قال القيادي الفتحاوي د. أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن العدوان التركي الأخير على مناطق في إقليم كردستان تأتي من منطلق أطماع أردغان الوضحة في كردستان ورغبته الواضحة في التوسع التركي، مُشيرًا إلى أن ما حدث مؤخرًا في غزة أخرج أردوغان أخيرًا من مشهد القضية الفلسطينية.
وأكد القيادي الفلسطيني دكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن أطماع الرئيس التركي أردوغان لا تزال هي المحرك الاساسي لهرغم ما يعبر عنه من تغيير في سياسته وعلاقتها ببعض الدول ومنها مصر، لافتَا إلى أن عدوانه على كردستان يؤكد أنه رغم ذلك لازال يبقي على أطماعه أيضًأ.
وقال الرقب في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء ANF تعقيبا على الهجمات التركية الأخيرة على مناطق متفرقة في إقليم كردستان، رغم سياسة التهدئة التي تدعيها تركيا تجاه إقليم الشرق الأوسط والدول العربية: "بالتأكيد أردوغان رغم رؤيته في تغيير علاقته ببعض الدول في المنطقة وبشكل خاص مصر، لكن حقيقة الأمر أطماع أردوغان كما هي فهو لازال يسعى للسيطرة بشكل كبير على مناطق في العراق وسوريا، من ضمنها كردستان العراق، وحتى غلى أبعد من ذلك كأحلامه في ليبيا، والهدف الأساسي له هو توسيع امبراطوريته التركية وعودة فكرة السلطان العثماني مرة أخرى".
وتسائل الرقب: لماذا تغيرت العلاقة مع مصر؟ وشهدت بعض التحسن، والذي أعتقد أنه تحسن محفوف بالخطر لأن هناك تراجع تدريجي بعد الحرب على قطاع غزة. هو شعر بأنه لا يستطيع أن يفعل ما يريد في ليبيا ولا في فلسطين وبالتالي تراجع عن معاداة مطلقة تجاه النظام في مصر، وبدأ بتغيير هذه العلاقة، لكن الواضح أن هذا التغيير سيكون مؤقت، لأنه عندما شعر أنه لا وجود له في الوضع الأخير في قطاع غزة وعودة مصر لدورها الكبير في المنطقة، أحدث بصراحة ردة فعل لدى أردوغان بأنه خارج المشهد في فلسطين، وهو الذي كان يبيع شعارات خلال الحرب الأخيرة، وبالتالي فإن تراجعه هو شيء متوقع منه نتيجة تراجع حضورة في القضية الفلسطينية، لكن أيضا فإن هذا التراجع تجاه المصالحة مع مصر وترتيب أوراقه في المنطقة قد يكون مؤقتا وسرعان ما سيتغير ويعود من غيه للحالة الطبيعية لأنه لا يستطيع أن يستمر في عداء كل المحيط.
وأضاف "لكن أطماعه في كردستان هذا أمر واضح، لأنه لا يريد أن يكون هناك أيه حقوق للكرد في المنطقة لذلك فإنه قد يستمر كما هو، وبقاء جيوب له في سوريا والعراق هذا شيء متوقع بالنسبة لأطماعه وسعيه للتمدد الجغرافي، لكنه أيضًا قد يتراجع عن هذا ويرتب أوراقه في معاداة مصر، في حضوره في لبيا، وأيضا سيعيد علاقته مع المحيط في ضوء السعي لإعادة العلاقة مع مصر وقد يكون هذا قريبًا".
وحول الانتهاكات التركية المتواصلة على إقليم كردستان والتي تثير استفاهامات حول النهج الترمي وأهدافه وسبل مواجهة هذا التحرك الذي يمثل احتلال فعلي واستهداف حقيقي لشمال العراق كما الكال في شمال سوريا، قال الرقب: "للأسف الحالة العربية حتى هذه اللحظة لم تتعاف بشكل كبير جدًا مما سهل على أردوغان زيادة أطماعه في المنطقة العربية ومن ضمنها كردستان العراق، والتي تعد جزء من المنطقة، ونحن في فلسطين مع أن تقرر كل الشعوب مصيرها ومن ضمنها الشعب الكردي فمن حقه أن يقرر مصيره في إقامة دولته، أو أن يندمج مع دول أخرى هذا ما يقرره الشعب الكردي. ما تقوم به تركيا في أرضها من منع الكرد من ممارسة حقوقهم وكذلك الاعتداء على الكرد في سوريا والعراق يأتي في سياق عدم رغبة الأتراك في أن يكون هناك بروز للقوة الحقيقية للشعب الكردي وهذا بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين مرفوض بشكل أو بآخر، ونتيجة عدم تعافي المنطقة العربية بشكل كامل بعد الخريف العربي الذي مرت به المنطقة نرى أردوغان لازال يمارس هذه الأطماع في الأراضي العربية ومن ضمنها المناطق الكردية سواء في إقليم كردستان العراق أو في شمال شرقي سوريا".
وحول التأخر في إبداء موقف عربي وإقليمي تجاه ما يحدث في وقت نددت الولايات المتحدة فيه بالاعتداء التركي السافر على اللاجئين في مخيم مخمور قال: "بصراحة نحن لا نقيس أي موقف عربي على الموقف الأمريكي فالولايات المتحدة تكيل بعدة مكاييل في المنطقة، وحسب رغبتها يكون موقفها، فنحن لم نر موقف لها تجاه ما قام به شعبنا الفلسطيني، لكن عندما تتحدث عن قصف تركي ضد الأطفال في مخيم مخمور أو في غيره من مخيمات اللجوء وحتى في المدن الكردية نعرف أن هذا الأمر هو تسييس أمريكي للأمر ومحاولة أمريكية للبقاء في المشهد. وإن أرادت أن تكون الولايات المتحدة هي الحاكم للعالم، كوننا نعيش في عالم أحادي القطبية تقوده الولايات المتحدة، أن تكيل الأمور بمكيال واحد ولكن هذا للأسف غير موجود على الإطلاق".
وأردف: "بالتأكيد عربيًا يتأخر في ملفات كثيرة جدًا ولا يلام العرب على عدم اتخاذهم مواقف كثيرة سواء المواقف من الاحتلال التركي لمناطق عربية وأيضًا اعتدائها على مخيمات في أراضٍ عربية وبشكل عام فإن الوجود التركي في المنطقة بشكل عام مرفوض إلا إذا جاء باتفاقيات حقيقية، لكن أن يأتي عبر قوة عسكرية فإن هذا مرفوض، خرجت بعض البيانات العربية وحتى من الجامعة العربية تدين الاحتلال التركي في سوريا لكن دون اتخاذ مواقف بشكل متتالي والضغط على تركيا فهناك حجم التبادل التجاري كبير جدا بين الدول العربية وتركيا، لكن نحن في النهاية لا نعادي الشعب التركي لكن نعادي بالتأكيد نظام لا يعطي الشعوب حقوقها ويعتدي عليها، كما أن الاعتداء على الأراضي العربية والاعتداء على الكرد في الأراضي العربية هو مرفوض بشكل طبيعي ويجب أن تكون هناك مواقف عربية جدية في هذا الأمر".