دشن نشطاء موقع تويتر، اليوم الخميس، في مصر هاشتاجا حمل اسم "الحملة الشعبية لمقاطعة تركيا" رفضا للسياسات التركية في المنطقة، وتدخلاتها وعدوانها وتحريضها ضد استقرار وأمن وقيادات بلدان المنطقة، داعين إلى مقاطعة المنتجات التركية سواء كانت استهلاكية أو ثقافية مثل المسلسلات والمطاعم والسياحة وغيرها، وصولا إلى إلغاء متابعة الممثلين والطباخين الاتراك وكل من يروج لتركيا على مواقع التواصل الاجتماعي.
الحملة التي شهدت تفاعلا كبيرا من قبل رواد الموقع في المملكة العربية السعودية أيضا، وتسببت بخسائر كارثية للاقتصاد التركي، يبدو أنها تتمدد في البلدان العربية الرافضة للتدخلات التركية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
وفي سياق متصل، قال الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود، إن دعوته لمقاطعة المنتجات التركية، هي "جزء من رد شعبي على سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه الرياض، ولا تستهدف الشعب التركي".
ورد الأمير عبد الرحمن بن مساعد، على تداول وسائل إعلام تركية تغريدته على "تويتر" التي دعا فيها قبل أيام، لمقاطعة المنتجات التركية. وقال: "تركيا بلد كبير ولا أتمنى لشعبه إلا الخير.. مشكلتي ومشكلة السعوديين الذين يدعون لنفس ما دعوت له من مقاطعة هي مع أردوغان الذي تجاوزت صفاقاته وتصريحاته المسيئة تجاه بلادنا كل حد".
وأوضح في تغريدة أخرى: "أقل رد على سياسات أردوغان وتصريحاته المسيئة لبلادنا هو تفعيل المقاطعة للمنتجات التركية إلى أن يكف عن أفعاله.. هذه حملة شعبية تصرف فيها السعوديون بفطرة وحب مشهود ومعهود لوطنهم أثبتته المواقف، وتثبّته".
وتابع في تغريدة ثالثة: "أكثر من صحيفة وقناة تلفزيونية في تركيا تهاجمني، وتتحدث عني وكأني أنا السبب في الحملة الشعبية لمقاطعة البضائع التركية، ورغم تأييدي الكبير لها إلا أنها حملة شعبي بدأت من سعوديين محبين لوطنهم وأيدتهم فيها .. الحملة نتيجة، فبدلًا من الهجوم علي انظروا للسبب، وهو سياسات رئيسكم وإساءاته".
ونشطت، دعوة جديدة لمقاطعة المنتجات التركية في الأسواق السعودية، بجانب دعوات وقف الاستثمار السعودي في تركيا، أو توجه السياح السعوديين إليها، خلال الأيام الماضية، وخاصة بعد دعوة مسؤولين اقتصاديين سعوديين إلى مقاطعة المنتجات التركية، فضلا عن تعرض المنتجات التركية إلى قيود أمام دخولها اسواق المملكة.
وكان رئيس مجلس الغرف التجارية في السعودية، عجلان العجلان، دعا قبل أيام، إلى لمقاطعة المنتجات التركية.
وقبل يومين، تحدث حساب سعودي واسع الانتشار على موقع "تويتر" في السعودية، عن حملة شعبية وشيكة لمقاطعة البضائع التركية.
ونشر حساب "معالي/ موجز الأخبار"، الذي يتابعه نحو 4 ملايين مغرد، تغريدة كتب فيها كلمتين: "ترقبونا بكرا". وأرفق التغريدة برسم كتب عليه "الحملة الشعبية لمقاطعة تركيا".
وتفاعل آلاف النشطاء مع الهاشتاج ليتصدر قائمة الترند بالمملكة العربية السعودية، في الوقت الذي اعترفت فيه عدة شركات تركية بالضرر البالغ الذي وقع عليها إزاء حملات المقاطعة الشعبية التي تستهدف وقف شراء منتجاتها في السعودية .
