شعب تيغراي.. بين المعاناة والفرح
شهدت العاصمة المصرية القاهرة احتفالاً لعدد من أبناء التيغراي الذي مارس ضدهم رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد حرب إبادة بمساعدة من عدد من الأنظمة الإقليمية ومنهم النظام التركي.
شهدت العاصمة المصرية القاهرة احتفالاً لعدد من أبناء التيغراي الذي مارس ضدهم رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد حرب إبادة بمساعدة من عدد من الأنظمة الإقليمية ومنهم النظام التركي.
احتفل شعب تيغراي بذكرى ثورة جبهة تحرير شعب تيغراي ضد نظام منقستو هيلاميرلام، وهو الذي أدى لنشأة النظام الإثيوبي الحالي، واستمر حوالي ٣٠ عاماً حتى وصول أبي أحمد إلى سدة الحكم.
تخللت فقرات الحفل العديد من الكلمات ومنها كلمة لرئيس جمعية أبناء تيغراي في القاهرة، وأعضاء جبهة تيغراي من أحد القساوسة من تيغراي، حث أبناء تيغراي على التمسك بتعاليم السيد المسيح وأنها الطريق الصحيح لنجاتهم، وشمل الحفل الكثير من الرقصات التقليدية لشعب تيغراي، والتي صاحبها ألوان الإقليم وتراثه، وبعض الطقوس الكنسية للقساوسة الحاضرين، وخصصت إحدى الفقرات لعرض صور قيادات جبهة تحرير تيغراي الذين شاركوا في تحرير الإقليم والقضاء على نظام منقستو هيلامريم.
وقدم المشاركين عدد من الفقرات الشعرية باللغة التيغرينية تحدثت معظمها عن المأساة الأخيرة التي عاشها شعب تيغراي في ظل نظام رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد من قتل وتشريد وسلب ونهب مارسته الميليشيات والقوات الاريترية، وشارك عدد من الإعلاميين المصريين بكلمات خلال الحفل عن العلاقات المصرية مع شعب تيغراي والانتهاكات التي تعرض لها أبناء تيغراي.
وحرص العديد من المشاركين ارتداء الملابس التقليدية الخاصة بشعب تيغراي، أو ارتداء ملابس تجسد إقليم تيغراي وألوانه الخاصة، وقدم الحاضرين الشكر باللغة العربية لمصر على استضافتها أعداد من أبناء شعب تيغراي، كما شكروا وسائل الإعلام والإعلاميين الذين نقلوا صوت ومعاناة شعب تيغراي.
كشف قرى ترانس، عضو جبهة تحرير تيغراي، أن نظام أبي أحمد قام بعمل مذبحة مروعة في صفوف شعب تيغراي وقتل الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من المدنيين الأبرياء الذين لا ذنب لهم.
وأكد ترانس في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن نظام رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد قام بإبادة الشجر والحجر، ولم يفرق بين مسلم او مسيحي حيث قصف دور العبادة سواء مساجد أو كنائس.
بينما كشفت سجى أديس، أنها قادمة من السودان وتحديدا العاصمة الخرطوم، وكانت من لاجئي تيغراي هناك، مبينة أن كل أبناء تيغراي الذين وصلوا إلى مصر احتفلوا بسلامتهم من الحرب الطاحنة في السودان.
وأكدت أديس في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أنها وجميع أبناء تيغراي سعداء بانعقاد هذا الاحتفال في القاهرة، وأنها مع الشعب المصري، لتحيي ذكرى ثورة جبهة التحرير الارترية.
بينما كشفت شاشو إحدى المشاركات في الحفل بالزي التقليدي، أن الزي الذي ترتديه هو عبارة عن الزي التقليدي لنساء تيغراي ويسمى "شوباي"، ويتم ارتداؤه في المناسبات المختلفة.
وأكدت شاشو في تصريح لوكالة فرات أن هناك العديد من الأزياء التي ترتديها نساء تيغراي ولكن هذا الزي ترتديه النساء المتزوجات والغير متزوجات الكبيرات والصغيرات على حد سواء، لأنه زي خاص بنساء تيغراي يتميزن به عن غيرهن.
بينما كشف مصطفى حبشي، أن احتفال ذكرى ثورة جبهة تحرير تيغراي من أهم الاحتفالات التي يحتفل بها شعب تيغراي لما له من رمزية لكفاح الشعب في إسقاط نظام الديكتاتور منغستو هيرلامريلام، وإنشاء النظام الفيدرالي الأثيوبي الحالي الذي أعطى الحرية لكافة شعوب وقوميات - اثيوبيا.
وأكد حبشي في تصريح خاص لوكالة فرات على هامش الحفل، أن الاحتفال الحالي هو الثاني بعد توقيع اتفاق سلام بريتوريا بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي، وهو السلام الذي لم يتحقق بعد على أرض الواقع، حيث لا يزال قسم من أراضي شعب تيغراي تحت الاحتلال سواء من ميليشيات فانوا أو القوات الاريترية، غير المجاعة التي طالت الكثير من أنحاء تيغراي.
الجدير بالذكر أن الحرب الأخيرة بين شعب تيغراي وحكومة آبي أحمد حسمت لصالح الحكومة المركزية بعد أن ساندت تركيا حكومة آبي أحمد ودعمتها بالمسيرات والأسلحة التي استخدمت في ارتكاب جرائم حرب ومجازر بحق المدنيين في إقليم تيغراي. ومازالت معاناة شعب تيغراي مستمرة رغم الهدود والتوقف النسبي للقتال واتفاقية بريتوريا للسلام التي لم تجلب السلام حتى الآن.