرئاسي الخاص السابق للتحالف الدولي بريت ماكغورك ، الذي استقال مثل وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس بعد إعلان الانسحاب من سوريا، مرارًا وتكرارًا من هذا السيناريو، قائلاً إن سياسات ترامب ستؤدي إلى الفوضى و "تهيئة بيئة للمتطرفين لتزدهر". ووفقا لبريت ماكغورك، فإن قرار إدارة الأخير بتركيز اهتمامها على إيران قلل من قدرتها على مواجهة "داعش" بشكل فعال في سوريا والعراق.

وحذر من أن "سياسات الرئيس في المنطقة ستوفر حياة جديدة لداعش وغيرهم من أعداء الولايات المتحدة"، وأن القرار "سيعجل بالفوضى ويخلق بيئة لعلو نجم المتطرفين"، وهو ما أكد تقرير البنتاغون إنه يحدث على الأرض.

كما ذكر تقرير البنتاغون بشكل صريح، أن تخفيض عدد القوات الأميركية في سوريا، الذي أعلنه ترامب في نهاية العام الماضي، ساهم في خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.

وحسب التقرير، ترك الانسحاب الذي أدى إلى استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس، شركاء الولايات المتحدة السوريين في مأزق، دون تدريب أو دعم كانوا يحتاجون إليه لمواجهة "داعش"، وفي العراق تفتقر قوات الأمن إلى التجهيزات اللازمة لمحاربة التنظيم الإرهابي لفترات طويلة.

ويقدر البنتاغون أن تنظيم "داعش" يضم ما بين 14 و18 ألف مسلح، ينفذون الآن عمليات اغتيال وهجمات انتحارية، وينصبون الكمائن ويدبرون حرق المحاصيل في سوريا والعراق، بخلاف نشاطهم السابق في البلدين الذي بدأ عام 2014 بهدف الاستيلاء على الأراضي وكسب مساحات جديدة.

وحذر التقرير من أن "داعش" وجد مصدرا للعائدات مرة أخرى، عن طريق ابتزاز المدنيين في البلدين، وعمليات الاختطاف للحصول على فدية، وجني الأموال من عقود إعادة البناء، وهذه الطريقة اللامركزية لجمع المال، على عكس نظام الضرائب والإيرادات المفصل الذي استخدمه "داعش" خلال فترة قوته، تجعل من الصعب تتبع الدخل.

ولفت التقرير إلى أن مخيم الهول الذي يضم آلاف من النازحين في الحسكة شمال شرقي سوريا، يعد مكانا مثاليا لتجنيد أعضاء جدد في "داعش"، حيث لا تبدو القوات الحكومية قادرة على حماية المنطقة من المسلحين، كما أن قلة الدعم الأميركي للحفاظ على ظروف آمنة أو مواجهة دعاية "داعش" فتح الباب أمام أنشطة التنظيم.

وللولايات المتحدة نحو 1000 جندي فقط في سوريا، لكبح "داعش" ودعم القوات المحلية في إشارة لقوات سوريا الديمقراطية التي تقاتله، فضلا عن مواجهة النفوذ الإيراني ومراقبة تحركات القوات الحكومية السورية.

كما أدى قرار سحب الموظفين غير الطارئين من العراق، حسب التقرير، إلى تقليل النفوذ الدبلوماسي الأميركي هناك، ووفقا لوزارة الخارجية، كما خفض ذلك من قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم الدعم للمحتاجين.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال في وقت سابق إن تنظيم "داعش" يمتلك مبالغ تصل إلى 300 مليون دولار.

وكان تقرير سابق، لمكتب المفتش العام في وزارة الدفاع الأمريكية عن الفترة من 1 كانون الثاني (يناير) 2019 إلى 31 آذار (مارس) 2019، حول عملية العزم الصلب للقضاء على داعش إن إعلان البيت الأبيض قرار الانسحاب "المفاجئ" تسبب في قلق كبير للحلفاء وكان من المرجح أن ينظر إليه على أنه فرصة للخصوم "، واعتبر التقرير إن البنتاغون سيزيد مساهمة شركاء التحالف لتعويض انسحاب الولايات المتحدة، في إشارة لقوات سوريا الديمقراطية.