العراق:قطع الانترنت في اغلب المناطق وتسعة قتلى وعشرات الجرحى بالرصاص الحي..

أعلن مرصد نتبلوكس لمراقبة الإنترنت، مساء الاثنين،أن خدمات الإنترنت انقطعت في بغداد ومعظم أنحاء العراق، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وقال مرصد نتبلوكس "في أثناء كتابة البيان انخفضت اتصالات الإنترنت العامة لما دون 19 بالمئة عن المستويات المعتادة مما قطع الخدمة عن عشرات الملايين من المستخدمين في بغداد، وتأثرت أيضا البصرة وكربلاء ومراكز سكانية أخرى".

وأضاف "نعتقد أن الانقطاع الجديد هو أكبر انقطاع نرصده في بغداد حتى اليوم".

وكشف ناشطون ومراقبون عن ان القطع جاء على خلفية التظاهرات التي تشهدها بغداد وعدد من المحافظات للمطالبة بالخدمات وتوفير فرص عمل، والتي اتسعت المطالب لتشمل اقالة الحكومة.

وكانت السلطات العراقية قد قطعت خدمات الإنترنت من قبل في مواجهة موجة الاحتجاجات.

ويوم امس الاثنين، قتل تسعة أشخاص على الأقل وعشرات الجرحى في كل من بغداد وكربلاء.

واستخدمت القوات الرصاص الحي ضد متظاهرين احتشدوا قرب مقر تلفزيون "العراقية" الحكومي قريبا من المقال الحكومية في وسط بغداد، حسب ما أفاد شهود عيان.

وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على الطريق المؤدية إلى السفارة الإيرانية، ومقر وزارتي الخارجية والعدل في وسط العاصمة.

الا ان التلفزيون الرسمي الإيراني، نفى اليوم الثلاثاء، أن تكون السفارة الإيرانية ببغداد قد تعرضت لهجوم من قبل محتجين عراقيين غاضبين على الطبقة السياسية الحاكمة في العراق والتي تدعمها طهران.

وذكرت قناة "خبر" عن مسؤولين في السفارة الإيرانية قولهم إن "قوات خاصة من مكافحة الإرهاب تابعة للجيش العراقي، وكذلك قوات مكافحة الشغب تتواجد أمام السفارة الإيرانية ببغدا".

وأضاف المسؤولون إن "التقارير الإعلامية التي تفيد بأن السفارة الإيرانية في بغداد قد تعرضت للهجوم لا صحة لها، وهناك أمن كامل حول سفارتنا".

ومساء امس الاثنين، تمكن محتجون عراقيون من رفع العلم العراقي فوق جدار مبنى القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء وسط العراق للمرة الثانية.

وقُتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب 19 عندما اقتحم محتجون القنصلية الإيرانية في كربلاء أول أمس الأحد، وأضرموا النار في جدار القنصلية واستبدلوا العلم الإيراني بعلم عراقي.

كما ألقى المحتجون الحجارة وأحرقوا الإطارات حول المبنى الواقع في مدينة كربلاء.

وأعلن المتظاهرون العراقيون إضرابا عاما في محاولة للضغط على الحكومة لتحقيق مطالبهم، لكن قنابل الغاز والرصاص المطاطي والحي كانت في انتظارهم.

وواجهت القوات المحتجين على جسر الشهداء ببغداد بالرصاص ما أدى إلى سقوط قتلى، حسب المرصد العراقي لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن الأمن أطلق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في منطقة العلاوي.

وتزايد عدد المتظاهرين في ساحة التحرير رغم حظر التجول ليلا. وشهدت شوارع العاصمة خروج مئات السيارات التي تطلق العنان لأبواقها وتصدح بالأناشيد والأغاني الوطنية وترفع الأعلام العراقية.

وأسفر العنف ضد المتظاهرين على مقتل ما يزيد على 250 عراقيا في المظاهرات، التي انطلقت مع بداية أكتوبر، احتجاجا على حكومة يرونها فاسدة وتأتمر بأمر قوى أجنبية.

من جهتها قالت بعثة الأمم المتحدة في العراق، امس الاثنين، إن استمرار سفك الدماء في العراق يروعها، محذرة من أن الإحباط الشديد لدى الشعب لا ينبغي الاستهانة به أو قراءته بشكل خاطئ.

وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للمنظمة الدولية في العراق جينين هينيس-بلاسخارت، على تويتر إن "العنف لا يولد إلا العنف"، مشددة على ضرورة حماية المتظاهرين السلميين.

وأردفت أن "الوقت حان وقت لإطلاق حوار وطني".