"حماة السماء".. مصر تستضيف تدريبا عسكريا غير مسبوق مع باكستان

انطلقت، يوم الأربعاء، فعاليات التدريب المصري الباكستاني "حماة السماء -1"، لقوات الدفاع الجوي المصرية والباكستانية، والذي يُنفذ لأول مرة في مصر ويستمر لعدة أيام.

يضم التدريب العديد من الأنشطة والفعاليات والتى تتضمن تبادل الخبرات التدريبية فى مجال الدفاع الجوى فى ظل تطور أسلحة الهجوم الجوى وأساليب مواجهتها ، كذلك التدريب على تأمين المجال الجوى والدفاع عن الأهداف الحيوية .

وقال المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية العميد تامر الرفاعي أنه تم الإعداد والتخطيط الجيد لتنفيذ الأنشطة والأهداف التدريبية المخططة للتدريب بما يساهم  فى الوصول بالقوات المشتركة للإحترافية العالية، وتحقيق أقصى إستفاده ممكنة من التدريب بالشكل الذى يؤدى إلى تخطيط وإدارة العمليات بكفاءة عالية لتوحيد المفاهيم بين القوات المشاركة .

واوضح الرفاعي في بيان أمس إن التدريب "حماة السماء – 1" يأتى فى ضوء علاقات التعاون العسكرى بين القوات المسلحة المصرية والباكستانية ، ولتعظيم الإستفادة من القدرات الثنائية لكلا الجانبين.

تدريب نادر

ويعد التدريب المشترك هو الأول من نوعه في ظل علاقات متنامية بين البلدين الكبيرين في الشرق الأوسط واللذين تمتعا بعلاقات دبلوماسية وروابط تاريخية وثقافية لم تترجم خلال العقود الماضية إلى تعاون بارز في المجالات الاقتصادية والدفاعية وغيرها، بحسب مراقبين.

ورغم ذلك، شهدت السنوات الماضية عدة أشكال من التعاون العسكري من بينها زيارات ودية للقطع البحرية للبلدين، فضلا عن نجاح البحرية المصرية في انقاذ طاقم من البحارة الباكستانيين بعد أن تعطل مركبهم بالمياه المصرية قبل أسابيع.

وكانت زيارة الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي إلى باكستان في فبراير شباط العام الماضي، علامة فارقة في مسار التعاون العسكري بين البلدين. وأعلنت القوات المسلحة المصرية أن الوزير سافر إلى باكستان في إطار "تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين".

وشهدت زيارة الفريق أول محمد زكى، العام الماضي، لقاء زبيدة جلال خان وزيرة الإنتاج الدفاعي الباكستانية تناول الشراكة بين القوات المسلحة المصرية والباكستانية في مجالات التصنيع والإنتاج الحربي وتبادل الخبرات بين البلدين.

وفي فبراير الماضي، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسى أن مصر تنظر بعين الاعتبار والتقدير الكبير إلى باكستان كإحدى أكبر الدول الإسلامية، وترحب بتطوير التعاون الثنائى وتبادل الخبرات فى جميع المجالات، والحرص على تعزيز التنسيق والتشاور معها إزاء مختلف القضايا الإقليمية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، الذى يعد أحد أهم التحديات التى تواجه البلدين، وذلك خلال استقباله وزير خارجية اسلام أباد مخدوم شاه قريشي.

تعزيز التعاون السياسي

وجاءت النقلة الراهنة في علاقات الجانبين، عقب اللقاءات بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس مجلس الوزراء الباكستانى عمران خان، التي كانت على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي في مكة المكرمة عام 2019، ثم على هامش الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في عام 2019.

وتلقى الرئيس المصري مساء أمس اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الباكستاني الذي أعرب عن تقدير باكستان الكبير للجهود المصرية في وقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية.

وأكد السيسي الحرص على الدفع بالتعاون الثنائي مع الجانب الباكستاني في شتى المجالات، وتبادل الخبرات، خاصةً في مجال مكافحة الإرهاب وكذلك فيما يتعلق بالبرنامج الاقتصادي الناجح الذي تتبناه مصر.

وذكر بيان للرئاسة المصرية إنه تم التوافق بشأن ضرورة تفعيل آليات الحوار القائمة بين مصر وباكستان خاصةً على المستوى السياسي، بما يساعد على تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين. كما تم استعراض ملف مكافحة الإرهاب باعتباره من أهم التحديات المشتركة التي تواجه البلدين، حيث تم التوافق بشأن أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون في هذا المجال، بما في ذلك مكافحة الفكر والأيديوليجيات المتطرفة في ضوء الدور الرائد للأزهر في هذا الصدد، أخذاً في الاعتبار التطورات الإقليمية والدولية القائمة، وما يشكله الإرهاب من خطر على استقرار وأمن الدول.

وجدير بالذكر إن هناك أكثر من 40 اتفاقية تم توقيعها بين الجانبين في مختلف المجالات توفر أساسًا ثابتًا لتعزيز التعاون الثنائي.