قد دعي لهذه الانتخابات 67 مليون مواطن ممن لهم حق التصويت في الداخل والخارج، حيث انطلق سباق الرئاسة للمصريين في الخارج أيام 1 و2 و3 ديسمبر/ كانون الأول، وأيام 10 و11 و12 من نفس الشهر في الداخل، حيث كانت طوابير الناخبين من مختلف الفئات العمرية أبرز ملامح الأيام الثلاثة.
وبحسب الرصد الأولي والمؤشرات، التي تابعتها وكالة فرات للأنباء (ANF)، فإن نسبة المشاركة الانتخابية تقدر بنحو 65%، وهي بذلك ستكون أعلى نسبة مشاركة في تاريخ الاستحقاقات الدستورية، إذ كانت أعلى نسبة في الانتخابات الرئاسية 2012 بأكثر من 48% والتي كانت وقتها هي الأكبر، فيما جاءت المشاركة في انتخابات الرئاسة 2014 و2018 أقل قليلا، إلا أن الاستحقاق الأخير كسر كل هذه الأرقام.
حشود غير مسبوقة من الناخبين
في هذا السياق، يقول معالي السيد عادل بن عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن انتخابات الرئاسة المصرية 2024 كان بها إقبال غير مسبوق، مشيراً إلى أنه كان من متابعي الانتخابات ويشهد بأن الإقبال على التصويت كان تاريخياً وكان ملفتاً للنظر مقارنة بأي استحقاق انتخابي سابق.
ويرى "العسومي" أن السبب في هذا الإقبال والمشاركة غير المسبوقة يعود إلى أن المصريين كان لديهم ثقة كبيرة في العملية الانتخابية التي شهدت مناخاً تنافسياً بين 4 مرشحين، وقد اتيح لهم جميعاً عرض برامجهم بمنتهى الحياد الإعلامي، وبالتالي هذه الأمور جعلت هناك قدر كبير من التفاؤل لدى المصريين وجعلتهم أكثر إقداماً على المشاركة.
إسقاط دعاة الفوضى
وقد رافقت الانتخابات الرئاسية حملة غير مسبوقة من قبل جماعة الإخوان الإرهابية التي ترى من الأساس أن العملية الانتخابية غير شرعية، كما زعمت وجود عديد من الخروقات، وزعمت كذلك الجماعة أن الانتخابات لن يكون عليها إقبالاً، زاعمة كذلك أن المصريين أرهقوا من ارتفاع الأسعار والأزمات المعشية.
في هذا السياق، يقول الكاتب الصحفي عبد اللطيف حامد مدير تحرير مجلة المصور، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن المشاركة الكثيفة في الانتخابات الرئاسية المصرية أسقطت مخططات دعاة الفوضى لتشويه العملية الانتخابية، كما أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن وعي المواطن المصري هو الرقم الذي لا يستهان به، وكذلك حالة الإدراك الجمعي للمخاطر التي تحيط بالدولة في الوقت الحالي، لا سيما ما يجري في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف "حامد" أن تجربة الانتخابات والأجواء الإيجابية التي رافقتها تأتي كامتداد لتجربة الحوار الوطني التي كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد دعا لها قبل أشهر، والتي خلقت حالة من الانفتاح غير المسبوق بين كافة أطياف ومكونات الشعب المصري وكذلك كل القوى السياسية المختلفة، باستثناء أولئك الذين قرروا حمل السلاح في مواجهة الدولة مثل الجماعة الإرهابية، وقد حصد المصريون ثمار هذه التجربة من خلال أحد أفضل الاستحقاقات الدستورية من حيث التنظيم.
وتنافس في انتخابات الرئاسة المصرية 2024 أربعة مرشحين هم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي (مستقل مدعوم من عدة أحزاب سياسية)، وكل من عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد وفريد زهران رئيس حزب المصري الديمقراطي وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، وقد خصصت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية 100 دقيقة عبر شاشاتها في مبادرة منها للتأكيد على حيادية الإعلام في التعامل مع كافة المرشحين الذي قدموا شرحاً وافياً لبرامجهم الانتخابية.
ومن المقرر إعلان النتيجة بشكل رسمي يوم 18 ديسمبر / كانون أول الجاري، إلا أن المؤشرات الأولية التي تم الإعلان عنها تشير إلى تقدم بفارق كبير للمرشح عبد الفتاح السيسي عن أقرب منافسيه، ما يضمن له الاستمرار في ولاية رئاسية جديدة تمتد إلى عام 2030، وذلك بعد 3 أيام من التصويت في الداخل ومثلهم في الخارج.