مصطفى قره سو: تبني القائد أوجلان هي قضية تخص الإنسانية جمعاء-تم التحديث

قال مصطفى قره سو: "تبني القائد أوجلان هي قضية تخص الإنسانية جمعاء، وحينها ستبدي اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب موقفاً صحيحاً، وستقوم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأداء الدور المنوط بها، أو تتذكر دورها، ويتحرر القائد أوجلان أيضاً بنضال من هذا القبيل".

شارك عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني مصطفى قره سو في برنامج على قناة مديا خبر (Medya haber) مقيماً الأحداث الراهنة، وفيما يلي جزء من تقييمات قره سو:

"هناك عزلة مطلقة يتعرض لها القائد منذ 9 سنوات، وقد أُجريت بعض اللقاءات، إلا أنه بشكل أساسي هناك عزلة مشددة منذ 9 سنوات، وفي الواقع، هناك عزلة مشددة تُفرض منذ 25 عاماً، وفي فترة من الفترات كانت هناك لقاءات تُجرى مع القائد، وربما كانت مثل المفاوضات، لكن لم يكن لدى الدولة التركية نهجاً متمثلاً بالمفاوضات، وكان ذلك واضحاً، وكنا نحن أيضاً منخرطين في هذه المرحلة.

وإذا جرى تطبيق العزلة على القائد على هذا المستوى، فإن أوروبا مسؤولة أيضاً بدون أدنى شك عن ذلك، وكان القائد قد قال بالأساس في اللقاء الأول إن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، ومجلس أوروبا، واللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب (CPT) مسؤولون، فهم من أنشأوا هذا النظام، وكان هذا النظام قد تأسس بين كل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، لأن أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية هما اللتين قامتا بتسليم القائد أوجلان إلى تركيا، ولم يكن لدى تركيا أي مسعى لأسر القائد أوجلان، لولا موقف الاتحاد الأوروبي، وموقف الولايات المتحدة الأمريكية، لما كان بوسع تركيا أن تفعل شيئاً، وفي الواقع، كان أعضاء البرلمان الأوروبي والبرلمان اليوناني قد وجهوا الدعوة للقائد أوجلان، وبدوره، توجه القائد أوجلان إلى اليونان ثم إلى إيطاليا بالمقاربة القائلة عما إذا كان بإمكاني إيجاد حل سياسي في أوروبا، وأراد الذهاب إلى أوروبا، وأراد البقاء هناك، إلا أن أوروبا لم تقبل بذلك، حتى أنها لم تطبق قوانينها الخاصة، وكانت محاكمة القائد أوجلان في ألمانيا مدرجة على جدول الأعمال، إلا أن القضية لم يتم البدء بها حتى، ومع ذلك، كان ينبغي البدء بالقضية، كما لم يتم قبول طلب القائد أوجلان للحصول على وضع اللاجئ السياسي، فيما حصل الآلاف من مؤيدي حزب العمال الكردستاني والمتعاطفين معه على حق اللجوء السياسي في أوروبا، لكن القائد أوجلان غادر؛ ولم يعطوه للقائد أوجلان.

البيان يُظهر أن اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب تعاني من عدة صعوبات

لقد لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دوراً رئيسياً في أسر القائد آبو وتسليمه إلى تركيا، وقالوا لتركيا أنه ينبغي أن يكون مثل هذا النظام موجوداً، أيّ أنهم أرادوا هذا النظام، لقد أسسوا هذا النظام، ويتحمل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية المباشرة عن هذا النظام، إنهم مسؤولون عن هذه العزلة، عن هذه السياسات المستمرة منذ 25 عاماً في إمرالي.

وأدلت اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب (CPT) ببيان، كما ذهب عمر أوجلان والمحامون أيضاً، ثم واجهت اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب صعوبات وأدلت ببيان، وأجروا مقابلة أيضاً، وهذا يدل على أن اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب تعاني من عدة صعوبات، قالوا: "لا نستطيع الإدلاء ببيان، لكن إذا أعطت تركيا الإذن، فيمكننا الإدلاء ببيان" أو "إذا كانت هناك انتهاكات لحقوق الإنسان في إمرالي، فإن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (DMME) هي المسؤولة"، وهذا التصريح يدل على أنهم يعانون.

