بريطانيا ترسل سفينة حربيّة ثانية إلى الخليج لحماية ناقلات النفط وإيران ترفض تشكيل "تحالف بحريّ" بقيادة أوروبيّة

ذكرت وزارة الدفاع البريطانيّة أنّها أرسلت سفينة حربيّة ثانية إلى الخليج "لتعزيز عمليّات حماية ناقلات النفط وسفن أخرى" وسط استمرار التوتّر في المنطقة على خلفيّة تهديدات متبادلة بينها وبين إيران, التي أكّدت أنّ وجود قوّات دوليّة "سيزيد التوتّر".

وقالت وزارة الدفاع البريطانيّة, في بيان لها, إنّ المدمّرة "إم-إس-دنكان" ستلتحق بالفرقاطة "إتش-إم-إس-مونترو", موضحة أنّ الهدف هو "دعم المرور الآمن التي ترفع علم بريطانيا" عبر مضيق هرمز, فيما شدّد وزير الدفاع, بن والاس أنّ حرّية الملاحة في المضيق "ليست حيويّة للملكة المتّحدة فحسب, بل لشركائنا وحلفائنا الدوليّين أيضاً".

وأشار والاس إلى أنّ البحريّة الملكيّة تعمل على "توفير ضمانات" للسفن البريطانيّة, مضيفاً بالقول: "نواصل الضغط من أجل التوصّل إلى قرار دبلوماسيّ يجعل ذلك ممكناً.. دون مرافقة عسكريّة".

يُذكر أنّ منطقة الخليج تشهد توتّراً متصاعداً على خلفيّة احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانيّة, جاءت ردّاً على احتجاز بريطانيا ناقلة إيرانيّة قبالة جبل طارق لأنّها "خرقت عقوبات مفروضة على سوريا", وسط تحرّكات أمريكيّة وأوروبيّة لتشكيل قوّة مشتركة لحماية الملاحة في الخليج.

إلى ذلك, نقل الموقع الرسمي للرئاسة الإيرانيّة على الإنترنيت, اليوم الأحد (28 تمّوز) تصريحات للرئيس حسن روحاني, أدلى بها في اجتماع مع وزير الشؤون الخارجيّة العماني في طهران, قال فيها إنّ وجود قوّات "أجنبيّة" في الخليج "سيكون مصدراً رئيسيّاً للتوتّر" لافتاً إلى أنّ مسؤوليّة تأمين مضيق هرمز "تقع على عاتق إيران وسلطنة عمان", كما علّل التوتّر الحاصل في المنطقة ب"الانسحاب الأمريكي أحاديّ الجانب من الاتّفاق النووي" مع طهران.

وفي ردّه على تشكيل تحالق بحريّ, تعمل عليه الولايات المتّحدة ودول أوروبيّة, وصف المتحدّث باسم الحكومة الإيرانيّة, علي ربيعي هذا التحالف ب"الرسالة العدائيّة" وأنّه "يمثّل خطوة استفزازية وسيزيد التوتّر" بحسب ما ذكرته وكالة "فارس" الإيرانيّة للأنباء.

وأعلنت كلّ من فرنسا, إيطاليا والدنمارك دعمها "المبدئي" لخطّة بريطانيّة تسعى لتشكيل قوّة مهام بحريّة بقيادة أوروبيّة "لضمان سلامة الشحن في مضيق هرمز", الأمر الذي تنظر إليه إيران ببالغ القلق والتحفّظ, حيث جاء على لسان سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني, علي شمخاني أنّ "الترتيبات الأمنية يجب أن تستخدم القدرات المحلّية والتعاون بين دول المنطقة", مبيّناً أنّ التدخّل "الأجنبي" لن يكون له تأثير "غير زيادة المشكلات".

في سياق منفصل, أكّد رئيس منظّمة الطاقة الذريّة الإيرانيّة, علي أكبر صالحي أنّ طهران "ستستأنف العمل في مفاعل آراك النووي للماء الثقيل", وذلك في رسالته التي بعثها لنوّاب في البرلمان الإيراني, نقلتها وكالة "الطلبة" الإيرانيّة للأنباء.

تأتي خطوة إيران هذه في سياق سعيها للضغط على الدول الأوروبيّة للتحرّك ضدّ العقوبات التي فرضتها الولايات المتّحدة الأمريكيّة على طهران بسبب برنامجها النووي وبرنامجها الصاروخي, بالإضافة إلى "نشاطات إيران الخبيثة في الشرق الأوسط".