باحثة مصرية: تركيا نقلت مسلمي الإيجور إلى سوريا عبر أراضيها وسهلت انضمامهم لداعش

قالت دكتورة نادية حلمي، الخبيرة فى الشؤون الصينية، إن تركيا تستقطب قطاع كبير من مسلمي الإيجور الصينية لتحقيق أغراضها، وتقدم دعماً لحركة تركستان الإرهابية الإنفصالية.

وتطرقت الأستاذة الجامعية المصرية والباحثة المتخصصة في الشأن الصيني في تقرير موسع لها نُشر بالإعلام المصري عن مسلمي الإيجور، وتناولت بالدراسة حركة تركستان الإرهابية الإنفصالية، وأهم أنشطتها الإرهابية فى إقليم شينجيانغ وخارج الصين، وعلاقتها بتركيا.

 وقالت إنه "ثبت علاقة بعض الدول ومنها تركيا، كما بعض التنظيمات الإرهابية المتطرفة، بقومية الإيغور المسلمة بشمال الصين، حيث قامت بنقل بعضهم إلى سوريا، وسهلت مرورهم إلى تنظيمات إرهابية، كما نقلت بعضهم إلى دول مثل مصر، ولعل ذلك هو السبب فى طلب السلطات الصينية فى السابق تسليم بعض عناصر من شباب الإيغور من المقيمين فى القاهرة لفتح تحقيق معهم حول هذا الأمر".    

وأضافت "ونظراً لأن أصول الإيغور من الأقلية القومية التركية في “شينجيانغ” الصينية، فإنهم نشطوا مؤخراً كورقة ضغط تركية على الصين، وتحريكهم ضد الحكومة المركزية في بكين، من أجل إقامة دولة (تركستان الشرقية)".

ولفتت حلمي إلى أن الصين ترى في حركة “استقلال تركستان الشرقية”، التحدّى الأبرز على مستوى الأمن والإقتصاد والإستقرار الاجتماعى، وتُعتبر تركيا الداعم السياسى الأبرز لها، إن لم يكن الوحيد، مع معلومات متداولة عن أنّ عدد الإيغور فى تركيا نفسها يصل إلى 300 ألف، وأنّ أنقرة منحت جوازات سفر تركية لحوالي 100 ألف ممن لجأوا إليها منهم فى العقود الماضية

وأكدت حلمي أن القلق الصينى يتنامى من تزايد احتمالات وقوع أعمال إرهابية فى “شينجيانغ” أو غيرها على يد الإيغور المتطرفين، حتى أنّ السلطات المحلية فى الإقليم رصدت أخيراً مكافآت تصل إلى مائة مليون يوان صينى (14.5 مليون دولار) لمن يقدم أى معلومات عن الأنشطة الإرهابية المحتملة، وتتدرج المكافآت بحسب نوع المعلومات المقدمة، لتصل إلى 5 ملايين يوان صينى (725 ألف دولار) لمن يبلغ عن عمل إرهابى مقبل.                            

وأشارت إلى أن معظم العمليات الإرهابية التى شهدتها الصين فى الفترة الأخيرة، ومنها تفجير محطة قطار “كونمينغ” فى منطقة “يونان” الصينية، وغيرها من العمليات الإرهابية التى أعلنت حركة “تركستان الإرهابية فى إقليم شينغيانغ” مسئوليتها عنها فى بيانات رسمية، وتقول الصين إن “شينجيانغ” تواجه تهديداً خطيراً يتمثل فى الإسلاميين المتشددين والإنفصاليين الذين يتآمرون لتنفيذ هجمات عنيفة وإثارة التوتر بين أقلية الويغور، وأغلبها من المسلمين، وعرق (الهان) الصينى الذى يمثل الأغلبية.                                             

وأوضحت أنه واستجابة لذلك، بدأت الحكومة الصينية فى تسيير دوريات تشمل عدداً كبيراً من أفراد الشرطة وفرضت إجراءات جديدة للمراقبة ومكافحة الإرهاب فى أنحاء المنطقة ومن بينها تأسيس الآلاف من مراكز الشرطة فى أركان شوارع المدن والبلدات فى “شينغيانغ”.                             

ولفتت إلى أنه من هنا، يأتى الاهتمام الصينى بمكافحة الإرهاب فى إقليم “شينغيانغ” ودعم دول المنطقة والعالم فى مكافحة الإرهاب، خاصةً مع توسع مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، والتخوف الصينى من تلك العواقب والمخاطر الأمنية لبناء مشاريع إستثمارية واقتصادية ضخمة فى مناطق تعانى من ويلات الحروب الأهلية والفوضى وعدم الإستقرار وفشل أجهزة الدولة فى البلدان المعنية من التصدى له.

وقالت إن نهجاً جديداً للحركة بدأ باستهداف مصالح الصين في الخارج، لافتة إلى ما تم توثيقه مؤخراً بالصور والفيديوهات من تجنيد الآلآف من مقاتلى حركة شباب “الإيغور” المسلمين من مواطنى “شينغيانغ” فى تنظيم “داعش” الإرهابى فى سوريا.

ولفتت إلى أن تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا أصدر فى نهاية شهر فبراير2017، مقطع فيديو بعنوان “أولئك هم الصادقون”، حيث هدّد فيه أحد مسلمى الإيغور الصينَ بتنفيذ عمليات إرهابية غير مسبوقة، حيث قال: “أيها الصينيون الذين لا يفهمون لسان الناس، نحن جنود الخلافة، وسنأتى إليكم لنوضح لكم بلسان السلاح، ونسفك الدماء كالأنهار ثأراً للمسلمين”.  

وتقول الباحثة المصرية إن ما أدهشها هو أنه قد ظهر بالإصدار فى الفيديو (الموثق) عدداً من أطفال الإيغور المسلمين الصينيين أثناء تدريبهم داخل “داعش” فى سوريا، فيما أبدت السلطات الصينية إثر ذلك قلقها الشديد، مشيرة إلى أنّ ما يقرب من خمسة آلاف من مسلمى الإيغور فى مقاطعة “شينغيانغ” قد إنضموا للتنظيم الإرهابى، فى حين ذكرت مصادر سورية أنّ عدد المقاتلين الإيغور هناك وصل إلى ما يقرب من 15 ألف مقاتل فى الوقت الحالى مع وجود تهديدات حقيقة لمصالح الصين والخوف من عودتهم لزعزعة إستقرار البلاد، أو إستهداف مصالح الصين فى الخارج وفق تهديدات حقيقية وصلت (فعلياً) لحكومة بكين من طرفهم موثقة عبر فيديوهات وصور.