بعد إبادة وتهجير قراهم.. سياسيون سريان يتحدثون عن جرائم الاجتياح التركي بحق شعبهم

يعد الشعب السرياني الآشوري الكلداني من الشعوب التي دفعت فاتورة الاجتياح التركي لجنوب كردستان بعد أن أُحرقت القرى السريانية وهُجر سكانها قسراً.

يستمر الاجتياح التركي لجنوب كردستان، في تدمير كل شيء بالمنطقة ويهجر سكانها قسراً ويحولها إلى ثكنة عسكرية، ويعد الشعب السرياني الآشوري الكلداني أحد الشعوب التي تضررت من هذا الاجتياح، حيث قام جيش الاحتلال التركي بحرق القرى السريانية وتهجير سكانها مما يشكل خطراً على حياة هؤلاء السكان ومستقبلهم، وخلق موجات نزوح ضخمة من تلك المناطق.

لا يتوفر وصف.

وفي السياق، كشفت إليزابيث كورية، نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والقيادية في حزب الاتحاد السرياني، أن الاحتلال التركي يهاجم القرى السريانية في جنوب كردستان "شمال العراق" ويقوم بعمليات حرق وتهجير للقرى الآشورية السريانية الكلدانية بتلك المناطق، والتي تصل في بعض الأحيان إلى القتل، مما أدى إلى موجة نزوح كبيرة في صفوف الشعب السرياني من أراضيه ومناطقه.

وأكدت نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن الاحتلال التركي يهدف من الهجمات التي يشنها على جنوب كردستان، إفراغ المناطق من شعوبها الأصلية وتهجيرها لقيامه باحتلال المنطقة، مبينة أن حزب أردوغان يريد إعادة الأمجاد العثمانية وفقاً للميثاق الملي واحتلال أجزاء من سوريا والعراق غير معترف بالقوانين الدولية أو الحدود أو مواثيق الأمم المتحدة.

وأضافت إليزابيث كورية أن جميع الأحزاب السريانية لها موقف واحد وهو استنكار وإدانة الهجمات التركية على القرى السريانية والمطالبة بالعدالة الاجتماعية وبقاء الشعوب الأصلية ومنها الشعب السرياني في أراضيه، مشيرة إلى وجود ائتلاف يضم الأحزاب السريانية في العراق ينسق الجهود للوقوف ضد تلك الهجمات الوحشية.

لا يتوفر وصف.

بينما أوضح يوسف يعقوب متي، رئيس حزب اتحاد بيث نهرين الوطني، أن جغرافية المنطقة السريانية التي تتعرض لهجمات الاحتلال التركي تمتد عرضاً ما يقارب مائتي كم وعمقها بحدود خمسين كم وهي تقع شمال دهوك وشمال غربي هولير، سكان هذه المنطقة تاريخياً والى الآن هم من أبناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري، وفي مراحل جديدة سكن معهم الشعب الكردي في قرى خاصة بهم.

وأكد رئيس حزب اتحاد بيث نهرين الوطني في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أنه عانت هذه المنطقة وسكانها من ويلات الحروب منذ زمن الدولة العثمانية الى ستينيات القرن الماضي وبالضبط حين اجتاح الجيش العراقي جنوب كردستان في عام 1961 - 1962 بسبب ثورة (السريان والكرد) الذين طالبوا بحقوقهم ومساواتهم بحقوق الشعب العراقي، وتم تهجيرهم قسراً بالكامل إلى داخل وخارج العراق وخاصة السريان، وبمرور الزمن عاد قسم منهم وعمروا قراهم بدون مساعدة الحكومات العراقية المتعاقبة.

وأضاف: "ظهرت أطماع الرئيس التركي أردوغان بالأراضي العراقية المحاذية لحدود تركيا، وظهر ذلك من تصريحاته العلنية ولغير التركية مثل السريان والكرد والأرمن والإيزيدية، وفشل الحكومة التركية في حل مشاكلها الداخلية مع شعبها وضعف الحكومات العراقية المتعاقبة منذ عام 2003".

وبيّن رئيس حزب اتحاد بيث نهرين الوطني، أنه منذ عام 2018 وقع شمال العراق "جنوب كردستان" تحت هجمات الجيش التركي بكل صنوفه، وبشكل مستمر إلى يومنا هذا خارقاً الاتفاقيات الدولية التي تخص دول الجوار وحدودها وخارقاً المواثيق الانسانية التي لا تسمح بمهاجمة أهالي وشعوب الدول الجارة.

وأوضح أن الجيش التركي استخدم المدفعية والدبابات والطائرات المروحية وصواريخها والطائرات الحربية وصواريخها وقنابلها المروعة في هذه الهجمات العسكرية الظالمة.

وأشار رئيس حزب اتحاد بيث نهرين الوطني، إلى أن الهجمات استهدفت سكان المنطقة من السريان وأدت إلى استشهاد عدد منهم مع اصابات أعداد اخرى، كما قتل مجاميع من مواشيهم وتم اجبارهم عنوةً للتخلي عنها وعن مزارعهم، وأصبحت قرى الشعب السرياني الأشوري الكلداني وبلداته بلا أمن ولا أمان.

وأردف يوسف متي أنه حدث انقطاع وتوقف للطاقة الكهربائية وشل للأعمال الاقتصادية والتعليمية وحرم الأطفال من التعليم وتم حرق سفوح الجبال والوديان والثروة النباتية كالغابات وبساتين الفاكهة.

ولفت رئيس حزب اتحاد بيث نهرين الوطني، إلى قيام دولة الاحتلال التركي بمصادرة الأراضي وحرمان السكان الأصليين منها وإقامة معسكرات للجيش التركي عليها، وقال: "حتى الآن تم مصادرة أكثر من أربعين موقع، إضافة لتحطيم البنية الاجتماعية بالهجرة القسرية وتفكك سكان القرى وذوبانها بالمدن التي يلجؤون اليها"، مشيراً إلى أنه حتى دور العبادة لم تسلم من الاجتياح التركي، حيث قامت قوات جيش الاحتلال التركي بحرق وهدم الكنائس والاديرة والدور السكنية.

وعدد يوسف متي 20 قرية سريانية تعرضت لـ وحشية جيش الاحتلال التركي واجتياحه لجنوب كردستان، مثل قرية شرانش، دشتتاخ، جديدة، چليكي، مبيناً انها كارثة إنسانية تكررت على سكان هذه المنطقة عشرات المرات وأدت إلى تحطيم جميع البنى الحياتية البشرية وغير البشرية مثل الأمن، الاقتصاد، التعليم، البيئة، والتاريخ والحضارة والبناء المجتمعي والبناء الديني.

وشدد رئيس حزب اتحاد بيث نهرين الوطني، على عجز الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان وسكوتهم وسكوت المجتمع الدولي، وأضاف: "ولذلك استغلت الحكومة التركية وفي مقدمتها الدكتاتور أردوغان هذا الضعف والخنوع من الحكومات".