لا تزال القارة الأفريقية تمتلئ بالعديد من المشكلات والأزمات، والتي كان آخرها الحرب السودانية والانقلابات العسكرية في غرب إفريقيا، ولذلك حاورت وكالة فرات السفير محمد عبد الغفار رئيس المجلس الاقتصادي الأفريقي، ليتحدث عن مشكلات القارة ودور القوى الكبرى بها وإلى نص الحوار:
الأزمة السودانية الحالية أين وإلى أين؟
السودان حالياً في مأزق وتتجه نحو الهاوية، خاصة مع الدور الذي تلعبه الإمارات وقوى الحرية والتغيير.
هل ترى أن قوى الحرية والتغيير جزء من الأزمة ام جزء من الحل؟
قوى الحرية والتغيير جزء أساسي من الازمة، لأنها تتكون اساسا من الشيوعيين وهي نفس القوى التي قادت في عام ١٩٥٢ مؤتمر الخريجين للانفصال عن مصر، وهي القوى التي أنشأت تجمع المهنيين بنفس الفكرة، وبعد نجاح الثورة السودانية شكلت قوى الحرية والتغيير وهي ترتبط بأجندة الإمارات وقطر، وتأخذ تمويل من الأخيرة.
كيف ترى دور قوات الدعم السريع في السودان؟
قامت قوات الدعم السريع بعمل فظائع في المدن التي اجتاحتها وعلى رأسها الخرطوم، وتقوم بعمليات اغتصاب ممنهجة للقبائل العربية القاطنة في وسط وشمال البلاد مثل الجعليين لأنها القبائل التي كانت تتعالى على هذا المكون القادم من غرب السودان مما تسبب في أزمة في أدوية منع الحمل، وهي قوات مدعومة خارجيا بشكل قوي نتيجة سيطرته على مناجم الذهب وهو ما يفسر دعمه من دول مثل فرنسا التي تشترى من قوات الدعم اليورانيوم من دارفور.
كيف ترى تجمع دول الساحل الجديد وتأثيره على القارة؟
البعض يعتقد أن التحالف الجديد موالي لروسيا ولكن هذا تفسير خاطئ لأن القوى العسكرية الجديدة في كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر هي قوى براغماتية وتحالفها مع روسيا هو تحالف مرحلي رغم أن قوات فاغنر هي من ساعدت القوى العسكرية في خلع رئيس البلاد وحاصرت القصر الجمهوري، بل إن باقي الدولية تخطب ود هذا التحالف، ولكنه استعان بروسيا للتخلص من النفوذ الفرنسي.
كيف ترى الموقف الأمريكي من انهيار النفوذ الفرنسي في الغرب الأفريقي؟
الولايات المتحدة تركت فرنسا بمفردها وخطبت ود القوى التي سيطرت على المشهد في الغرب الإفريقي والدليل على ذلك أن واشنطن رفضت طلبا فرنسياً بفرض عقوبات على النيجر بعد الانقلاب العسكري في البلاد، ولم تنقطع المعونة الأمريكية للنيجر بل زادتها مدعية أن البلاد بحاجة إلى ذلك في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها، وعندما أعلن القادة العسكريين الجدد عن ترحيل القوات العسكرية الفرنسية عرضت واشنطن المساعدة في عملية نقل الجنود الفرنسيين إلى تشاد، وكنتيجة لذلك احتفظت واشنطن بقاعدتها العسكرية في البلاد وهي تعد أكبر قاعدة عسكرية لطائرات الدرونز ويستخدمها البنتاجون كمركز للتجسس.
من يرث تركة فرنسا الاقتصادية في النيجر؟
بالفعل هناك شركة روسية استحوذت على مناجم اليورانيوم بشراكة فرنسية وأصبحت هي من تورد اليورانيوم اللازم لفرنسا ولكن بأضعاف سعره القديم، بعد أن كانت فرنسا هي من تسيطر على ٨٥٪ من اليورانيوم و١٥٪ المقررين للنيجر كانت تدفعهم مديونية، وكان الرؤساء الذين يفكرون في تغيير تلك الاتفاقيات المجحفة تقوم فرنسا بالإطاحة به.
هل دور القوى الاستعمارية القديمة انتهى في القارة السمراء؟
لا تزال تلك القوى تلعب على الوتر الديني والاثني تؤجج الصراع داخل دول القارة لتجد لنفسها مكان داخلها، وتعد أبرز أدواتها الحركات الإرهابية مثل التوحيد والجهاد والقاعدة في المغرب الإسلامي أو قوى اثنية مثل الطوارق في الصحراء الكبرى لزعزعة الدول، وتعد تلك القوى السبب الرئيسي الذي تتخذه القوى الاستعمارية ركيزة لإنشاء قواعد عسكرية في تلك الدول.
كيف ترى الدور الرواندي؟
الحقيقة أن رواندا دولة وظيفية وترتبط بقوى الإسلام السياسي مثل تركيا وقطر والرئيس الرواندي بول كاغامي هو جزء من مشروعهم في المنطقة.