ويتماشى نهج المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أيضاً مع مصالح الدول، إن قضايا حقوق الإنسان والقانون والعدالة تتوقف عندما يتعلق الأمر بالمصالح السياسية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالقضية الكردية، فإن المصالح السياسية تلعب دوراً، وذات مرة، ألف كاتب أوروبي كتاباً بعنوان "الكرد الـ بلا محامين"، وكان يقصد أن لا أحد مع الكرد، الكرد لوحدهم، والأمر المهم هنا هو زيادة ضغط الرأي العام، حسناً، من الممكن خوض نضال قانوني ضد اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، لكن من أجل الحصول على نتائج، فإن تبني القائد له أهمية أكثر، ويجب علينا أن نعزز حملة الحرية من أجل القائد أكثر، وإذا فعلنا ذلك، فسنكون قادرين على تحقيق النتائج، وإلا فلن يكون ذلك ممكناً بمجرد الدعوات أو بالقول "لماذا لا تفعل ذلك"، لهذا السبب علينا أن نضغط على الرأي العام من خلال نضالنا ومواقفنا ومستوى تبنينا للضغط على المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان واللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، فإذا انفضحوا كثيراً، ووصلوا إلى النقطة التي يتساءلون فيها عن سبب وجودهم، فسيكون موقفهم مختلفاً، ولهذا السبب علينا أن نعزز حملة الحرية من أجل القائد.

من الصعب الإبقاء على قائدٍ تتبناه النساء في السجن

في الحقيقة، هناك مستوى عظيم من التبني - تبني القائد - في العالم، هناك مستوى كبير جداً من التبني، ومستوى تبني القائد سيزداد أكثر، ويجب علينا أن نؤمن بهذا ونطوره، وفي الأساس، النساء سيتبنين القائد أكثر، لأن النساء في جميع أنحاء العالم يرين هذا، ويُظهر القائد آبو التاريخ الحقيقي للمرأة بأفكاره وفلسفته ونظريته ونهجه، ويبين موقف النضال، يبين نهج حرية المرأة، ويفضح نظام الهيمنة الذكورية، ولذلك، فإن النساء سيتبنين القائد آبو أكثر، أستطيع أن أقول هذا بسهولة، من الصعب الإبقاء على قائدٍ تتبناه النساء بقوة على هذا المستوى في السجن، ويمكن كسر الضغط على القائد من خلال مستوى تبني النساء، ومما لا شك فيه أن الإنسانية برمتها تتبناه، لكن النساء تتبناه وستتبنينه أكثر وأكثر، وذلك لأن المرأة لم تكن هي المهيمنة أو في السلطة بسبب موقفها في التاريخ، ولأنهن لم يصبحن القوة الرئيسية للاستغلال، فهن أكثر وجدانيةً وأكثر عدلاً وإنصافاً وحقيقة، ولذلك، سيتبنين القائد آبو أكثر فأكثر.

تبني القائد هي قضية تخص الإنسانية جمعاء

إن هذا التبني سيحتضن الإنسانية جمعاء، وعندها ستبدي اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب أيضاً الموقف الصحيح، كما ستلعب المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان دورها أيضاً، أو ستتذكر دورها، وسيتحرر القائد آبو بمثل هذا النضال.

ولذلك يجب على كل القوى الديمقراطية وفي مقدمتهم الكرد، أن يتبنوا القائد، كما إن تبني القائد ليست قضية الشعب الكردي فقط، بل هي قضية جميع القوى الديمقراطية والإنسانية برمتها، وذلك لأن القائد يخدم الإنسانية جمعاء بأفكاره، ويعمل من أجل حرية الإنسانية والحياة الديمقراطية، ويظهر ذلك عبر حياته وموقفه، ونحن نؤمن بأن تبني هذا القائد سيتوسع أكثر وسيصبح حراً.

شهداؤنا أصبحوا قادة نضالنا

إن شهر أيار هو شهر شهدائنا في شخص حقي قرار، ومن ناحية أخرى، حدثت حالات استشهاد مهمة في شهر أيار، في 2 أيار، استشهد محمد كاراسونكور وإبراهيم بيلكين، وأُعدم دنيز كزميش وحسين إنان ويوسف أصلان في 6 أيار، وفي التاسع من أيار، أعدمت إيران 4 ثوار، وفي 11 أيار استشهد مزكين، وفي 14 أيار استشهدت ليلى قاسم ورفاقها، في 18 أيار، استشهد حقي قرار وإبراهيم كايباكايا، وفي 17 أيار، استشهد فرحات كورتاي وأشرف آينك ومحمود زنكين ونجمي أونر، وفي 27 أيار استشهد الرفيق قاسم أنكين، في 31 أيار استشهد سنان جمكيل ورفاقه، ومؤخراً، استشهد الرفيق دنيز الذي تعود أصوله إلى بازيد في 21 أيار، إنني استذكر في شخص هؤلاء الرفاق جميع شهداء الثورة بكل احترام وامتنان.

