القمة الخليجية.. حضور أردوغان وغياب الرئيس الفلسطيني يثير علامات استفهام

انتهت أمس في العاصمة القطرية الدوحة أعمال القمة الخليجية، وقد أثار حضور الرئيس التركي جدلاً، إذ ترى وجهة نظر أنه كان من الأولى حضور الرئيس الفلسطيني في اجتماع تركز على الأوضاع بقطاع غزة.

صدر عن القمة "إعلان الدوحة" الذي أكد وقوف مجلس التعاون إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعمه المتواصل لرفع معاناة سكان قطاع غزة، ومد يد العون لإعادة بناء ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية في اعتداءاتها على القطاع خلال السنوات الماضية، كما أكد الإعلان أن قادة الخليج يمدون يد العون إلى الفلسطينيين من أجل إعادة بناء ما دمرته الحرب.

قمة تفتقد إلى الخطوات العملية

No description available.

في هذا السياق، يقول الدكتور فهد الشليمي رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام إن أول ملاحظة توقف عندها هي عدم وجود ممثل للشعب الفلسطيني في القمة، فإذا كان الاجتماع برمته يتمحور حول تطورات الأوضاع في قطاع غزة والقضية الفلسطينية، وبالتالي كان من باب أولى أن تتم دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) للمشاركة في القمة فهو يمثل رأس الثمرة بالنسبة للفلسطينيين.

وأضاف، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن القمة بدلاً من دعوة الرئيس الفلسطيني للحديث بنفسه تحدث عنه ممثلون، موضحاً أنه يقصد بذلك أن قطر وتركيا تحدثتا باسم فلسطين، وكان من الأولى بدلاً من أن تتم دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى هذه القمة أن يحضر الرئيس الفلسطيني صاحب القضية.

ويرى "الشليمي" أن القمة الخليجية هذه لم تكن إلا مجرد اجتماع سياسي لا قيمة له بالنسبة للقضية الفلسطينية، فإذا كان قادة الدول يريدون بالفعل نصرة الشعب الفلسطيني عليهم أن يتخذوا خطوات عملية وواقعية من أجل ذلك، على سبيل المثال التحرك أمام المحكمة الجنائية الدولية وحتى لو كانت إسرائيل ليست عضواً في اتفاقيتها، فإن الدول الأعضاء يمكنها وقف مرور الطيران الإسرائيلي فوق أراضيها، وبالتالي هذا يشكل ضغطاً على تل أبيب.

ولفت كذلك إلى أنه من الأجدر على هذه الدول أن تدرس القيام بخطوات عملية داخل مجلس الأمن الدولي وحتى لو اصطدمت تلك التحركات بالفيتو الأمريكي، فإنها ستشكل عنصر ضغط على إسرائيل وواشنطن التي تعطي الضوء الأخضر للاحتلال للقيام بما يقوم به، كذلك دول الخليج العربي يمكنها وقف الرحلات العسكرية التي تذهب إلى إسرائيل، وغيرها من الوسائل.

وقال العقيد الكويتي المتقاعد إن الرئيس التركي على سبيل المثال بإمكانه اتخاذ بعض القرارات الواقعية بدلاً من الكلام، فالتبادل الاقتصادي بين تركيا وإسرائيل يصل إلى أرقام كبيرة، يمكن هنا التلويح بقطع العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، كما يمكن اتخاذ خطوات لقطع العلاقات الدبلوماسية، مشدداً على أنه دون تلك التحركات العملية لن تكون لتلك الاجتماعات ذات فائدة.

تحذير من خطورة تمدد الصراع

ومن جهة أخرى حذر إعلان قادة دول مجلس التعاون الخليجي من مخاطر توسع المواجهات وامتداد رقعة الصراع إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، مالم يتوقف العدوان الإسرائيلي، مما سيفضي إلى عواقب وخيمة على شعوب المنطقة وعلى الأمن والسلم الدوليين، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين الفلسطينيين.

No description available.

وتعليقاً على هذا المطلب، يقول الكاتب الصحفي عبد اللطيف حامد مدير تحرير مجلة المصور إن التحذير من تمدد رقعة الصراع نتيجة العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة أمر يتوافق مع الرؤية المصرية، إذ حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي مراراً من خطورة التطورات في غزة على المنطقة، وهو أمر بالفعل مثير للقلق.

وأضاف "حامد"، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن ما يجري في قطاع غزة أمر صعب للغاية، ومواجهته ليس مسؤولية دولة بعينها أو تكتل بعينه كمجلس التعاون الخليجي، بل هي مسؤولية جماعية تقع على عاتق المجتمع الدولي كله، مؤكداً أن الدول العربية تبذل كل جهد يمكن القيام به، في مواجه تكتل له ثقل داعم لإسرائيل وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية التي تقف خلف تل أبيب بكل ما أوتيت من قوة.

وتابع قائلاً إن هذا لا يعف الدول العربية من المسؤولية وكذلك دول الخليج باعتبارها دول المواجهة المباشرة، ويجب عليهم البحث عن وسائل متعددة ومتنوعة للضغط على تل أبيب وواشنطن بهدف لجم جماح العدوان الإسرائيلي، داعياً إلى عدم المبالغة في تحميل المسؤولية لبعض الأطراف فيما يجري في فلسطين.