تقرير: شراكة النفط والدم بين أردوغان وداعش

سلّط تقرير نشره موقع "أحوال تركية" الضوء على العلاقة التي تجمع الرئيس التركي أردوغان بتنظيم داعش الإرهابي، مشيراً إلى جذرية العلاقة القائمة على أساس النفط والدم.

تعتبر الدولة التركية، الزبونة الأولى للنفط من داعش في مقابل تمويلها بالسلاح والمساعدات الطبية واللوجستية، الأمر الذي يؤكد ارتباط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشراكة اقتصادية متينة مع تنظيم داعش الإرهابي.

 وحرصت تشكيلات الأمن القومي التركي (MIT) منذ بداية ظهور تنظيم داعش الإرهابي، على تمويله مالياً وعسكرياً ولوجستياً والسماح لمقاتليه باستخدام الأراضي التركية بكل حرية لأغراض عسكرية وتنظيمية ولوجستية وطبية، إضافة لشراء النفط منه بما بلغت قيمته مئات الملايين من الدولارات، الأمر الذي مكن داعش اقتصادياً.

وأشار التقرير إلى مدى علانية وخطورة العلاقة التي تجمع الدولة التركية بتنظيم داعش الإرهابي، حيث تطرقت روسيا عام 2015 إلى هذه العلاقة المشبوهة، و"أدانتها"، كما أنّ الرئيس التشيكي ميلوس زيمان أكّد قبل أشهر "أنّ تركيا حليف فعلي للتنظيم المتطرف".

وأضاف الرئيس التشيكي إلى وجود معلومات تؤكد لعب تركيا دور الوسيط في بعض عمليات إمداد داعش، عندما كان التنظيم الإرهابي يحتل جزءاً واسعاً من سوريا والعراق، موضحاً بشكل ملموس "تصدير النفط".

وإلى جانب تجنيد الإرهابيين ونقلهم للقتال في عدد من الدول، حرصت أجهزة الاستخبارات التركية على بناء علاقات وطيدة مع "داعش"، وبشكل خاص في المجال الاقتصادي، حيث بلغت قيمة صفقات شراء النفط من الإرهابيين بحسب تقرير "أحوال تركية" مئات الملايين من الدولارات.

وتطرق التقرير إلى حديث للرئيس التركي أردوغان مع قناة الجزيرة القطرية، يتطرق فيه إلى الاتهامات الموجهة إلى ابنه وابنته، بما يخص العلاقة مع داعش، حيث قال " هناك افتراءات بحق ابنتي وابني.. لا علاقة لابني بنفط داعش. فهو يمارس مهاماً بسيطة في قطاع الغذاء، ويقولون إن ابنتي تعالج جرحى داعش في تركيا ثم تعيدهم إلى سوريا. وهذا افتراء كاذب بل إهانة".

ولم يتوقف أردوغان عن الصراخ والاسلوب الدعائي، بهدف إبعاد الشبهات عن علاقته مع داعش، حيث كرر على الدوام وفي كل المناسبات، أن بلاده كانت على رأس المحاربين لداعش، وكان يقول " نحن من بدأ تركيع داعش الإرهابي، بعدما أصبح من أكبر التحديات التي تواجه الإسلام".

وعقب القضاء على "داعش" ووقف تهريب النفط وقطع طرق إمداداته لتركيا، وتعهد الولايات المتحدة الأمريكية بالسيطرة على حقول النفط في سوريا، خرج أردوغان بتصريحات أشار فيها إلى أنه بلاده لا تهتم

وفي هذا السياق قال أردوغان "إن بلاده الدولة الوحيدة التي حينما تنظر إلى سوريا، ترى الإنسان وليس النفط".

وأشار التقرير إلى أن بلال أردوغان، نجل الرئيس التركي، عزز العلاقة الاقتصادية مع تنظيم داعش الإرهابي، ووصفته بـ "وزير نفط داعش"، لأنّه كان يقوم بتيسير مهام شراء النفط على مرأى ومسمع تشكيلات الأمن القومي التركي (MIT) وبرعايتها، وجنى من خلالها ملايين الدولارات بحسب ما تؤكد تقارير صحافية تركية.

ووجه مسؤولون كبار روس وكذلك وسائل اعلام روسية، أصابع الاتهام إلى بلال أردوغان، وسمته بالاسم، في إشارة منهم إلى متاجرته بالنفط السوري، بالشراء من داعش بشكل مباشر.

 كما نشرت صحيفة نيويورك بوست تقريراً، قال فيه " الدعم التركي لداعش بأتي بشكل مباشر من رأس السلطة، وأن ويكيليكس نشرت أرشيفاً مكوناً من 58000 رسالة بريد إلكتروني، توثق تورط صهر أردوغان، بيرات آلبيرق في مساعدة التنظيم المتطرف في تسويق نفطه المسروق من سوريا والعراق."

وتطرق التقرير إلى الضجة الإعلامية التي حدثت في شهر شباط عام 2014، حول التسجيل الصوتي المسرب لمكالمة هاتفية بين رئيس الوزراء التركي آنذاك أردوغان ابنه بلال، جرت صباح يوم 17 ديسمبر 2013 بالتزامن مع حملة الاعتقالات التي طالت عدداً من الشخصيات المقربة من أردوغان.

ويشير التقرير في ختامه إلى المحاولة اليائسة للدولة التركية، لإبعاد الشبهات عن العلاقة ما بينها وبين تنظيم داعش الإرهابي، حيث أصدرت وكالة الأناضول التركية الرسمية قبل أيام، كتابها "كفاح تركيا ضد داعش”، الذي يسلط الضوء على ما تصفه بمحاربة تركيا للتنظيم الإرهابي.

واستعرض الكتاب، الذي صدر بالتركية وتمت ترجمته للعربية والإنكليزية، ظهور وانتشار وانهيار داعش، وتمدده في العراق وسوريا، وهجماته في العالم، وهيكله القيادي، وما وصفته الأناضول بـ"العمليات الدامية التي نفذتها في تركيا، وحصيلة كفاح أنقرة ضد التنظيم..!!؟"