لقد طورنا النضال من خلال حالات الاستشهاد، إن الاستشهاد، شهداؤنا أصبحوا قادة نضالنا، لأن نضالنا يجري في ظل ظروف صعبة للغاية، وبسبب الظروف القاسية، لا يتم النضال إلا بالفدائية، ويتم إزالة العقبات التي تعترض النضال، ولذلك فإن للشهداء مكانة مهمة جداً في نضال الحرية، إنهم القادة، إنهم ليسوا شهداء ارتقوا في حرب اعتيادية، لقد استشهدوا في نضال الشعب الكردي من أجل الحرية ضد الاستغلال والإبادة الجماعية في منطقة مثل الشرق الأوسط، لقد أزالوا العوائق، ولذلك، يجب فهم حقيقة الشهداء في نضال الحرية للشعب الكردي بشكل صحيح.

حزب العمال الكردستاني يصمد بالشهداء

علينا أن نتذكر الجانب الأيديولوجي والسياسي والأخلاقي والوجداني ورغبة الحرية في شخصية الشهداء، وإذا استذكرنا شهر الشهداء بهذه الطريقة، فحينها يمكننا منح معنى حقيقي للشهداء، إذا فهمنا الشهداء فسوف نخوض نضالاً عظيماً، إن رفاقنا وتنظيماتنا وشعبنا، عندما يدركون ويفهمون حقيقة الشهداء، سيخوضون نضالاً أعظم ويزيلون كافة العوائق والعقبات.

إن العالم لم يشهد نضالاً مثل نضالناً، لا شك أنه تم خوض نضالات فدائية في بلدان مختلفة، لكنها لم تستمر وتصمد على نحو دائم مثل نضالنا، نحن لا نخوض نضالاً اعتيادياً، إننا نخوض نضالاً يستند بالكامل على الفدائية، إن هذه الفدائية ذكية جداً، ولذلك فإن الفدائية تصنع التطور دائماً، وتمهد الطريق أمام نضالنا، ولهذا السبب يقول القائد إن "حزب العمال الكردستاني هو حزب الشهداء"، لأن حزب العمال الكردستاني يصمد بالشهداء، بدون شهدائنا، بدون نضال شهدائنا، لن يتطور هذا النضال، وبهذه المناسبة استذكر بخالص الامتنان والاحترام جميع الشهداء في شخص شهداء شهر أيار.

إن إعدام قادة العمال موجود في أساس الأول من أيار

الأول من أيار يوم مهم جداً، على أية حال، هو اليوم الوحيد في العالم الذي يحتفل به جميع الشعوب، البشرية جمعاء، إنه يوم النضال المشترك للإنسانية، عيد مشترك، إنه يوم من القيّم المشتركة، وعندما يتم تقييم الأول من أيار، فيجب علينا تقييم قيمه للإنسانية والمستقبل، لأن البشرية جمعاء تتبناه.

لقد تم اعتباره عيداً ويوماً للنضال في الأممية الثانية بتاريخ الأول من أيار عام 1899، ومنذ ذلك الحين، يتم الاحتفال به في جميع أنحاء العالم، لكن مع ذلك، يوجد نضال في بداية انطلاقه، هناك مقاومة العمال التي بدأت عام 1886، وكانت من أجل العمل لـ 8 ساعات، وبعد عملية المقاومة هذه، تم شنق 4 من قادة العمال، إن إعدام قادة العمال موجود في أساس الأول من أيار.

ومنذ ذلك اليوم فصاعداً، كسب العمال الحق في العمل لمدة 8 ساعات، وتحول إلى يوم نضالي ضد الضغوط والاستغلال، ويتم الاحتفال به منذ عام 1899 وصاعداً، ومنذ ذلك اليوم والى الآن، تم خوض نضالات عظيمة وقدمت تضحيات كبيرة في جميع أنحاء العالم - بما في ذلك تركيا - في الأول من أيار، وأصبحت مشاعر العمال الكادحين بالتحرر من الحداثة الرأسمالية والاستغلال تنمو أكثر في الأول من أيار من كل عام، لقد تحول إلى رغبة النضال ضد الاستغلال، تحول إلى يوم نضالي لجميع المجتمعات، هذا هو الأول من أيار وما يحمله من معنى.

