في حلقة نقاشية بالقاهرة: الكرد أصبحوا فاعلاً مؤثراً في المنطقة بأفكار "أوجلان"

سلطت حلقة نقاشية عقدت بمركز أتون للدراسات في العاصمة المصرية القاهرة الضوء على التطورات التي يمكن أن تطال الساحة السورية خلال العام المقبل، لا سيما ما يتعلق بمناطق شمال وشرق سوريا وكذلك واقع المكون الكردي وتأثيره.

خلال تلك الحلقة التي كانت تحت عنوان خريطة الشرق الأوسط في العام الجديد تحدث الدكتور طه علي الباحث والمحلل السياسي عن التحولات التي يشهدها النظام العالمي، معتبراً أنه اقتراب يساعد على فهم وقراءة التغيرات التي يتوقع حدوثها في الشرق الأوسط خلال العام المقبل، لا سيما أنه كل مائة عام تقريباً تظهر مجموعة من المؤشرات والمتغيرات التي تعني أننا بصدد انفجار سيتولد عنه نظام عالمي جديد.

مكانة المكون الكردي في الشرق الأوسط

ومن بين المؤشرات التي تحدث عنها "علي" بشأن التغيرات التي تنذر بنظام عالمي جديد ظهور قوى دولية وإقليمية جديدة مثل تركيا، وفواعل أخرى مثل المكون الكردي في الشرق الأوسط الذي يرى لنفسه الأحقية في أن يكون له أساس ووجود، لأن حقه غُبن بموجب اتفاقية لوزان، مؤكداً أن الكرد اليوم ليسوا كما كانوا من قبل.

وأوضح الباحث في هذا السياق أن الكرد حالياً لديهم فصيل كبير يمتلك رؤية أيديولوجية يعبر عنها القائد الكبير عبد الله أوجلان وهو رجل لديه طرح، ولديه جناح عسكري اسمه وحدات حماية الشعب في شمال وشرق سوريا تنشط داخها وحدات حماية المرأة، وبالتالي أصبح هناك واقع جديد وفاعل وهو أحد متغيرات اللعبة، ويجب أن يأخذ الكرد في الاعتبار لأنهم فاعل يلعب دوراً مهماً.

وتطرق الدكتور طه علي إلى دور تركيا في المنطقة وظهورها خلال السنوات الماضية كقوة مؤثرة في منطقة شرق البحر المتوسط، واعتمادها على الخطاب القومي وتوظيف الدين كذلك، مؤكداً أن تركيا كفوة كانت منهارة قبل 100 عام، والآن ترفع شعارات قومية وتوظف الدين لدرجة أن رجب طيب أردوغان يقول إن لديه الإمكانية لإدارة غزة، وهو يقول ذلك بعد أن وضع موطئ قدم له في سوريا وليبيا، وبالتالي لديه رؤية لإعادة المد العثماني، ويستخدم مفردات مثل العثمانية الجديدة وبالتالي هناك مشروع تركي في المنطقة.

روسيا ومصالحها مع تركيا في سوريا

الدكتور نبيل رشوان الخبير في الشأن الروسي والعلاقات الدولية كان أحد المتحدثين الرئيسيين في تلك الحلقة وقد تطرق إلى الوضع في شمال سوريا متحدثاً عن التفاهمات الكبيرة بين موسكو وأنقرة في الأراضي السورية، وقال إنه على سبيل المثال فإن تركيا وسعت المنطقة العازلة التي تريدها من 5 كيلومتر إلى 30 كيلومتر، مؤكداً كذلك أن الروس ينسقون مع أنقرة في إدلب على وجه الخصوص، بسبب وجود عناصر روسية ضمن جبهة النصرة وغيرها.

ويؤكد الدكتور نبيل رشوان أن ما يشغل روسيا في سوريا هو ألا يقوم أي طرف بإلقاء أي صاروخ على قواعددها، مؤكداً أن تركيا تؤمن لروسيا هذا الأمر من ناحية جبهة النصرة، كما تطرق إلى الموقف الروسي بالنسبة للقضية الكردية والإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا فيقول إن علاقات روسيا مع تركيا لا تسمح لها بالتدخل لدعم الكرد على الإطلاق، وكذلك فإن موسكو لا تسطيع الدخول في صدام مع إيران ودمشق إذا دعمت الكرد، لا سيما أن أنقرة هي التي تحمي القواعد العسكرية الروسية في الأراضي السورية.

وبناء على المقدمات التي أشار إليها "رشوان" فقد استبعد أي صدام بين روسيا وتركيا في سوريا، مؤكداً أن حجم التنسيق بين الجانبين التركي والروسي كبير وبدرجة كبيرة، كما أن موسكو لا يمكن أن تضحي بمصالحها وعلاقاتها مع أنقرة، مجدداً الإشارة إلى الدور التركي لحماية القواعد العسكرية الروسية في الأراضي السورية والتي يستمر وجودها 49 عاماً، مشيراً إلى أن وجودها قد يستمر أكثر من ذلك.

وقد أدار الحلقة النقاشية الكاتب الصحفي فتحي محمود مدير مركز أتون للدراسات بحضور الأستاذ أحمد شيخو مدير مكتب وكالة فرات للأنباء بالقاهرة، والأستاذ أحمد البكر الخبير في الشؤون الخليجية والمحلل السياسي الدكتور طه علي والخبير في الشأن الروسي الدكتور نبيل رشوان.