على الرغم من الصراع الدامي الدائر في اليمن منذ عام 2015، تعيش البلاد في حالة وقف إطلاق النار منذ شهر نيسان الماضي، إلا أن احتمالية التوصل إلى حل سياسي لا يزال بعيداً، حيث لا تزال معركة كسر العظام مستمرة بين كل من إيران والسعودية، على أرض اليمن المجزأة سياسياً وإدارياً واقتصادياً.
وتحاول الدولة التركية الدخول إلى اليمن التي تعاني من الدمار نتيجة استعراض القوة القائم فيها بين الدول الإقليمية، عبر حزب الإصلاح المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين.
كما وتسعى الدولة التركية إلى السيطرة على خليج عدن ومضيق باب المندب، من خلال جماعات الإخوان المسلمين، في محاولة منها لحصار مصر ودول الخليج.
ويشكل الحوثيون المنحدرون من المذهب الزيدي الشيعي، أحد أطراف النزاع في اليمن، نسبة 35-40% من سكان البلاد التي يبلغ مجموع سكانها 25 مليون نسمة؛ حيث تتلقى حركة أنصار الله الحوثية دعمها من إيران.
وفي الطرف الآخر أنصار الرئيس اليمني المخلوع عبد ربه منصور هادين الذي فر هارباً إلى السعودية بعد أحداث أيلول 2014، حيث يتلقى دعماً من التحالف العربي بقيادة السعودية.
اتخذت العديد من الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية ومصر والكويت والبحرين وقطر والمغرب والسودان والأردن إجراءات ضد الحوثيين في اليمن عبر التحالف العربي الذي شكلوه عام 2015.
عاشت اليمن بعد اضطهاد الإمبراطورية العثمانية، حرباً أهلية من 1920 إلى 1947، ومن ثم انضمت إلى الجمهورية العربية المتحدة التي أسسها جمال عبدالناصر بين مصر وسوريا في عام 1956، ثم انقسمت لاحقاً إلى قسمين " اليمن الجنوبي واليمن الشمالي" لسنوات عديدة، إلى أن أعيد توحيد البلاد في 22 مايو 1990، إلا أنها الآن على وشك التقسيم مرة أخرى.
سألنا الأمين العام لحزب جبهة تحرير جنوب اليمن علي المصعبي عن عملية وقف إطلاق النار في اليمن، والبحث عن حلول سياسية، ودور الإخوان في حل أو تأزيم الأزمة اليمنية ومصير الحكم الذاتي المعلن في عدن.
وقال المصعبي: "إنه بالنسبة للحل السياسي، فإن الشعب اليمني لديه خياران؛ إما شكل فيدرالي من الحكومة أو خيار لتقسيم البلاد إلى دولتين منفصلتين".
- ما هو وضع عملية وقف إطلاق النار وهل هنالك خروقات أم لا؟
اعتقد عمليا او لنقل جوهرياً الحرب انتهت و ظاهرياً هنالك يحصل صدامات مسلحة لا تخرج عن كونها رسم عملي للحلول السياسية الممكنة التي يمكن أن تحاكي الواقع الميداني وفي نفس الوقت أي خروقات هي تعبير عن بعض التفاصيل الصغيرة التي لم تحسم في الكواليس التي قد ترعاها دول عظمى هناك ،او قد تكون تعبير عن عدم توافق الاطراف الدولية المعنية بالحل و مستقبل المنطقة في التفاصيل الدقيقة ،انما بشكل عام اجزم بل اوقن انها الحرب انتهت عشيه توقيع اتفاق الرياض الموقع بين الانتقالي الجنوبي و بين حكومة الشرعية.
- إلى جانب وقف إطلاق النار هل هناك مشروع من أجل الحل السياسي (بطليعة الأمم المتحدة أو جهات أخرى)؟
ما زالت القراءات لم تتضح رسميا بعد، لكن الواقع الميداني يشير الى احد ثلاث خيارات تتوقف على مدى صلاحيه تقبلها للواقع او تقبل الواقع لها الاول اقليمين شمال و جنوب و كل اقليم يحكم ذاته بنظام فدرالي فالشمال اثنين وفي الجنوب اثنين الثاني اتحادي من ثلاث اقاليم اثنين في اليمن واقليم في الجنوب مع حل قضية المناصفة في الحكم و السلطات الاتحادية بين الشمال والجنوب. الخياران اعلاه في حال عدم وجود اشكاليه بين قوى اليمن الشمالي لتطبيق احدهما والخيار الثالث قائم على دولتين وفك ارتباط سلس برعاية دولية ليتم الاعتراف باليمن الجنوبي وعزله عن مشاكل الصراع في اليمن الشمالي لما يمثله الجنوب من الأهمية للمنطقة اليمنية من ثروة وموقع اذا لم يتحقق الخياران اعلاه وفقاً لحق تقرير المصير لشعب الجنوب حسبما نصت عليه كل القوانين والاعراف و المواثيق الدولية كحد ادنى.