وفي تركيا أيضاً، تم الاحتفال بالأول من أيار بروح النضال منذ اليوم الأول، وكانت الدولة التركية تطلق عليه اسم "عيد الربيع" من وقت لآخر، لكنها لم تتمكن من جعل هذا الأمر مقبولاً، وفي النهاية أصبح الأول من أيار يوم العمال والكادحين.

لقد كان الأول من مايو دائماً يوماً للنضال

أنا شاهد على أحداث 1 أيار 1977 في تركيا، عندما تم اغتيال 34 عاملاً وكادحاً، كنا بجوار تمثال تقسيم عندما نُفذت الهجمات، وبما إننا كنا هناك، قمنا بوضع الجرحى والقتلى في سيارات الأجرة والشاحنات وأرسلناهم إلى المستشفيات.

بعد ذلك، قاموا بحظره، ولكن على الرغم من ذلك، كانت هناك مقاومة من 12 أيلول وحتى 1 أيار بطرق مختلفة، لقد قاموا بالاغتيالات مرة أخرى، ولذلك، لقد كان الأول من مايو دائماً يوماً للنضال في تركيا.

يعتبر الأول من أيار أيضاً عيداً للاشتراكية، أو ينبغي اعتباره يوماً للاشتراكية، وينبغي تقييمه على أنه يوم نضال تحقيق الاشتراكية ضد الفردية الرأسمالية والاستغلال، يجب أن يُفهم الأول من أيار بهذه الطريقة، وبعد 125 عاماً من النضال، تحول الأول من أيار إلى هكذا يوم، وبلا شك، يجب على المرء أن يناضل من أجل نشر مفهوم الاشتراكية في المجتمع في الأول من أيار.

الأول من أيار هو يوم تطوير النضال المشترك للشعب الكردي

يجب أن ينُظر إلى الأول من إيار على أنه يوم كيفية خوض النضال من أجل الاشتراكية الديمقراطية ضد الرأسمالية وكيفية تطوير الاشتراكية، ولذلك، لا ينبغي اعتبار الأول من أيار على أنه مجرد ترديد وإطلاق للشعارات التضامنية والتجمع في الساحات فحسب، بل ينبغي في الوقت نفسه، تقييمه أيضاً على أنه يوم تجديد للوعي وتعزيز لذهنية خوض النضال.

ونحن نفهم يوم الأول من أيار بهذه الطريقة، ومما لا شك فيه، هو بالنسبة لنا، اليوم الذي يتطور فيه النضال المشترك للشعب الكردي مع شعوب تركيا، وفي الواقع أيضاً، إن الثوريين والديمقراطيين والاشتراكيين في تركيا كانوا يتوقون دائماً إلى شوقاً من هذا النوع، وكان لديهم تلك الذهنية لتطوير النضال المشترك للشعب الكردي وشعوب تركيا، ولذا، فإن الأول من أيار كان مهماً أيضاً بهذه الطريقة.

ولقد تم سحق وإسكات القوى الديمقراطية والكادحة في تركيا من خلال فاشية 12 أيلول، وفي الواقع، جرى تنصيب حزب العدالة والتنمية على سُدة السلطة لإكمال ممارسات 12 أيلول، وهذا ما ينبغي قوله، وفي الحقيقة، لقد مهّد انقلاب 12 أيلول الطريق أمام جماعة فتح الله والإسلاميين السياسيين، وأقدموا على فعل ذلك من أجل هذا؛ كانوا سيقومون على دمج الإسلاميين السياسيين مع الدولة، وإخماد وقمع الحركة التحررية الكردية وكذلك نضال الشعب الكردي على حداء سواء من خلالهم، وتهميش الكرد، وكذلك سحق التوجه اليساري أيضاً، ومما لا شك فيه، أنه جرى عرقلة وتعطيل 12 أيلول إلى حد ما من خلال نضالنا، وأرادوا إكمال الأمر مع أردوغان، وينبغي تقييم الأمر على هذا النحو.

وقد قام القائد أوجلان بتقييم ذلك على أنه بمثابة النهج الليبرالي لانقلاب 12 أيلول، وإن تقييم القائد أوجلان في المرافعات على هذا النحو، ويمكن رؤية الحقيقة أيضاً في الممارسة العملية.

