تطبيع السعودية وإسرائيل في الصورة…هل حملت قمة العلمين الثلاثية جديداً للقضية الفلسطينية؟

اختتمت، أمس، أعمال القمة المصرية الأردنية الفلسطينية التي عقدت في مدينة العلمين الجديدة، والتي حمل بيانها الختامي كثيراً من البنود التي لمست عن قرب تطلعات الشعب الفلسطيني، لا سيما ما يتعلق بالتأكيد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفق جدول زمني واضح.

وتأتي القمة التي عقدت بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) في إطار آلية التعاون الثلاثي التي دشنها الرئيس المصري للتعامل مع الأوضاع في فلسطين وكذلك ملفات التعاون المشترك، لكن السؤال الأهم هل حملت القمة جديداً للقضية الفلسطينية؟

رسائل ذات مغزى

لا يتوفر وصف.

في هذا السياق، يقول الدكتور أيمن الرقب القيادي بحركة فتح الفلسطينية، في تصريح لوكالة فرات للأنباء، إنه من الواضح من البيان الختامي أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي جرت مناقشته بوضوح، ودعم كل التحركات العربية لتبلغ ذروتها في التواصل مع الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية.

وأضاف "الرقب" أنه كان من الواضح كذلك أن المناقشات الثلاثية كشفت حالة التمرد من قبل سلطات الاحتلال تجاه مخرجات اجتماعي العقبة وشرم الشيخ، ودعوة الاحتلال إلى الالتزام بهذه المخرجات، والتأكيد على رفض إجراءات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة ومسألة التقسيم الزماني والمكاني التي يسعى الاحتلال إليها.

ولفت السياسي الفلسطيني إلى أن التأكيد على مرجعية مبادرة السلام العربية في هذه القمة كان له مغزى، وكذلك التأكيد على مبدأ حل الدولتين أمر أيضاً له مغزى، وضرورة عودة عملية السلام إلى مسارها الطبيعي والحل العادل أيضاً بين أهم ما جاء في تلك القمة، إلى جانب التأكيد على ضرورة وقف قرصنة الاحتلال الإسرائيلي لأموال الشعب الفلسطيني، وكل هذه أمور ذات مغزى.

السعودية والتطبيع مع إسرائيل

ويرى "الرقب" أن المناقشات المغلقة بين القادة الثلاثة ربما تطرقت إلى أمور أخرى منها مسألة حرق البقرة الحمراء في الحوض المقدس وإن لم يذكر بشكل واضح لكن تمت الإشارة إلى ذلك ضمناً، وقد يكون أثير خلال تلك القمة الحديث المتداول إعلامياً عن التطبيع بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي، وإن كنا نعلم بأن موقف المملكة واضح بأنه لا تطبيع مع الاحتلال قبل حل عادل للقضية الفلسطينية.

وأكد القيادي بحركة فتح أن ما جاء في بنود البيان الختامي المختلفة في القمة الثلاثية تؤكد على دعم الجميع للحراك الفلسطيني واستمرار التنسيق الثلاثي والتنسيق العربي لدعم القضية الفلسطينية ودور مصر في إنهاء الانقسام والاستمرار في وضع الآليات من أجل المصالحة الفلسطينية بالتناغم مع ما تم مناقشته في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية مؤخراً بالعلمين.

توقيت له دلالته

لا يتوفر وصف.

بدوره، يقول الدكتور طارق فهمي الخبير في شؤون الشرق الأوسط، لوكالة فرات للأنباء، إن توقيت انعقاد القمة الثلاثية بالعلمين يحمل عديداً من الرسائل ذات الأهمية للأطراف الإقليمية والدولية، خصوصاً في ظل التحولات الدولية الكبيرة والتي أكدت جميعها مجدداً على مكانة القضية الفلسطينية ومحوريتها لدى الدول العربية، وأيضاً قدمت توصيفاً دقيقاً للثوابت التي يقوم عليها أي حل للقضية الفلسطينية.

وأضاف "فهمي" أن الرسائل من هذه القمة كانت واضحة لقوات الاحتلال الإسرائيلي خصوصاً ما يتعلق بانتهاكات الاحتلال وهجمات المستوطنين وعمليات التهويد غير المسبوقة واقتحامات المدن، كما دعا البيان إلى أن يكون هناك جدول زمني واضح ومحدد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

ويرى مراقبون أنه هذه القمة تحمل كذلك دعماً معنوياً على أقل تقدير للسلطة الفلسطينية في ظل تمادي الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة الماضية في انتهاكاته التي لا تتوقف بحق الشعب الفلسطيني خصوصاً حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة على حدود 1967 وعاصمتها مدينة القدس الشرقية.