- من الناحية السياسية اليمن مقسم حالياً إلى 3 أقسام. إحدى جهات هذه الحرب هي السعودية والجهة الأخرى هي إيران. أنتم كسياسيين في منطقة عدن أين ترون أنفسكم؟
بلا شك الجنوب كان السباق للانتصار للمشروع العربي المواجه للأطماع الإقليمية الساعية للسيطرة ليس على اليمن وحسب بل المنطقة العربية برمتها كإيران الفارسية من جهة وايضا تركيا العثمانية ويبدو ان هنالك تفاهمات بينهما حول جزيرتنا العربية بما فيها سوريا والعراق واليمن وصولا لدول الخليج الثرية.
فنحن بلا شك مع التحالف العربي و السؤال الاهم هل هم يقفون معنا الجنوبيين كقضيه لشعب قدم للمشروع العربي مالم يقدمه غيرنا بصدق ام لا !!
ذلك ما سوف تثبته الاشهر القادمة وليس ما يعانيه الشعب الكردي بمنأى عن كل ذلك من التآمر التركي الايراني فنحن رأينا واضح ومعلوم في دعم قضيه الشعب الكردي وحقه في اقامه دولته او ما يكفل حقهم في إدارة ارضهم وثروتهم وحكم انفسهم دون تحكم فيهم من اي نظام كان عربيا او فارسيا او تركيا.
- ارتباطاً بالسؤال السابق ما هو مشروع الحل السياسي الذي تقترحونه؟
اي حلول لا تشمل معرفة تامة بجوهر القضية اليمنية ستكون كالحرث في البحر وفهمنا المنصف للواقع يؤكد بالمنطق ان اليمن مشكلته مركبة كما انه عبارة عن اتحاد بين دولتين و شعبين لا يعني كونهما يمنيان الهوية الجهوية، انهما واحد الفرية التي يدعي بواحديتها الأخوة باليمن الشمالي فالشام اربع دول و لم نسمع احد يستعير من شاميته او يطالب بضم بقية دول الشام الى نظامه بداعي الهوية الشامية الجهوية وعليه اليمن قضيته مركبة من اشكاليتان الاولي في اليمن الشمالي وهي اشكالية الاستبداد و الثانية في اليمن الجنوبي اشكالية احتلال نظام صنعاء وشركائه الموجودين بالمشهد في الشرعية للجنوب في حرب صيف ٩٤ م وبالتالي اية حلول لا تأخذ تلك الاشكاليتين بشكل متساو وعادل لن تنتج استقرار او سلام دائم فقد حاولت صنعاء في حوار ما قبل حرب ٢٠١٥ حل مشكلة اليمن الشمالي بتقاسم السلطه ولكن على حساب اليمن الجنوب فبماذا انتهى ذلك الحوار بالحرب و كذلك اي محاولات لفرض حلول لحل اي من الاشكاليتان دون حل الاخرى لن يكون ثمه استقرار مالم يكن برعايه و انتداب دولي لا نرغب فيه كجنوبيين و بالتالي نرى ضرورة عقد لقاء شمالي برعايه دولية يخرج برؤيه لقضية الوحدة مع الجنوبيين و يعترفوا بانها كانت وحدة بين نظامين و شعبين ويخرج كذلك بقيادة ممثلة عنهم كذلك يتم عقد مؤتمر او لقاء جنوبي يتم فيه اذابة كل الخلافات المفتعله بعوامل الذاتيه او الصراعات الدولية بينهم في ارضهم بالجنوبيين يخرج برؤية موحده و قياده ممثله للجنوب بما لا ينتقص او يخرج عن اراده شعب الجنوب الذي يعلم العالم مالذي يريده هذا الشعب الجبار المظلوم و من ثم يتم عقد مفاوضات شمالية - جنوبية قد تسفر عن احد الحلين اما دولتين و شعب بما معناه عدم تضرر شعب اليمن الشمالي من عودة دولة الجنوب من حيث العمل و كسب لقمة العيش والحقوق الكاملة لهم كجنوبيين في الجنوب عدا الحقوق السياسية والحكم فانه يكون للجنوبيين و كذلك الحال في اليمن الشمالي بالنسبه لشعب الجنوب.
