"بايدن" يؤكد جاهزية الجيش للرد على الهجمات ضد قواته.. وخبراء: رسالة ردع لإيران

قبل أيام وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن رسالة إلى الكونجرس الأمريكي كشف خلالها عن تنفيذ الجيش الأمريكي ضربات ضد وكلاء وعملاء تابعين لإيران في سوريا والعراق، في إطار حماية القوات والأفراد الأمريكيين، ما اعتبر رسالة ردع لإيران.

وأتت رسالة الرئيس الأمريكي للكونجرس بعد تكرار الضربات التي تستهدف قوات أو مواقع أمريكية سواء في سوريا أو العراق، والتي تتواصل منذ السابع من أكتوبر المنصرم في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقد وصف "بايدن" مرتكبي تلك الضربات بالإرهابيين التابعين للحرس الثوري الإيراني، مؤكداً أن الجيش جاهز للرد على تلك الضربات متى تطلبت الضرورة.

وتأتي إشكالية الضربات والرد عليها والرد المضاد لتثير المخاوف بكل تأكيد بشأن توسع الصراع في المنطقة ليتجاوز حدود قطاع غزة، كما أن تأكيد الرئيس الأمريكي جاهزية جيشه تؤكد أن الأمور تتطور بشكل ملفت للنظر في المنطقة، لا سيما في ظل مخاوف واشنطن من استغلال تطورات فلسطين لتحقيق مكاسب في إطار الاستغلال الإيراني لهذه القضية.

تفاصيل هذا الإجراء وأسبابه

حول إجراء تقديم الرئيس الأمريكي رسالته إلى الكونجرس، يقول ماك شرقاوي المحلل السياسي الأمريكي وعضو الحزب الديمقراطي السابق إن الرئيس جو بايدن أبلغ الكونجرس الأمريكي بالعمليات العسكرية التي تم اتخاذها ضد عناصر ومواقع تتبع الفصائل الموالية لإيران أوالحرس الثوري الإيراني في سوريا، رداً على الهجمات التي تمت علي القوات الأمريكية فى المنطقة من قبل عملاء ووكلاء إيران فى كل من العراق وسوريا.

وأوضح "شرقاوي"، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن هذا الإجراء "يأتي وفقاً لدستور الولايات المتحدة الأمريكية والذى ينص على عدم أحقية الرئيس إعلان الحرب أو القيام بعمل عسكري ضد دولة دون الرجوع إلى الكونجرس، لأنه الأحق بأخذ قرار الحرب، والاستثناء الوحيد كان للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش إذ كان لديه تفويض من قبل باتخاذ ما يلزم لإعلان الحرب، ولكن سحب هذا التفويض مرة أخرى وعادت مرة أخرى السلطة إلى الكونجرس لإعلان الحرب".

ويقول المحلل السياسي الأمريكي إنه "يجوز للرئيس أن يتخذ ما يراه مناسباً من تدبير وإجراءات عسكرية ومنها تحريك قوات أمريكية والبدء فى عمليات عسكرية لحفظ أمن الولايات المتحدة الأمريكية وحفظ الأمن القومي الأمريكي، ولكن يتحتم عليه خلال 48 ساعة أن يخطر الكونجرس بهذة العمليات العسكرية وسببها والهدف المرجو منها وما سوف تأتيه من ثمار للولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها والحفاظ على الأمن القومي الأمريكي".

 واشار "شرقاوي" إلى أنه "للكونجرس أيضاً تحديد استمرار هذة العمليات أو عدم استمرارها فيمكن أن يطلب من الرئيس أن ينهى هذة العملية، وإذا كان هناك تدخل لجنود أمريكيين على الأرض يعطيه الكونجرس فترة ٣٠ يوما لإنهاء العمليات العسكرية لحفظ الأمن القومي الأمريكي وعودة الجنود إلى البلاد، ولكن فى حالة الضربات الموجهة حالياً ضد ميليشيات إيران، فلا توجد قوات على الأرض وإنما كان التعامل من خلال القصف الجوى".

وفي ختام تصريحاته، أكد ماك شرقاوي أن "بايدن اتخذ إجراءات من شأنها الرد على استهدف الأفراد والعسكريين الأمريكيين فى العراق وسوريا، وأطلع الكونجرس على هذه التدابير وهو أمر متعارف عليه وفقاً للقانون والدستور فى الولايات المتحدة الأمريكية".

ويأتي الحديث عن الضربات الأمريكية تزامناً مع وصول الغواصة النووية أوهايو إلى منطقة الشرق الأوسط التي يقال إنها قادرة على محو25 دولة، كما نشرت واشنطن من قبل حاملتي الطائرات آيزينهاور وجيرالد فورد في منطقة الشرق الأوسط للمرة الأولى منذ مارس 2020، عندما تسببت هجمات صاروخية استهدفت معسكر التاجي شمال العاصمة العراقية بغداد، والتي أدت إلى مقتل جنديين أمريكيين وبريطاني واحد.

استعراض للقوة موجه لإيران

بدوره، يقول أحمد محارم الكاتب الصحفي المصري بواشنطن إنه "بالتاكيد فإن استعراض القوة الكبير وغير المسبوق من قبل أمريكا تجاه المنطقة وهذا الدعم المقدم لإسرائيل، يأتي كمحاولة منها أيضاً ليس فقط لطمأنة تل أبيب، ولكن لتخويف وتحذير إيران وحلفائها من الانجرار إلى دعم الفلسطينين وحماس تحديداً".

ويرى "محارم"، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF) بشأن رسالة الرئيس بايدن وما يقوم به من إجراءات، "أن هيبة الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً قد اهتزت أمام العالم، بسبب دعمها غير المشروط ولا حتى المسبوق لإسراييل، مؤكداً أن واشنطن سوف تفكر بشكل جدى للتصدى لمن قام بالهجوم على قواعدها فى المنطقة أو ربما تفضل أن تقوم بذلك إسرايل نيابة عنها".

وقد كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أجرى جولة في منطقة الشرق الأوسط أكد خلالها رغبة بلاده في عدم توسع الصراع في المنطقة، كما أكد كذلك أن بلاده سترد على الضربات التي توجه لقواتها، فيما أكد وزير الدفاع لويد أوستن أن ما تقوم به واشنطن تبقى عمليات ضيقة للغاية.