مزيد من الضربات وتحذير لإيران.. مراقبون يحللون تحركات أمريكا بعد هجوم "نيو كونفيدانس"

تصعيد هو الأخطر حتى الآن من قبل جماعة الحوثيين اليمنية بعد استهداف سفينة "نيو كونفيدانس" التي قالوا إنها أمريكية، والأهم أنه لأول مرة توقع الجماعة بهجومها قتلى من البحارة الذين كانوا على متنها.

سقوط قتلى لأول مرة دعا بعض المراقبين إلى توقع مزيد من الضربات القاسية التي تطال مواقع جماعة الحوثيين من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، فالهجوم أعاد التذكير بنظيره الذي طال قاعدة التنف القريبة من شمال الأردن والذي أوقع وقتها 3 قتلى بين الجنود الأمريكيين و25 مصاباً.

وبالفعل، فقد استهدفت واشنطن ومعها لندن مطار الحديدة اليمني الخاضع لسيطرة الحوثيين، كما قصفت لاحقاً مسيرتين في منطقة سيطرة الجماعة، وذلك بعد سويعات من توعد وزارة الخارجية الأمريكية بمحاسبة "أنصار الله"، ودعوتها الدول الأخرى إلى أن تحذو حذوها.

هذا ما يفكر فيه بايدن

في هذا السياق، يقول مسعود معلوف سفير لبنان الأسبق في واشنطن، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن الهجوم الأخير من قبل جماعة الحوثيين على السفينة "نيو كونفيدانس" تصعيد خطير تجاه الأمريكيين، في وقت نرى أن الولايات المتحدة الأمريكية في حالة انتخابية أو في سنة انتخابية.

وأضاف أن الرئيس الحالي جو بايدن الذي يخوض انتخابات نوفمبر/تشرين الأول المقبل يواجه الآن دونالد ترامب الرئيس السابق، وهذا يدفعه إلى ضرورة عدم الصمت إزاء ما تقوم به جماعة الحوثيين، فهو منهم من قبل أخصامه وخاصة من قبل الجمهوريين وترامب بأنه رئيس ضعيف لا يستطيع حماية المصالح الأمريكية، وأنه كبير في السن.

ويرى الدبلوماسي اللبناني السابق أنه لذلك فإن الرئيس بايدن مضطر للرد باستمرار على الحوثيين، وهو بالطبع لن يقصف إيران (الداعم الأكبر للحوثيين)، فهو يحاول بقدر الإمكان عدم بدء حرب مع إيران لأن ذلك يضره في المستقبل القريب انتخابياً، لكنه يتجه إلى مزيد من القصف على مواقع الحوثيين في اليمن.

وقال "معلوف"، في سياق حديثه لوكالة فرات للأنباء، إن "بايدن" مضطر إلى مواصلة الضربات على الحوثيين حتى يثبت لأخصامه أنه حريص على مصالح الأمريكيين وأرواحهم، وكذلك الحفاظ على مصالح واشنطن، مؤكداً أن واشنطن لن تضرب داخل الأراضي الإيراني لكنها ستصاعد قصفها على مواقع جماعة الحوثي بشدة.

خيارات في مواجهة الحوثيين وإيران

يأتي هذا فيما أعلن قائد القيادة المركزية الأمريكية، مساء أمس، أن الحوثيين استخدموا في تنفيذ هجماتهم أكثر الأسلحة تطورا لدى إيران في تنفيذ هجماتهم، وهي تصرحات تأتي اتساقاً مع تأكيد واشنطن مراراً وتكراراً أن طهران هي المحرض الرئيسي للمليشيات اليمنية للقيام بتلك الهجمات.

بدوره، يقول الدكتور نبيل ميخائيل أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن إدارة بايدن ستقدم بلا شك على مزيد من القصف على مواقع الحوثيين، انتقاما للهجوم الذي شنته جماعة أنصار الله على السفينة نيو كونفيدانس والذي أسفر عن سقوط قتلى لأول مرة.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية من المؤكد أنه ستكون هناك هجمات أمريكية في عمق اليمن ضد الحوثيين، وفي الوقت ذاته من المؤكد أن تكون هناك تحذيرات من وزارة الدفاع الأمريكية موجهة إلى إيران بشكل مباشر من مغبة التمادي في تحديها للولايات المتحدة، وربما تكثف واشنطن من وجودها العسكري في البحر الأحمر ومنطقة باب المندب.

وقال الدكتور نبيل ميخائيل إن الولايات المتحدة قد تربط هذا التصعيد في البحر الأحمر من قبل جماعة الحوثي بحرب غزة، وبالتالي ربما تفكر أمريكا أيضاً في كيفية إنهاء الحرب في غزة، أو أن يكون الوقف المؤقت لإطلاق النار في القطاع أمر له تأثيره على التصرفات العسكرية والاستراتيجية الحوثية، مؤكداً أن واشنطن ستلجأ إلى التصعيد العسكري انتقاماً من هجمات الحوثي التي أوقعت قتلى لأول مرة.