العراق: تصاعد وتيرة الاحتجاجات رغم حظر التجوال

احتشد عشرات الآلاف من العراقيين في ساحة التحرير أمس الثلاثاء في اليوم الخامس على التوالي من الاحتجاجات بعد تقارير عن قتل قوات الأمن لمحتجين في كربلاء ليل الاثنين ورفض رئيس الوزراء الدعوة لانتخابات مبكرة.

وهذا هو أكبر تجمع في العاصمة منذ بدء الموجة الثانية من المظاهرات المناوئة لحكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي والنخبة الحاكمة الجمعة.

وأطلقت قوات الأمن المتمركزة على جسر الجمهورية القريب الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين حاولوا اقتحام المنطقة الخضراء شديدة التحصين والتي تضم المباني الحكومية والبعثات الأجنبية.

وفي السياق ذاته وضع عدد من المتظاهرين في محافظة كربلاء لافتة كتب عليها ( مغلق بأمر الشعب) على مبنى مجلس المحافظة.

وأفاد مصدر محلي لوكالتنا، يوم الأربعاء "أنهم رفعوا لافتة على الباب الرئيسي لمبنى مجلس محافظة كربلاء كتب عليها (حفاظاً على أمن وسلامة مواطينينا الكرام واستجابة لمطالب المتظاهرين المشروعة مجلس محافظة كربلاء مغلق بأمر الشعب).

وفي شأن ليس ببعيد أكد مصدر أمني في شرطة كربلاء أن قيادة الشرطة تستلمت مقر بدر وحركة عصائب أهل الحق بناء على طلبهم حفاظاً على حياة أهالي المحافظة.

وما زالت التظاهرات مستمرة في مدينة كربلاء لليوم الخامس على التوالي، فيما لم تشهد المظاهرات حتى هذه الساعة أي مواجهات أو أعمال عنف بين المتظاهرين والأجهزة الأمنية.

وعلى الصعيد السياسي دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر إلى استقالة الحكومة العراقية، وانضم الصدر إلى آلاف المتظاهرين في مدينة النجف، أمس الثلاثاء.

يذكر أن الصدر كان دعا الاثنين، رئيس الوزراء عادل عبد المهدي للحضور إلى البرلمان من أجل الإعلان عن انتخابات مبكرة.

كما طالب بأن تكون الانتخابات المبكرة من دون مشاركة الأحزاب الحالية "إلا من ارتضاه الشعب"، بحسب تعبيره.

بدوره، رد رئيس الوزراء العراقي، على الصدر حين أعلن أن هناك وسيلة أكثر اختصاراً لما طلبه الصدر.

وقال عبد المهدي في رسالة وجهها الثلاثاء إلى رجل الدين الشيعي البارز، وزعيم أكبر كتلة نيابية في البرلمان: "إذا كان هدف الانتخابات تغيير الحكومة فهناك طريق أكثر اختصاراً وهو أن تتفق مع الأخ العامري (هادي العامري زعيم تحالف الفتح في البرلمان) لتشكيل حكومة جديدة، وعندها يستطيع رئيس مجلس الوزراء تقديم استقالته واستلام الحكومة الجديدة مهامها خلال أيام إن لم نقل ساعات من تحقق هذا الاتفاق".

وتابع: "أعتقد أن الكتل السياسية ستتعاون بشكل واسع لتحقيق التصويت اللازم".

وفي ما يتعلق بالدعوة إلى انتخابات مبكرة، قال رئيس الحكومة العراقية: "الانتخابات المبكرة مجهول أمرها. فمتى سيتسنى إجراؤها؟ وهل سيتم الاتفاق على كامل شروطها؟ وهل ستأتي نتائجها حاسمة؟ وغيرها من أمور قد تتركنا أمام مجاهيل كبيرة".

وبعد أن رفض عبد المهدي لاستقالة الحكومة، عاد الصدر وهدد عبدالمهدي بسحب الثقة من الحكومة، داعياً زعيم تحالف الفتح هادي العامري للتعاون معه، ليرد الأخير بالإيجاب.

وذكر التلفزيون العراقي، أن هادي العامري أعلن تعاونه مع مقتدى الصدر بما تقتضيه المصلحة العامة.

ودعا الصدر زعيم كتلة سياسية منافسة إلى التعاون معه، لأجل سحب الثقة من رئيس حكومة البلاد، عادل عبد المهدي.

وأضاف الصدر في بيان "جوابا على كلام الأخ عادل عبد المهدي، كنت أظن أن مطالبتك بالانتخابات المبكرة فيها حفظ لكرامتك، أما إذا رفضت فإنني أدعو الأخ هادي العامري (رئيس تحالف الفتح) للتعاون من أجل سحب الثقة عنك فورا".