الثاني ان تم فرض حلول اخرى فلا يجب ان تستثني كلمة شعب الجنوب كل فتره عن قبوله للاستمرار باي شكل من اشكال النظام الواحد مع اليمن الشمالي.
- بعد إعلان الحكم الذاتي، ظهرت ادعاءات بأن هناك انقسام (تباين في الآراء) بين السعودية والإمارات فيما يخص الشأن اليمني، ماهي قراءتكم لهذا الموضوع؟
اعتقد ان التعويل على ذلك واعطاءه اكثر من حجمه امر مبالغ فيه ربما يكون هنالك تباينات في اسلوب الادارة فلكل نظام من الشقيقتان اسلوب يخصه في التعامل والادارة للوضع في اليمن ضمن التحالف انما الجميع يدرك ان المملكه العربيه السعودية هي الاساس في التحالف العربي و التي منحتها الشرعيه شرعيه التدخل بطلب رسمي عند غزو الحلف الحوثي مع المخلوع عفاش للجنوب في مطلع احداث ٢٠١٥ التي تم احتلال الجنوب على اثرها اما باقي الدول الشركاء كانت مشاركتهم بناء علي اتفاق مع السعوديه ذات امتياز التدخل من قبل الشرعيه... نحن نقيم ما جرى بشفافيه ليس بالضروره ان ذلك يمثل رغبتنا او قبولنا لاي امر يشبه ما تم من احداث و تدخلات بالشكل الغير مرتب و الغير واضح اقلها من خلطه الشرعيه السياسيه باليمن من احزاب وقوى الخ
- كيف تقيمون دور حزب الله ( حزب الاصلاح ) في الحل ؟
للاسف دورهم سلبي و لربما ان الفشل الذي تحقق في ظل عدم تقديمهم للواجبات الوطنيه علي البعد الايدلوجي الممتد الى استانبول و غيرها من العواصم التي لها مصلحه في فشل التحالف ناهيك عن ان مالك القرار في حزب الإصلاح هم بالاصل شماليين من ساده الشمال الزيود و هذا يبين كثير من التواطأت التي صبت في مصلحه الحوثيين في الحرب اليمنيه
الاستبداد والأنانية تفقد وتعيق اي عمل وان كان منظم وقائم على إمكانيات كبيرة لان انكشاف ذلك للعامة يسرع من نهايتهم وهذا ما حصل و سيحصل مع كثير من الاشكال المتصدره للمشهد في اليمن فمنها ماهو مصنوع برغبات دول و اخر ماهو ذاتي فرص تصل لحد القبح و العمل الوطني يحتاج لنفس طويل لان القضية وطن بينما من قضيته سلطه قد يبتسم له الحظ وقتما لكنه سرعان ما ينهار بسرعة أكبر من فترة مجده و زهوه.
- حسب رايكم هل يمكن ان يكون تقسيم اليمن حل دائم ؟
كل شي وارد و يخضع لتماسك الإرادات و ايضا للتوافقات الدوليه للدول العظمى فان الاطراف ووكلاء الدول في المحيط الاقليمي يديرون الامر برعاية دوليه اشبه بمباريات الشطرنج تمثل كيتونات الصداره بيادق لكل طرف وكيل بينما لعبه الكبار الدوليين فيما بينهم هي اشبه بلعبه بنك الحظ (الموني بولي) المقايضات اعطني شارع بول ستريت مقابل شارع بون ستريت و هكذا.
- و أن حصل تقسيم كهذا هل يمكن ان يكون على اساس مذهبي ؟
العامل المذهبي في اليمن حتى وان وجد الا انه ليس بالشكل الذي اريد ان تدار الحرب في اليمن على أساسه و من افشل تصدر المذهبية في الحرب اليمنية هو الجنوب و شعبه لان قتاله او انتصاراته كانت من منطلق وطني لا مذهبي لذلك لم تتحقق الصراعات المذهبية ليتسنى بدورها المحاصصات على هذا الاساس واكبر دليل على ذلك الزيديه المتحوثة وغير المتحوثة لا يصل تعدادها في اليمن الشمالي عن نسبة ٢٥ / و في اليمن عمومه بجنوبه الخالي تماما منهم لا يشكلون نسبه ال ١٠ ٪.