تركيا تجند قاصرين سوريين وترسلهم للقتال في ليبيا

نشر موقع المونيتور الأمريكي تقريراً حصرياً، حول تجنيد تركيا لقاصرين سوريين كمرتزقة وإرسالهم للقتال في ليبيا دعماً لحكومة الوفاق الليبية في صراعها مع الجيش الوطني الليبي.

تعمل الفصائل المرتزقة السورية وفق أجندات تركية في كل من سوريا وليبيا، حيث تقوم الفصائل مؤخراً بتجنيد القاصرين ضمن صفوفها، وإرسالهم للقتال في ليبيا مقابل مبالغ مالية تدفع لهم.

ويوضح التقرير الذي نشره المونيتور، كيفية استخدام الدولة التركية للفصائل المرتزقة السورية لخدمة أجنداتها في الحرب الليبية.

وأشار التقرير إلى وثيقة مكونة من 40 صفحة، أعدها "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" تقول إن قاصرين سوريين تم تجنيدهم كمرتزقة في الحرب الليبية، حيث يعتبر ذلك انتهاكاً لحقوق الانسان وقوانين النزاعات.

وتفيد الوثيقة بأن معظم المسلحين السوريين، الذين تم إرسالهم من قبل تركيا إلى ليبيا، والبالغ عددهم حوالي 2000 مرتزق، هم من القاصرين.

كما يكشف تقرير المونيتور عن قيام تركيا بإصدار وثائق هوية مزورة للأطفال بمعلومات كاذبة عن تاريخ ومكان ميلادهم، وبالتالي تسجيلهم في مرتبات فصائل ما يسمى بـ " الجيش الوطني السوري"، كما أن البعض من القاصرين يستخدمون أسماء إخوانهم الأكبر سناً في أوراقهم المزورة.

ونقل التقرير عن أحد المصادر التي تحفظ عن التصريح باسمه، خوفاً على حياته من انتقام الفصائل المرتزقة في بلدة مارع في منطقة درع الفرات التي تحتلها تركيا في شمال سوريا، إنه في شهر كانون الثاني، " جاء قائد فرقة المعتصم إلى متجره مع ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 15 و 16، وقالوا لي إنهم سيذهبون إلى ليبيا بموافقة عائلاتهم، وكانوا سعداء للغاية بالحصول على راتب قدره 3000 دولار، على الأقل هذا ما وعدتهم به الفصائل."

ويشير التقرير أيضاً إلى فرقة السلطان مراد وهي جماعة عرقية تركمانية موالية بشدة لتركيا، يضم أكبر عدد من القاصرين الذين يبلغ عددهم حوالي 5000 طفل.

يقول بروتوكول الأمم المتحدة الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة، والذي فتح باب التوقيع عليه في مايو 2000 ، "لا يجوز للجماعات المسلحة، تحت أي ظرف من الظروف، تجنيد الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً أو استخدامهم في الأعمال القتالية ". كما ينص على ما يلي " تتخذ الأطراف جميع التدابير الممكنة عملياً لمنع هذا التجنيد والاستخدام، بما في ذلك اعتماد التدابير القانونية اللازمة لحظر وتجريم هذه الممارسات".

كما ذكر تقرير للأمم المتحدة أن مجموعة فاغنر، وهي شركة عسكرية روسية متعاقدة، نشرت حوالي 1200 من المرتزقة في ليبيا لدعم حفتر

كما يشير التقرير إلى أن تركيا لعبت دوراً هاماً في إبطاء حملة خليفة حفتر للسيطرة على طرابلس، والتي استمرت لأكثر من عام، ولكن لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان بإمكان تركيا أن تميل بشكل قاطع التوازن لصالح حكومة الوفاق الليبية.

واشار التقرير إلى أن أولى الإشارات الموثوقة التي دلت على تجنيد تركيا للقاصرين السوريين في القتال في ليبيا، عندما ذكر موقع "جسر برس" الإخباري، أن قاصراً سوريا يبلغ من العمر 17 عاماً وهو من مدينة الحسكة، قتل في ليبيا من ضمن فرقة السلطان مراد.

وبدأت دولة الاحتلال التركي  منذ شهر تشرين الأول من العام الماضي، بإرسال مرتزقة سوريين إلى ليبيا للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق في مواجهة الجيش الوطني الليبي.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان، قد  قدر أعداد المقاتلين المرتزقة السوريين الذين تم إرسالهم إلى ليبيا، بحوالي 8000 مقاتل، إلى جانب الآلاف ممن يتلقون التدريبات بإشراف تركي استعداداً للذهاب إلى جبهات القتال في ليبيا.