أهالي كري سبي ينتظرون العودة إلى ديارهم

على الرغم من العديد من المشاكل والقصور، فإن المخيم الذي تقطنه  1260 عائلة من كري سبي المحتلة ينتظر اليوم الذي ينتهي فيه الاحتلال.

بعد أن احتلت الدولة التركية مدينة كري سبي قبل ثلاثة سنوات، اضطر 100 ألف شخص إلى النزوح من وسط المدينة ونواحيها وقراها، وتفرق النازحون في مناطق الرقة والطبقة وعين عيسى وقراهم، على إثر ذلك، أنشأت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مخيم كري سبي للاجئين، على بعد 20 كيلو متراً جنوب عين عيسى، لأهالي كري سبي  الذين اضطروا لترك منازلهم و أراضيهم في 22 كانون الأول 2019، حيث يعيش في المخيم 1260 عائلة و 6500 شخص.

وفي ذات السياق، تحدث محمد علي من إدارة مخيم كري سبي للاجئين لوكالة فرات للأنباء ANF وأوضح أن الإدارة الذاتية انشأت المخيم بناءً على طلباً من الأشخاص الذين أجبروا على الهجرة، وقال: "لأن الأهالي يعرفون أن العودة إلى كري سبي ستكون من خلال هذا المخيم"، وذكر بإنهم بنوا نظامهم هنا، لقد تم تأسيس الكومينات، المجالس، القطاع التعليمي، الصحة والأمن بشكل منظم وممنهج، وتابع: "إن الهدف الوحيد للناس هنا هو العودة إلى أرضهم وهم يعملون على هذا الأساس، ولكن لازال الأهالي يتوافدون من المناطق الواقعة تحت احتلال الدولة التركية، كما أن الإدارة الذاتية تلبي جميع احتياجات المخيم، حيث يتكون المخيم من 6 أقسام وكل قسم مستقل، له إدارته الخاصة وواجبات الدفاع عن النفس، الهدف الوحيد للناس المقيمين في هذا المخيم هو العودة إلى أرضهم، وإذا ناضل المرء في ظل هذه الظروف الصعبة فهي بحد ذاتها مقاومة عظيمة، ويقع المخيم في منطقة برية،  كما وان أقرب بلدة وقرية لها تقع على بعد 20 كيلومتراً،  حيث يكون الصيف حاراً جدا والشتاء بارداً جدا، لذلك ، من الصعب جداً التحمل في هذا المكان،  الامر الذي يتطلب مقاومة كبيرة، لكن ورغم كل شيء سنواصل مقاومتنا".

النظام الصحي في المخيم

وصرّح جاويش حسن الإداري في القطاع الصحي في كري سبي أن المخيم يواجه صعوبات كبيرة من حيث النظام الصحي، وفي الوقت الحالي يتم توفير جميع الفرص الصحية من قبل اللجنة الصحية للإدارة الذاتية، وقال: "لكن هذ لا يكفي، لدينا سيارة إسعاف واحدة فقط ولا يوجد طبيب، تم إرسال الممرضات والموظفين الصحيين إلينا من عين عيسى، بالإضافة أن صيدليتنا لا تزال تفتقد للأدوية، حيث أن الإدارة الذاتية ترسل لنا الأدوية من وقت لآخر، وهنا يعيش 6500 شخص ويواجهون العديد من المشاكل الصحية، تم إرسال فرق الإسعافات الأولية إلينا من عين عيسى. وقدمت هذه الفرق تدريباً على الإسعافات الأولية، وحتى في الحالات الخطيرة، يمكننا فقط تقديم الإسعافات الأولية من هنا، ثم نرسلهم إلى عين عيسى أو الرقة، ونرسل مرضى القلب إلى مستشفيات قامشلو طبعا نحن بحاجة إلى مساعدة عاجلة، نحتاج بشكل خاص إلى المساعدة من المؤسسات الإنسانية، حتى الآن، لا توجد إلا منظمة إنسانية واحدة في المخيم، وتقدم مساعدات قليلة، ولديهم فريق طبي، يبقون من الساعة 09:00 حتى 14:00، فقط فريق الإدارة الذاتية يبقى لمدة 24 ساعة، لكن فرصهم محدودة ".

نظام التعليم في المخيم

ومن جانبها ذكرت الناطقة باسم لجنة التعليم في مخيم كري سبي للاجئين، روزا عيسى عثمان، أنه عندما تم إنشاء المخيم، لم يتمكنوا من البدء إلا بمدرسة ابتدائية، وأشارت إلى الصعوبات والعقبات، وقالت: "هذا العام، تمكنا من تعزيز نظام تعليمنا، والآن لدينا ثلاثة مدارس في المخيم وتقدم التعليم الابتدائي والثانوي، ويبلغ إجمالي عدد الطلاب 1650 طالباً و 100 معلماً، والتعليم يتم باللغتين الكردية والعربية،  وفي بعض الأحيان نعقد اجتماعات مع الطلاب والطالبات، وعند الضرورة، نجري أيضاً نقاشات شخصية معهم، وعندما لا نكتفي، نتقدم بطلب للقاء عوائلهم، ونعقد أيضاً اجتماعات مع عوائلهم، وأحياناً نزورعوائل طلابنا ونناقش أوضاع أطفالهم، لان هدفنا الوحيد هنا هو ضمان ألا يُحرم أطفالنا من نظامهم التعليمي في ظل هذه الظروف الصعبة".