وعلى مدار 66 يوم تقريباً، انشغل الشارع المصري بما يجري من تطورات في قطاع غزة، لكن الانشغال هذه المرة مختلف، لأنه يرتبط بقلق المصريين من "مخطط إسرائيلي من تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر".
حشود تعبر عن إدراك للمخاطر التي تحيط بمصر
وفي هذا السياق، يقول الدكتور كريم سلام عضو الحملة الرسمية للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، في تصريح لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن "الانتخابات الحالية تشهد حشداً كبيراً وإقبالاً غير مسبوق على التصويت لا سيما في المحافظات الحدودية وتحديداً محافظتي جنوب وشمال سيناء".
وأوضح "سلام" أن "هذه الحشود من الناخبين كما ذكرت في سيناء تعبر عن تطور في مستوى الوعي والإدراك للمواطن المصري في تلك المناطق بحجم التحديات التي تواجه الدولة المصرية خلال الفترة الأخيرة وأكثرها وأغلبها على الحدود"، لافتاً إلى ما يجري في قطاع غزة وليبيا وغيرها على حدود مصر.
واعتبر أن كثافة الحشود من الناخبين في ظل هذه التحديات تقول إن المواطن المصري لديه حاجة إلى الاطمئنان على دولته ومستقبلها، خاصة أن البيئة المحيطة بمصر بها دول مهددة كما نرى، وبالتالي نجد ارتفاعاً في مستوى وعي المواطن وهو هنا لا يخرج للتصويت من أجل مساندة شخص وإنما لمساندة دولة ونظام كامل وجيش واستقرار، وانعكس ذلك على المشاهد التي تابعناها عبر الشاشات من حشود للناخبين.
وشهدت بعض اللجان الانتخابية ظهور الناخبين المصريين يحملون أعلام مصر إلى جانب أعلام فلسطين، وكأن الصورة تكرار لما حدث قبل أسابيع عندما خرجت جموع غفيرة من مختلف شوارع ومناطق جمهورية مصر العربية، للتعبير عن دعم الشعب الفلسطيني ورفض مخطط التهجير وتفويض الرئيس المصري لاتخاذ ما يلزم من قرارات لحماية الأمن القومي.
سباق الرئاسة في مصر
وانطلقت أمس الانتخابات المصرية في الداخل والتي تتواصل لليوم الثاني على التوالي وتنتهي غدا، حيث يتنافس 4 مرشحين نحو منصب الرئيس أوفرهم حظاً الرئيس الحالي المرشح عبد الفتاح السيسي (مستقل) في مواجهة الدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي والمرشح حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري.
وسجل في كشوف الناخبين 67 مليون مواطن مصري مدعوين للإدلاء بأصواتهم في مختلف محافظات الجمهورية، علماً أن الانتخابات كانت بدأت في الخارج الأسبوع الماضي أيام 1 و2 و3 ديسمبر/ كانون أول، وإذ كانت هناك جولة إعادة فستكون الشهر المقبل، على أن تعلن نتائج الجولة الأولى يوم 18 من الشهر الجاري.
ولم يخل المشهد الانتخابي وكالمعتاد من مزاعم جماعة الإخوان الإرهابية التي تشكك في نزاهة الانتخابات وادعت غياب المشاركة، إلا أن أغلب المؤشرات والتي تم رصدها حتى من قبل متابعي الانتخابات تشير إلى مشاركة واسعة لدرجة أن كثيراً من اللجان قد شهدت تكدساً استدعى تدخلاً لتيسير عملية التصويت.