في هذا السياق تحدثت وكالة فرات للأنباء (ANF) مع الخبير السياسي المختص بشؤون الشرق الأوسط نيازي حامد حول طبيعة العلاقة بين البارزانيين والاحتلال التركي، والذي يرى أن عائلة البارزاني تحولت إلى مرتزقة لدى هذا الاحتلال الغاشم الذي فاقم عدوانه في ظل توقعات كبيرة بخسارة هذه العائلة للانتخابات المقبلة ومن ثم خسارة أداتهم المهمة.
ويؤكد حامد أن تركيا تعاملت مع البارزانيين كما تعاملت مع تنظيم داعش الإرهابي عبر استخدامهم لتحقيق مصالحها، مشدداً على أن الحقائق على الأرض هي التي تؤكد حجم التواطؤ بين تلك العائلة التي وصفها بـ"الفاشية" مع نظام الاحتلال التركي.
وإلى نص الحوار:
*كيف ترى العلاقة بين عائلة البارزاني في ضوء تصعيد الاحتلال التركي عدوانه على جنوب كردستان أو إقليم كردستان العراق؟
- الحديث حول التواطؤ بين البارزانيين وسلطات الاحتلال التركي يستند إلى وقائع وحقائق على الأرض، وهي أن الدولة التركية تسيطر على إقليم كردستان بكل حذافيره، وصحيح أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يحكم الإقليم وفق الدستور العراقي، إلا أن الحقيقة هي أن تركيا هي التي تحكم الإقليم وتسيطر على زمام الحكم.
*ما الدلالات على ما تقوله أو ما الوقائع التي تثبت ذلك؟
- القنصلية التركية في هولير عاصمة الإقليم هي التي تدير الحكومة الأمنية المصغرة، وحكومة الإقليم عضو في هذه الحكومة الأمنية المصغرة، والأخيرة أسيرة للقرارات التي تصدر في أنقرة، وبالتالي فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني والعائلة البارزانية أصبحوا مرتزقة لتركيا، بينما يتم تنفيذ التعليمات التي تأتي من أنقرة، وهذه هي الحقيقة الأولى. والحقيقة الثانية هي وجود عقد لمدة 50 سنة لنهب نفط إقليم كردستان وكل الموارد الطبيعية في كردستان من قبل الدولة التركية.
*عائلة البارزاني كردية، ما الذي تحصل عليه يجعلها تقوم بهذه الممارسات ويكون نهجها هكذا؟
- يحدث هذا في مقابل أن الأسرة الحاكمة الفاشية الإرهابية لإقليم كردستان (أي عائلة بارزاني) تبقى بالحكم، وبالتالي فقد رأينا الاحتلال التركي يصعد في الفترة الأخيرة عدوانه، لأن مرتزقته من العائلة البارزانية في خطر، لأن هذه العائلة قريبة من خسارة الانتخابات المقبلة ولن يكون لها وجود في الحكومة، وبالتالي لن يكون لدى أنقرة القدرة على تنفيذ أجندتها في كردستان ولا فرض تعليماتها بالنسبة للحكومة الأمنية المصغرة. ولهذا نرى التدخل التركي في جنوب كردستان بشكل سافر وكبير وبأعداد كبيرة لإنقاذ هذه العائلة الحاكمة التي هي واجهة من واجهات الحكومة الأمنية المصغرة، وبالتالي فإن تركيا تحكم الإقليم من خلال هذه العائلة ذات الشرعية المزيفة.
*إذا كان هذا هو وضع عائلة البارزاني، من الذي يقاوم الاحتلال التركي؟
- القوة الوحيدة التي تقاوم هذا الاحتلال هي قوات الكريلا، بينما على المستوى الشعبي نجد المظاهرات تخرج ضد هذه القوة الغاشمة للاحتلال التركي لجنوب كردستان، ويمكن القول إن قوات الكريلا اختارت المكان والوقت المناسب لاحتواء قوة الاحتلال، ونرى يومياً الأضرار والخسائر التي تتكبدها الأخيرة.
*ماذا عن تأثير تلك الخسائر على تركيا وربما الرأي العام التركي؟
- هذه الخسائر أصبحت مشكلة بالنسبة لأنقرة تحرك الرأي العام الداخلي، ولهذا تم تقديم مقترحات إلى حزب العمال الكردستاني بوقف الحرب مقابل حفاظ القوات التركية على وجودها الحالي في الإقليم. إن الوجود التركي في جنوب كردستان حالياُ يشبه الوجود الأمريكي من قبل في فيتنام والتي لاذت قواتها بالفرار حينما لم تتحمل الخسائر الاقتصادية والبشرية في صفوف الجيش الأمريكي والذي هزم هناك، ولهذا فإن نفس المصير ينتظر الجيش التركي في شمال العراق أو في إقليم كردستان العراق.
*ماذا عن موقع تنظيم داعش الإرهابي ودوره في هذا العدوان، خصوصاً وسط تقارير عن نقل تركيا دواعش من سوريا إلى دهوك لاستخدامهم؟
- تنظيم داعش الإرهابي ومرتزقة العائلة البارزانية يساندون هذه الهجمات التي يقوم بها الاحتلال التركي في إقليم كردستان، وبالتالي هذا يشير إلى أن النظام التركي يتعامل مع تنظيم داعش الإرهابي بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع العائلة البارزانية، أي يستخدمهم في إطار احتلاله الغاشم الذي تقوم به.