كتاب مصريون يدعون لحراك عربي لوقف اعتداءات الاحتلال التركي في سوريا والعراق
يرى كتاب صحفيون مصريون أن هناك حاجة إلى أن يكون هناك حراك عربي لمواجهة هجمات الاحتلال التركي سواء في شمال العراق أو سوريا، منتقدين ممارسات نظام أردوغان وعدوان أنقرة.
يرى كتاب صحفيون مصريون أن هناك حاجة إلى أن يكون هناك حراك عربي لمواجهة هجمات الاحتلال التركي سواء في شمال العراق أو سوريا، منتقدين ممارسات نظام أردوغان وعدوان أنقرة.
في هذا السياق، يقول الكاتب الصحفي المصري فتحي محمود، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن ما تقوم به تركيا ليس بجديد، فقد اعتدنا على أعمالها العدوانية على مدار السنوات الماضية والإمعان فيها خاصة ضد الشعب الكردي سواء في سوريا أو العراق، ولكن يبدو أن الأوضاع السياسية الصعبة التي يعيشها النظام التركي وأفول نجمه كما رأينا خلال الانتخابات البلدية الماضية هي التي تدفعه للإمعان أكثر في هذه الأعمال العدوانية.
وأضاف محمود أن هذه الاعتداءات التي تطال الأبرياء وتستهدف البنى التحتية في المناطق الكردية سواء في شمال العراق حالياً أو في شمال سوريا من قبل تأتي بالمخالفة لكل الأعراف والمواثيق والعهود الدولية والأعراف الإنسانية، وتكشف عن المساعي التركية للتوسع والتمدد عبر الاحتلال والاعتداء وتغيير الديمغرافية السكانية لهذه المناطق.
محاولات النظام التركي للهروب من أزماته
ولفت الكاتب الصحفي المصري إلى أن النظام التركي يحاول الهروب من مشاكله الداخلية وأزماته المتلاحقة سواء السياسية أو الاقتصادية عبر الاعتداءات الخارجية، ولا يزال يتبع نفس الأسلوب الذي كان يتبعه في السابق عبر إرهاب الكرد والحديث عن مخاطر تطال الأمن القومي التركي، إلا أنه في واقع الأمر هذه الأساليب لم تعد تنطلي على الشعب التركي ولم تعد هذه اللعبة التي يمارسها أردوغان ذات تأثير، بدليل نجاح المعارضة في الانتخابات المحلية الأخيرة.
ويؤكد محمود أن أردوغان يمعن في اعتداءاته على شمال العراق أو جنوب كردستان في الوقت الذي كان يقول من قبل إنه يغير سياساته ويعيد النظر في تحركاته الخارجية، وهو ما وصفه البعض بـ "الاستدارة للخلف"، لكن الممارسة الواقعية أكدت أنه لم تحدث استدارة إلى الخلف، بل ما حدث العكس ولا يزال النظام التركي يعمل بنفس العقلية العدوانية التوسعية.
وفي ختام تصريحاته، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، شدد الكاتب الصحفي فتحي محمود على أنه للأسف البعض يعتبر الاعتداءات التركية أمر يخص الأتراك والكرد فقط، وهذا أمر خاطئ لأن الكرد أو مناطق الكرد تشكل أهمية كبيرة للأمن القومي العربي، وأي مساس بها مساس بالأمن القومي العربي، داعياً إلى ضرورة أن يكون هناك حراك عربي رافض لممارسات أنقرة.
حيل أردوغان الصهيونية
بدوره، يقول الكاتب الصحفي المصري وليد الرمالي، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن النظام التركي يتخذ من محاربة الإرهاب وحماية الأمن القومي ذريعة للتغطية على أطماعه التوسعية وعدوانه على دول الجوار، وبينما يواجه ضغوطاً سياسية غير مسبوقة يحاول أن يوحد الدولة التركية خلفه تحت مشروع محاربة الإرهاب المزعوم، وهي نفس الوسائل والحيل التي يستخدمها الصهاينة.
وأضاف الرمالي أن أعمال الاحتلال التركي في شمال العراق ما هي إلا تعبير عن حالة الفشل التي وصل إليها نظام العدالة والتنمية وفشله في هزيمة حزب العمال الكردستاني، كما أنه يواجه فشلاً داخلياً غير مسبوق، وبالتالي ليخرج من هذه الأزمة يقوم بمهاجمة الأراضي العراقية ويستهدف أناس أبرياء باستخدام الأسلحة الأمريكية الثقيلة، مشيراً في هذا السياق إلى أن تقارير أمريكية أشارت إلى أن أكثر من 300 دبابة تركية دخلت إلى الأراضي العراقية.
وقال الكاتب الصحفي المصري إن العدوان التركي الحالي يهدف إلى فصل جزء من شمال العراق وضمه إلى الدولة التركية إلى جانب المنطقة العازلة التي فرضتها في شمال وشرق سوريا، وهي تعتبر أن الأجزاء التي دخلت إليها ليست ضمن الأراضي العراقية، بل جزء من تركيا، منتقداً في هذا السياق موقف الحكومة العراقية من هذا العدوان والصمت الواضح من قبل حكومة بغداد.
واعتبر الرمالي أن هناك صمتاً دولياً متعمداً أمام ممارسات تركيا مستفيدة في ذلك بالصراع الأمريكي الروسي ورغبة كل طرف في جذب أنقرة إلى صفه، مؤكداً أنه أياً كان الموقف الدولي فما يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن ما تقوم به أنقرة اعتداء على الدول العربية.
تقاعس عربي؟
وعلى ذكر الدول العربية، انتقد الكاتب الصحفي المصري المواقف العربية من التدخلات التركية في المنطقة، وأشار في هذا السياق إلى أنه كانت هناك لجنة عربية مشكلة لمواجهة التدخلات التركية في الدول العربية، لكن للأسف فجأة اختفت هذه اللجنة ولم نعد نسمع عنها ولم تنفذ أي من قراراتها.
وأضاف، في ختام تصريحاته لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن الموقف العربي متقاعس تجاه الاعتداءات التي تطال العراق، كما أن هناك بعض الفصائل العراقية متقاعسة كذلك عن مواجهة الاحتلال التركي مثل عائلة البارزاني التي تدعم أنقرة في تلك الممارسات وتعمل معها، داعياً إلى ضرورة أن تتحرك الدول العربية لمواجهة اعتداءات تركيا لأنها اعتداء على كل الدول العربية.