علق الكاتب والإعلامي السعودي إبراهيم السليمان، على الهاشتاج قائلاً: مقاطعتك ومقاطعتي ومقاطعة الجميع للمنتجات التركية ماهو الا تسجيل موقف شعبي وطني يرفض ما تتعرض له بلداننا العربية من تدخلات اردوغانية سافرة ..
كما تفاعل المدون السعودي البارز، منذر آل شيخ، مع الهاشتاج قائلاً: "هاشتاق ردًا على #أردوغان وتطاوله السافر على الأمة العربية وبإذن الله اليوم الموعد ليكون الأول عالميًا "، واضاف في تغريدة أخرى "المتابع للعلاقات العربية التركية يلحظ أن الأتراك لاتقوم لهم حضارة إلا على دماء وخيرات العرب ولعل ماحدث في القرن التاسع والعاشر من ازدهار في تركيا دليل وكذلك بتاريخنا القريب أقوى طفرة اقتصادية كانت ابان الربيع العربي لذلك سمعت اردوغان بتصريحه المرفوض #الحملة_الشعبية_لمقاطعة_تركيا".
أما المحلل السياسي السعودي فهد ديباجي فعلق قائلاً: "توقفوا عن شراء المنتجات التركية لتنقذوا العرب من العدوان والتهديدات التركية".
واحتسبوا الأجر "أقطع ريالًا عن أردوغان تنقذ به عربيًا"، واختتم ديباجي تغريدته بهاشتاج "# قاطعوا _ المنتجات _ التركية ".
وكرر رئيس الغرف التجارية السعودية دعوته لجميع الشركات السعودية إلى عدم التعامل مع الشركات والمنتجات التركية، بعد نحو اسبوعين من دعوته الأولى.
وقال عجلان العجلان في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر: "أقولها بكل تأكيد ووضوح: لا استثمار لا استيراد لا سياحة… نحن كمواطنين ورجال أعمال لن يكون لنا أي تعامل مع كل ما هو تركي."
وأضاف: "حتى الشركات التركية العاملة بالمملكة أدعو إلى عدم التعامل معها، وهذا أقل رد لنا ضد استمرار العداء والإساءة التركية إلى قيادتنا وبلدنا".
مع نهاية الأسبوع الثاني للمقاطعة في السعودية، صمم رسام الكاريكاتير السعودي المعروف، فهد الجبير، شعارا للحملة الشعبية لمقاطعة تركيا.
ودعا لاستخدام الشعار كصورة للبروفايل عبر مواقع التواصل، وخلفيات للهاتف الجوال، لتفعيل الدعوة للمقاطعة ونشرها على نطاق أوسع.
وفي إطار تفعيل المقاطعة والتوعية بها، قال المغرد أحمد بن محمد، إن "الموضوع سهل وبسيط جدا: عند شرائك أي مادة غذائية أو غيرها، وكان عندك شك أنها يمكن أن تكون تركية، إبحث عن عبارة Made in Turkey أو أنظر إلى باركود (رمز شريطي) المادة، فإذا كان يبدأ بأحد الرقمين 868 أو 869 فهذا يعني أنها تركية الصنع !".
من جهته، أكد المغرد عبدالله بن خضران الجهيمي أن "مقاطعة المنتجات التركية واجب وطني وأخلاقي؛ يستشعرهُ الشعب السعودي العظيم في مواجهة العثمانيين الجُدد الذين استمرأوا علينا في مراهقاتهم السياسية التي يرتع فيها قادتهم الصيبيانيين!"
فيما قال الإعلامي السعودي فيصل العبدالكريم: "بدأها الشعب السعودي ووصلت هذه المقاطعة لشعوب أخرى وأصبحوا يتحدثون عن مقاطعة المنتجات التركيه بعد أن وصل أذى زمرة أردوغان لكل مكان".
وتابع: "لديهم مشروع استعماري ضخم سيموت بإذن الله وسينقلب السحر على الساحر، ولا نرضى أن يجندوا بأموالنا العرب لقتل العرب".
وجاءت حملة المقاطعة في وقت يعاني فيه النظام التركي للغاية نتيجة تراجع الاقتصاد الذي يواجه انهيارا في سعر الليرة أمام الدولار، وحالة من الإفلاس الجماعي للشركات المعتمدة على التصدير.