في بداية الحفل استعرض المؤلف محتويات الكتاب مشيرا إلى أنه يضم أكثر من 500 حوار وتصريح وفعّاليات عالمية، بينها مؤسسات أممية ومنظمات دولية تطالب بالحرية للقائد، لافتا إلى أن القائد أوجلان تحول إلى رمز للنضال: «فيلسوف و مبدع وزعامة سياسية عالمية حازت القلوب العقول بفكرها الراقي الاستشرافي ولذلك وصفناه بمانديلا الشرق لأن القائد أوجلان يمثل حالة خاصة في الشرق الأوسط للكرد والعرب وكل المتطلعين إلى الحرية بعد أن قضى ثلث عمره في السجن بمؤامرة دولية شاركت فيها العديد من الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية، وحرص على أن يتعرف العالم أجمع على فكره وفلسفته السياسية والاجتماعية الراقية من خلال الكتابة ليُنجز موسوعات ثقافية فلسفية سياسية توصف الحالة في المنطقة، وبالرجوع إلى منهجها يمكن حل مشاكل مستعصية من خلال الرؤى التي طرحها القائد ومن ثم فإن حريته باتت مرتبطة بمستقبل المنطقة»، ولفت إلى أن نضاله بدأ في مراحل مبكرة حينما أسس حزب العمال الكردستاني كحزب سياسي صاحب رؤية لإقامة العدالة في المنطقة.
وقال الكاتب الصحفي إلهامي المليجي، إنّ أهم إصدارات القائد أوجلان هو مجلد «مانيفستو الحضارة الديمقراطية»، الذي يوصّف مشاكل المنطقة ويرسم حلولها، وتابع متسائلا: «لماذا يظل القائد معتقلا بعد ربع قرن رغم أنه تجاوز السبعين وطبقا للقوانين التركية والدولية يحب أن يتم العفو عنه؟ ولكن الطريقة التي اختطف من خلالها والتي شاركت فيها مخابرات أمريكا والموساد تؤكد أنه ليس مجرد قيادة كردية وإنما قائد أمة يعني بالإنسان وعدوه الرئيسي الإمبريالية الأمريكية والرأسمالية المتغطرسة وبالتالي يتخوف أباطرة العالم من فكر القائد المتطلع إلى نشر العدل وتعظيم الحريات، وأضاف: «نحن في أمَسّ الحاجة اليوم لكتاباته وفلسفته العميقة لأن المنطقة تضم إثنيات وعرقيات متنوعة وهناك صراعات متفرقة وحل تلك المعضلات يكمن في إشاعة الديمقراطية وفق فكر القائد ومنح كل العرقيات حقوقها.
ولفت إلى أن ما يحدث في سوريا الآن ليس ثورة لأن الأحداث بدأت بتدخل الناتو والموساد لإخراج بشار من دمشق، ما يؤشر إلى أن هناك من يتبنى الصراعات في سوريا، فهناك من يقتل ويعتقل على الهوية والجولاني صاحب تاريخ دموي، وسبل الخروج من الأزمة قدمها القائد في كتاب الأمة الديمقراطية.
ووصف الكاتب الصحفي مجدي الدقاق، نداءات المهتمين بحقوق الشعب الكردي والإفراج عن القائد أوجلان هو الحل للفوضى التي تجري على الأراضي السورية: «ما نحن بصدده شديد الخطورة وفيما يتعلق بالقوميات وعلى رأسها الكرد أطلقت مسمى الشهيد الحي على القائد أوجلان في تشبيه للسيد المسيح، وما يحدث في سوريا خطر على المنطقة برمتها فالميليشيات التي استولت على الأوضاع لا تقل قمعا عن النظام السوري البعثي الذي اضطهد العرقيات والقوميات في سوريا ما يجدد المخاوف من إقصاء الشعب الكردي واضطهادهم ومواصلة حرب الإبادة».
وأكد أنه بات من الواجب إعادة المطالبة بالإفراج عن القائد أوجلان وتنبيه العالم إلى المؤامرة التي تحاك ضد الأكراد من خلال إقصائهم وحصارهم عسكر يا من قبل أردوغان بهدف إبادتهم وكأننا أمام هتلر جديد ونطالب بالضغط على النظام التركي لعدم تكرار جريمة الأرمن ويجب منح الكرد حقوقهم في الممارسة السياسية والتحدث بلغتهم
فيما أكد الدكتور محمد رفعت الإمام، أن توقيت صدور الكتاب مهم في الظروف الراهنة التي تمر بها سوريا لافتا إلى أن العام1514 شهد ابتلاع المد الشيعي لبلاد الشام وهو ما عمل على مواجهته السلطان العثماني حينما توجه لأقصى الشرق لمحاربة هذا المد وحينها عاونت كردستان السلطان العثماني لمنع التشيع في الأناضول، ووقف الكرد حائط صد ضد التشيع لصالح العثمانية، وحاليا وبعد قطع أذرع إيران مُنحت الفرصة لأردوغان لإعادة إحياء خطة تتريك بلاد الشام ومن يقف حجر عثرة أمام أردوغان الآن هم الأكراد والصراع الآن كردي تركي: »الأكراد أمام فرصة تاريخية لاسترداد حقوقهم في المنطقة وخلاصة فكر أوجلان في الأمة الديمقراطية يمثل حلا لكل أزمات المنطقة وتفكيك سوريا قادم والحل الأمثل فيفكر القائد المطروح في مشروع الأمة الديمقراطية الذي يكفل حق تقرير المصير للقوميات والعرقيات لتقديم نموذج الأمة الديمقراطية وتحقيق الاستقرار في سوريا».
من جهته قال أحمد شيخو الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إن القائد عبدالله أوجلان من أهم المفكرين الذين أثروا الفكر السياسي والاجتماعي خلال العقود الأربع الأخيرة مشيرا إلى أن تجربته النضالية ترتكز على نقد النظام الرأسمالي والهيمنة الرأسمالية الإمبريالية للغرب وتعظيم دور المرأة التي تقود الحياة وتضع أسس المجتمعات ومرتكزاتها: «زج بالقائد عبدالله أوجلان في السجن وفق مؤامرة دولية لأنه رفض الخضوع للمخططات الرأسمالية وامتلك أطروحات فلسفية وسياسية تؤكد على أن شعوب المنطقة هي الحل لكل أزماتها دون تدخل خارجي، كما أسهم في تعميق وعي الشعب الكردي ليكون أبناؤه عنصر فاعل في تركيا وإيران وسوريا والعراق ».
ولفت شيخو إلى أن أطروحات القائد أوجلان نابعة من تجارب المنطقة و قراءته للتاريخ الاجتماعي والسياسي، لافتا إلى أن مجموعة إرهابية سيطرت على الدولة السورية والشعب السوري سيدفع الثمن ونتوقع المزيد من المشاكل خاصة في ظل مؤامرة أردوغان لإنهاء الحالة الكردية لتتفرد أنقرة بصناعة القرار في دمشق، ورغم ذلك يظل الكرد جزء من الأمن القومي العربي: «نفتقد إلى دور عربي فاعل يواجه التمدد التركي والإيراني، ومصر لديها تجربة مع الإسلام السياسي ونتطلع إلى مساعدتها في تحقيق الاستقرار على الأراضي السورية».