لا بد من تصعيد النضال في الأول من أيار بشكل أفضل

لقد جرى الاحتفال بعيد نوروز ويوم الثامن آذار، والإبداء عن موقف مهم للشعب في الانتخابات، ولا بد من تصعيد ذلك الأمر في الأول من أيار، وينبغي كسر القمع والاستغلال اللذان تم إحداثهما منذ 12أيلول، واعتبارهما بمثابة مرحلة جديدة لتعزيز النضال الديمقراطي والتحرري لتركيا.

ولا بد من اعتبار الأول من أيار من هذا العام بمثابة بداية حقبة جديدة بحيث تم تنحية 12 أيلول جانباً وهزيمته بالكامل، وعلى هذا الأساس أيضاً، جرى تعزيز النضال الديمقراطي والتحرري للشعب الكردي ولشعب تركيا والكادحين والنساء، وانطلاقاً من هذا الأساس، أتوجه بالدعوة للشعب الكردي إلى ملء ساحات الأول من أيار وتصعيد النضال مع شعوب تركيا ومع العمال والكادحين في تركيا ومع النساء.

المجتمع انتفض في مواجهة تدمير القيّم الاجتماعية

برأي، لا بد من تقييم الانتخابات المحلية التي أُجريت في 31 آذار بشكل جيد للغاية، وينبغي تقيّمها بشكل صحيح، وعلى وجه الخصوص من قِبل الشعب الكردي والقوى الديمقراطية، وهذه الانتخابات التي أُجريت في 31 آذار، كان من الممكن أن تكون وسيلة للسلطة الحاكمة لترسيخ الأسلوب الليبرالي الذي حدث في 12 أيلول، وكان سيتم خلق تركيا جديدة، وكان أردوغان سيخلق تركيا التي كان يصبو إليها 12 أيلول، ويجب تقييمه على هذا النحو، ولكن ها هو قد مر 22 عاماً، ولكن لم يتمكنوا من النجاح في ذلك، ولتحقيق ذلك أيضاً، تعاون كل من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية معاً، خلال السنوات التسع الماضية، وأصبحا بمثابة كابوس يؤرق شعوب تركيا، وأنشأوا نظاماً قائماً على القمع لا مثيل له في العالم، ومارسا الضغوط على كل من الشعب الكردي وكذلك شعوب تركيا.  

أي تركيا أفرزتها قصص حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية؟ خلقا من خلال سياسة لم يسبق لها مثيل في أيّ مكان آخر في العالم، مثل هذا العداء في مجتمع تركيا لدرجة أنه حتى في الدول الفاشية لم يتم الإقدام على فعل أمر كهذا على هذا المستوى، وبات الجار ينظر إلى جاره بنظرة عدائية، وشُنّت حرب خاصة ككل، وجرى فرضها على المجتمع.

ولو كانت قصيرة المدى، فربما كان بإمكان المجتمع تحملها، ولكن كانت حرب خاصة تم شنّها لفترة طويلة لدرجة أن المجتمع أبدى سخطاً كبيراً تجاهها، وفي الواقع، يمكننا أن نقول هذا الأمر، إن السبب الكامن وراء تراجع السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية في 31 آذار هو انتفاضة تلك القيّم في المجتمع. 

الحقوق، العدالة، القانون، الضمير، المساواة؛ كل هذه القيّم حاضرة في المجتمع، حيث انتفض المجتمع، لأنه جميع هذه القيّم جرى تدميرها، نعم، لقد مُورست الضغوط وكان الاستغلال حاضراً، وشُنّت الاعتداءات على قيم المجتمع بأكمله.

ومن هذا الجانب، وبدون أدنى شك، مُنيت السلطة الفاشية لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية بالهزيمة، وقد أطلقت هزيمة من هذا النوع حقبة جديدة في تركيا، وفي الواقع، يمكنني أن أقول هذا؛ أسفرت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أيار 2023 عن نتائج مماثلة من هذا النوع، وقاموا بالحيل والألاعيب والمكائد هناك أيضاً، ومنذ ذلك اليوم، لم يفعلوا أي شيء، مع الرضا بالنجاح في الانتخابات، وكذلك لأسباب اقتصادية ولأسباب مختلفة، لحل العجز الحاصل في المجتمع.

ينبغي اعتبار النجاح في الانتخابات بمثابة البداية

لقد واصلوا ممارسة تلك الضغوط من خلال المقاربة التي مفادها لقد حققنا الفوز وتمت الموافقة علينا، والواقع هو أنهم هُزموا في الانتخابات في ذلك الوقت أيضاً، ينبغي تقييم الأمر على هذا النحو، وإلا فلن يكون هناك تغيير على هذا المستوى في غضون 10 أشهر، أي أن التغيير كان حاضراً قبل ذلك، وأودُ أن أقول ما يلي؛ لقد جرى القيام بالحيل، وحقيقةً، تنفس شعب تركيا الصعداء في هذه الانتخابات، وانتابه حالة من الارتياح، وهذا الجانب مهم للغاية، ويمكن القول إن فكرة حزب العدالة والتنمية لا يمكن هزيمته قد تبلورت تقريباً، حيث كان قد ربط المجتمع كله بنفسه من خلال الحرب الخاصة، ولقد تم كسر هذا النهج المتبع.  

وهناك مقولة لـ أبراهام لينكولن، وفي الحقيقة هي مقولة جميلة، يمكنكم دائماً خداع إنسان، ويمكنكم خداع مجموعة من حين لآخر، -أقولها كمثال- لكنكم لا تستطيعون دائماً خداع مجتمع وشعب، لأن المجتمع هو تنظيم تاريخي.      

وربما تؤثر بعض الأمور على إنسان ما، لكن المجتمع لديه تلك القيم التي تمكنه من التعبير عن استيائه من ناحية مشاعر الحقوق والعدالة والمساواة وقد رأينا ذلك في الانتخابات، ولذلك، انتصر في الانتخابات وحقق النجاح.

ولكن لا ينبغي لنا القول إن كل شيء سيتغير في هذه الانتخابات، وقد قالها بهجلي علانية: "لم نبني هذه البلاد بإجراء الانتخابات"، وأردوغان أيضاً لديه نفس التفكير، وأردوغان ليس في ذلك المستوى التي تخوله التخلي عن السلطة، وليس لديه تلك العقلية، وليس شخصاً ديمقراطياً.    

ولذلك، يجب النظر إلى هذه الانتخابات على أنها بمثابة انتصار وبداية، ولكن مع ذلك، من الخطأ أن يعتقد المرء بأن كل شيء سوف يتم إصلاحه وتحسينه من خلال هذه الانتخابات.

 

 

لا يمكن حل القضية الكردية دون الديمقراطية

وفي هذه الانتخابات ظهر ميل المجتمع نحو الديمقراطية، وفي الواقع، اتحدت جميع الاتجاهات الديمقراطية في المجتمع، وهذا نوع من النجاح للجبهة الديمقراطية، وينبغي أن ينظر إليه بهذه الطريقة، لقد كان هذا هو الموقف المشترك للأشخاص من خلفيات مختلفة الذين يريدون الديمقراطية، وكان هذا أيضاً موقف الكرد.

كان الكرد بالفعل ضد الوكلاء، إنهم يريدون بالفعل السيطرة على الحكومة المحلية في أراضيهم، إنهم يريدون أن يحكموا مدنهم في كردستان محلياً.

لكن هناك قضية أساسية بالنسبة للكرد، القضية الرئيسية للكرد هي حل القضية الكردية، إنها الحل الديمقراطي للقضية الكردية، وفي هذا الصدد، ظل الكرد يخوضون نضالاً كبيراً من أجل الديمقراطية منذ 40 إلى 50 عاماً.

إن الكرد يناضلون من أجل تحرير الشعب الكردي، ولكن من ناحية أخرى، فإنهم يناضلون أيضاً من أجل إرساء الديمقراطية في تركيا، لأن القضية الكردية لا يمكن حلها دون التحول الديمقراطي في تركيا.

وفي هذا الصدد، لماذا أظهر الكرد هذا الموقف في هذه الانتخابات، ولماذا تعاملوا مع كل أولئك الذين يريدون الديمقراطية، إن الجواب واضح، لأن القضية الكردية لا يمكن حلها إلا من خلال التحول الديمقراطي في تركيا، وفي هذا الشأن، يبني الكرد موقفهم على ما إذا كانت عملية التحول الديمقراطي ستتطور أم لا، فالانتخابات لا تتعلق بانتخاب هذا الحزب أو ذاك أو بفوز الحزب، هل ستتطور الديمقراطية؟ هل سيزداد التوجه نحو الديمقراطية في المجتمع التركي؟ هذه هي القضية الحقيقية، وسيكون موقف الكرد وفقاً لذلك.

لقد سبق أن قلنا أنه لا يوجد شيء اسمه أن البعض يستطيع حل القضية الكردية، وهذا يعني "عدم فهم واقع تركيا"، إنه سوء فهم لسياسة الدولة التركية تجاه الكرد، هل سيكون هناك تحول في تركيا أم أن تركيا ستصبح ديمقراطية؟ الإجابة على هذه الأسئلة سوف تحل القضية، سياستهم الرئيسية هي أنهم يريدون تدمير الكرد بشكل كامل، ويمكن تغيير هذه السياسة بعقلية ديمقراطية.

لا يمكن للنضال من أجل الديمقراطية أن يتطور من دون تحالفات

ومن ناحية أخرى، ما الذي يجب القيام به؟ لقد أجريت الانتخابات، وسواء جاء حزب الشعب الجمهوري أو غيره، لا يمكن أن نتوقع الكثير منهم، وبطبيعة الحال، الشعب لديه مطالب، لأن حزب الشعب الجمهوري أصبح الحزب الأول نتيجة للموقف المشترك لجميع القوى الديمقراطية، قد تكون هذه توقعات ومطالب الشعب والمجتمع، ولكن هذا يجب أن يُرى، ومن الضروري تطوير النضال من أجل التحول الديمقراطي، من الضروري التعامل مع البيئة بهذه الطريقة وتقييمها بهذه الطريقة، إذا كان الأمر كذلك، فسيتم تقييمه بشكل صحيح، وإذا قمنا بتقييم النتيجة على هذا النحو، فسوف نتمكن من إحراز تقدم على مسار التحول الديمقراطي في تركيا، إذا قمنا بتقييم الأمر بهذه الطريقة، فسوف نحرز تقدماً في حل القضية الكردية.

وبطبيعة الحال، لا بد أيضاً من الضغط على الأحزاب السياسية، ومن الضروري أن نعكس لهم مطالب المجتمع بالتحول الديمقراطي، فمن الضروري النضال من أجل إرساء الديمقراطية في تركيا، ومن الضروري إقامة تحالفات لهذا الغرض، ومن الضروري تطوير طرق وأساليب مكافحة ذلك، ولا يمكن أن يتطور النضال من أجل الديمقراطية بدون التحالف، ولن تتطور عملية التحول الديمقراطي في تركيا لمجرد أن الكرد يقولون إنهم سينتخبون بلدياتهم في كردستان، وفي هذا الصدد، من الضروري تقييم هذه البيئة الملائمة لإرساء الديمقراطية في تركيا.

مقاومة وان مليئة بالدروس المهمة

إن قوة المجتمع المنظم وتحالفه ونضاله ستغير أشياء كثيرة، ومقاومة وان مليئة بالدروس المهمة جداً، لماذا أعطوا شهادة الانتخاب لعبد الله زيدان في وان؟ لقد ناضلوا بشدة، ونهض الشعب في وان، ودعمته القوى الديمقراطية، وأيدته كل القوى الاشتراكية، كما دعمت المعارضة داخل النظام موقف شعب وان، ولم يقبلوا سياسة الحكومة ومصادرة شهادة الانتخاب، وهذا بالطبع خلق قوة وطاقة عظيمة. 

يجب أن يكون هذا معروفاً، لو لم تكن هذه المقاومة موجودة، لكان من الممكن الاستيلاء ليس فقط على وان، بل أيضاً على بلديات أخرى في كردستان، وكانوا سيقبضون على كل واحد منهم لهذا السبب، والآن، في ذلك اليوم الذي أعلن فيه المجلس الأعلى للانتخابات أنه يجب تسليم شهادة الانتخاب لعبد الله زيدان، لو لم يتم تسليمها، لنهضت آمد وإيله وشرنخ وقرس وجولميرك وجميع المحافظات الكردية، وستكون كردستان كلها مثلهم.

قدم جهاز الاستخبارات التركية تقريراُ قال فيه: "إذا لم يتم تسليم شهادة الانتخاب، فإن جميع المدن الكردية، وخاصة آمد، ستنهض في غضون ساعات قليلة بعد الإفطار، وقدم جهاز الاستخبارات التركية هذا التقرير إلى أردوغان، وبطبيعة الحال، من أجل تجنب مثل هذا الوضع، طلب أردوغان على الفور من رئيس المجلس الأعلى للانتخابات أن يمنح شهادة الانتخاب لعبد الله زيدان، لقد أدلى أردوغان بالفعل بتصريح قال فيه: " كان من الممكن أن تسبب بعض المنظمات الإرهابية استفزازات، وقد منعنا ذلك"، لقد حدث ذلك من خلال النضال. 

لقد كان نضال وان وموقف شرنخ وموقف المدن الأخرى فعالاً، في الواقع، لقد اتخذوا القرار قبل الانتخابات، لقد قرروا تعيين وكيل، تماماً كما حدث في عام 2019، لكنهم كانوا ضعفاء في الانتخابات، لقد أصبحت المعارضة أقوى وأصبح حزب الشعب الجمهوري هو الحزب الرائد، وبتعبير أدق، كان ذلك رد فعل المجتمع التركي على حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، لقد أظهر ميلاً نحو التحول الديمقراطي، لقد أضعفهم، وفي هذه العملية؛ عندما نهض شعب وان وأثر ذلك على كردستان، تراجعوا خطوة إلى الوراء، وحدث هذا من خلال النضال وتطوير التحالفات.

وفي الواقع، استطاعت مقاومة وان تشكيل تحالف طبيعي، يجب أن نرى هذا، هذا أمر قيم للغاية، وما يجب القيام به الآن هو تطوير التحالف الديمقراطي، كان هناك تحالف العمل والحرية، لكنه يحتاج إلى مزيد من التعزيز. 

دعونا نوسع تحالفاتنا ونشمل شرائح أوسع

أريد أن أؤكد على هذا، إن الذين يعارضون سياسة التحالف، والذين يقولون التحالفات كذا وكذا، هم الذين يريدون إضعاف نضال الشعب الكردي من أجل الحرية، بوعي أو بغير وعي، والبعض يقول جهل، فلنتعرف على قيمة التحالفات ونعمل على تطويرها، قد يكون هناك سهو وأخطاء، يمكن أن يحدث ذلك داخل التحالف، أو يمكن أن يحدث معنا، ولكن دعونا نطور التحالفات، دعونا نشمل شرائح أوسع.

وفي هذا الصدد، لا يمكن أن يتم ذلك بالقول إننا لن ننظم أنفسنا إلا من دون تحالف، سوف ننظم أنفسنا ونقيم تحالفات قوية، إذا لم ننظم أنفسنا، فلن نتمكن من تشكيل تحالف قوي، لكن ليس من الممكن أن ننظم أنفسنا فقط، نحن بحاجة إلى تطوير وتوسيع تنظيمنا في تركيا من خلال التحالفات، وهذا يحتاج إلى منحه أهمية، هناك طرق محدودة وغير كافية للتعامل مع هذه القضية؛ نحن بحاجة للتغلب عليها.

إذا أردنا دمقرطة تركيا وحل القضية الكردية على أساس الدمقرطة، فيجب منح أهمية لنضال التحالف هذا وتطويره، وتقام سياسات التحالف مع مجموعات واسعة جداً من الأحزاب، ولا يمكن الاتفاق على كل شيء على أي حال، لا يوجد شيء اسمه الاتفاق على كل قضية والتحول إلى تحالف، لقد تطورت الديمقراطية من خلال التحالفات في جميع أنحاء العالم، وكان هناك نضال من أجل التحالفات.
إن النضال ضد الرجعية والفاشية والنظام الاستبدادي يتم من خلال التحالفات، وفي هذا الصدد، ما الذي ينبغي عمله بعد ذلك؟ نحن بحاجة إلى تطوير تنظيمنا، من الضروري تطوير التنظيم في شمال كردستان وتركيا، ومن الضروري تنظيم الشبيبة والنساء، لكن أثناء القيام بذلك، من الضروري تطوير تحالفات في كل من كردستان وتركيا، هناك مجموعات مختلفة في كردستان، ولا بد من التحالف، لكن تحالفاتنا في كردستان يجب أن ترى التحالفات في تركيا مهمة أيضاً، فالعلاقات التي لا تعتبر التحالفات في تركيا مهمة هي علاقات خاطئة، ويجب على جميع الأحزاب السياسية الأخرى في كردستان أن تنظر إلى التحالف مع القوى الديمقراطية في تركيا على أنه أمر مهم، إذا كان الأمر كذلك، أعتقد أنه سيكون قد تم تقييم هذه الاختيارات بشكل صحيح، وتم تقييم هذه البيئة بشكل صحيح، إذا لم يكن هناك نضال بين التحالفات، فإن حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ستواصل هذه الضغوط والسياسات.
 

 

يتبع..