بعد واقعة اختراق الحدود.. هل تتأثر اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل؟

أثارت واقعة احتراق مجند مصري الحدود مع إسرائيل وقيامه بتصفية 3 جنود إسرائيليين كثيرا من علامات الاستفهام خلال الساعات الماضية خصوصا انعكاساتها على تطبيق اتفاقية السلام بين البلدين، والتفاهمات التي تجري بين الجانبين المصري والإسرائيلي .

وتعود الواقعة إلى يوم السبت الماضي عندما قام مجند مصري بالتسلل إلى داخل الحدود الإسرائيلية من خلال معبر العوجا، وقيامه بقتل 3 جنود إسرائيليين، قبل أن تتمكن القوات الإسرائيلية من تصفيته ويتم تسليم جثمانه اليوم إلى مصر.

الواقعة واتفاقية كامب ديفيد

في هذا السياق، يقول الدكتور طارق فهمي الخبير في شؤون الشرق الأوسط، لوكالة فرات للانباء، إن الواقعة تجعل إسرائيل تعيد النظر في كثير من الأمور المتعلقة بتنفيذ الالتزامات الخاصة باتفاقية كامب ديفيد الموقعة مع مصر، حيث تم من قبل في إطار التنسيق بين الدولتين السماح بنشر مزيد من القوات المصرية في سيناء في إطار جهود مكافحة الإرهاب.

وأوضح "فهمي" أنه بعد هذه الواقعة سيكون هناك توجهات من قبل إسرائيل بأن يكون هناك تطبيق حرفي لاتفاقية كامب ديفيد والعودة لما كانت تنص عليه بشأن وحود القوات المصرية في سيناء، إلى جانب أن إسرائيل تقدم مقترحات خلال الفترة الحالية بشأن مراقبة الحدود مع مصر منها إمكانية تشكيل قوات مشتركة أو غيرها من المقترحات.

حكومة نتنياهو في مأزق

وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن المشكلة الحقيقية حاليا بعد واقعة تسلل المجند المصري داخل الحدود الإسرائيلية موجودة في إسرائيل وتواجه قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية الإسرائيلية وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيمين نتنياهو، إذ أن الأسئلة تحاصرهم بشأن مستوى الاحتياطات الأمنية على الحدود مع مصر.

وأكد الدكتور طارق فهمي أن مصر ليس لديها ما تخفيه، كما أن وزير الدفاع المصري أجرى اتصالا هاتفيا بالجانب الإسرائيلي لتقديم العزاء، وهذا يؤكد على المباديء والقيم التي تعمل بها الدولة المصرية، مشددا كذلك على أن تلك الواقعة لن يكون لها أية تداعيات سياسية على صعيد العلاقات بين القاهرة وتل أبيب.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، الحادثة بـ"الهجوم الإرهابي المأساوي"، مضيفا: "لقد أرسلنا رسالة واضحة لمصر بأننا نتوقع أن يكون التحقيق المشترك جديا". وقال أيضا: "سنحدّث إجراءات وأساليب العمليات وأيضا الإجراءات الرامية إلى الحد من عمليات التهريب إلى الحد الأدنى ولضمان عدم تكرار مثل هذه الهجمات الإرهابية المأساوية".

تسليم المجند المصري

وكشفت الإعلام الإسرائيلي صباح اليوم عن أن إسرائيل أعادت جثة المجند أمن مركزي منفذ العملية إلى مصر في إطار تعامل البلدين المشترك مع الحادث، في وقت لفتت القناة العبرية 12 إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار رغبة تل أبيب في الحفاظ على الثقة المصرية، إلى جانب عدم وجود مبرر أمني للاحتفاظ بالجثة، لافتة إلى أن منفذ العملية يبلغ من العمر 22 عاما.

وتداولت صور على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي المصرية لشاب يدعى محمد صلاح مقيم بمنطقة عين شمس بالقاهرة قيل إنه الذي نفذ هذه العملية، حيث أن والده متوف بينما هو الشقيق الأوسط بين اثنين، وسط احتفاء كبير عبر مواقع التواصل بما قام به المجند الراحل داخل الحدود الإسرائيلية.

وجاءت نتائج التحقيقات الأولية للجيش الإسرائيلي في الواقعة لتؤكد وجود عدد من الأخطاء التي قام بها أفراد الجيش في هذه العملية، حيث أكدت أن المجند المصري قد خطط مسبقا لهذه العملية، حيث قتل في البداية جندي ومجندة من جيش إسرائيل في نقطة عسكرية نتيجة تعرضهما لإطلاق نار على الحدود المصرية.

عقب سقوط الجنديين الإسرائيليين وصلت قوات إضافية إلى المكان وباشرت أعمال تمشيط في المنطقة، ومع حلول الظهر رصدت القوات العسكرية خلال أعمال التمشيط المتسلل نفسه داخل الأراضي الإسرائيلية حيث اندلع تبادل لإطلاق نار تمكن خلاله الجنود والقادة من قتل المتسلل، لكن المواجهة أسفرت عن مقتل جندي ثالث وإصابة ضابط بجروح.

موقف الجانب المصري

وكان المتحدث العسكري باسم الجيش المصري أعلن أن فرد أمن مصريا قتل أثناء مطاردة مهربي مخدرات، على الحدود مع إسرائيل، موضحا في بيان رسمي أنه فجر السبت قام أحد عناصر الأمن المكلفة تأمين خط الحدود الدولية، بمطاردة عناصر تهريب المخدرات.

وأضاف المتحدث العسكري المصري: "أثناء المطاردة اخترق فرد الأمن حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران، مما أدى إلى وفاة 3 فرد من عناصر التأمين الإسرائيلية وإصابة 2 آخرين، بالإضافة إلى وفاة فرد التأمين المصري أثناء تبادل إطلاق النيران"، مشيرا إلى أنه جار اتخاذ كافة إجراءات البحث والتفتيش والتأمين للمنطقة، وكذلك اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة".