قيادي بالحزب الديمقراطي الأمريكي: أردوغان يتجاهل حقيقة سقوط مدنيين ضحايا بجنوب كردستان

تتصدر الانتقادات لممارسات دولة الاحتلال التركي سواء في شمال وشرق سوريا أو جنوب كردستان آراء كثير من السياسيين في العالم وكذلك التقارير الدولية، لا سيما ارتكاب جريمة التطهير العرقي بحق الكرد.

في هذا السياق، يقول كريج كاتز مستشار الحزب الديمقراطي الأمريكي، في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن تدخل تركيا العسكري في جنوب كردستان "شمال العراق" يشبه وجودها في سوريا، ويأتي هذا في إطار محاولاتها للقضاء على حزب العمال الكردستاني في العراق ومن هنا فإن ما تقوم به من هجمات يتماشى مع هذا الغرض.


ويضيف كاتز أن تركيا أقنعت نظام بغداد بحظر حزب العمال الكردستاني، وهو الأمر الذي شجع أنقرة على تكثيف هجماتها، لافتاً إلى أن أردوغان ينفي استهداف المدنيين ويتجاهل هذه الحقيقة، وذلك في تعقيب منه على كثير من التقارير التي تتحدث عن سقوط مدنيين في إقليم كردستان كضحايا للهجمات التركية.
وعن موقف الإدارة الأمريكية من عمليات الاحتلال التركي، يقول مستشار الحزب الديمقراطي الأمريكي إنه في حين تظل العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا متوترة، فإن علاقات واشنطن بالعراق أسوأ، فتركيا بصفتها عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، تحظى بدعم الولايات المتحدة بموجب المادة الخامسة.
ويشير كاتز إنه رغم هذا فإن الولايات المتحدة كانت أيضاً داعمة للمقاتلين الكرد باعتبارهم حصناً منيعاً ضد العناصر الإرهابية في المنطقة، كما أن الولايات المتحدة تعارض بشدة أي زيادة في أعداد الضحايا المدنيين، وحذرت أنقرة من مثل هذه الإجراءات.

تركيا تقوم بتطهير عرقي
في سياق متصل، يقول موقع منتدى دراسات الشرق الأوسط الأمريكي إن أردوغان يتبنى في التعامل مع الكرد خطة قبرص التي وضعها أسلافه، ففي عام 2018، أمر القوات التركية بدخول العديد من المناطق التي يسكنها الكرد في سوريا، ومنذ ذلك الحين، قامت القوات التركية بتطهير الكرد عرقياً من تلك المناطق، ورتبت استبدالهم بآلاف الأتراك والسوريين والفلسطينيين في المناطق المحتلة.
ولفت الموقع إلى أن تركيا أنشأت قواعد عسكرية في انتهاك للقانون الدولي، كما مارست الإرهاب المتعمد، مثل اختطاف الكرد وتدمير بساتين الزيتون، ويبقى التطهير العرقي مستمراً، وهو نفس ما فعلته عندما غزت في السابق شمال قبرص وطردت اليونانيين واستبدلت مكانهم الأتراك حتى أصبحوا يتفوقون الآن على أصحاب الأرض الأصليين.

ويقول الموقع إنه في الوقت نفسه، تحركت تركيا لتغيير المجتمع في المناطق الكردية التي تحتلها، فقد أدخلت المناهج التركية في المدارس العامة، وافتتحت مكاتب بريد تركية، بل وحتى حرماً جامعياً إقليمياً لجامعة غازي عنتاب، والآن تهيمن صور رموز الدولة التركية على الأماكن العامة التي توجد بها القوات التركية.

ويقول الموقع إنه الآن تظهر خريطة الطريق نفسها في اللعب على أرض الواقع بالنسبة لجنوب كردستان، أو شمال العراق، فبعد فشل محادثات السلام في عام 2015 بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، وسعت تركيا وجودها العسكري في العراق من خلال إنشاء قواعد على بعد أكثر من 20 ميلاً داخل الأراضي الكردية، وتتوغل الطائرات بدون طيار التركية على مسافة 180 ميلًا تقريباً داخل العراق، ومع أكثر من 15000 جندي ودبابة ومركبة أخرى ونقاط تفتيش جديدة، وبهذا تكرر تصرفات النظام التركي عملية التتريك التي لوحظت في شمال قبرص.

ويجمع كثير من المراقبين على أن ممارسات الاحتلال التركي تتم بتواطؤ من قبل حكومة بغداد المركزية التي يقودها محمد شياع السوداني، وكذلك عائلة البرزاني التي تدير جنوب كردستان "إقليم كردستان العراق"، لا سيما بعد زيارة الرئيس التركي إلى العراق في فبراير/شباط من العام الجاري وإبرام عديد من الاتفاقيات متعددة الأوجه.