كشفت صحيفة "دير ستاندرد" النمساوية، عن إرسال 69 من الحائزين على جائزة نوبل في مختلف التخصصات رسالة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل الإفراج عن القائد عبد الله أوجلان وإيجاد حل سلمي للقضية الكردية.
وأوضحت الصحيفة النمساوية، العديد من الأسباب التي دفعت تلك الشخصيات البارزة لإرسال العريضة الموقعة من حائزي جائزة نوبل، مثل أن القائد عبد الله أوجلان رمز للشعب التركي ودوره في حل القضية الكردية، وأن الجانب التركي هو المسؤول عن انهيار وقف إطلاق النار، ودور حزب العمال الكردستاني في محاربة داعش.
أوجلان قائد للشعب الكردي ومفتاح لحل قضيته
يرى حائزو جائزة نوبل أن القائد عبد الله أوجلان، هو رمز للشعب الكردي، وشخصية رئيسية في نضال الكرد من أجل الحكم الذاتي والحرية، ويحظى بالاحترام كقائد لهم من قبل العديد من الكرد خارج تركيا، مشيرين إلى أن القائد عبد الله أوجلان هو شخصية رئيسية في حل القضية الكردية، لأنه من داخل السجن، دعا مراراً وتكراراً إلى حل سلمي للصراع مع تركيا وأعلنت قوات الكريلا وقف إطلاق النار.
وأشارت العريضة إلى مسؤولية الجانب التركي عن انهيار وقف إطلاق النار، حيث أعلن أردوغان رسمياً إنهاء عملية السلام في تموز 2015، وبدأت القوات التركية في الضغط على حزب العمال الكردستاني والأحزاب والمنظمات الكردية التي اشتبهت في أن لها علاقات وثيقة معها، كما أن الهجمات ضد الكرد تحدث أيضاً في العراق وسوريا.
وفي هذا السياق، تقول آمنة خضرو المتحدثة باسم المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان بحلب في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن قضية القائد عبد الله أوجلان هي قضية عالمية بكل الأحوال بغض النظر عن انضمام شخصيات مرموقة سياسية أو فكرية أو عالمية، أو علماء حائزون على جائزة نوبل ولكن بالتأكيد هذه إضافة لأنها قضية عالمية، حيث أن القائد يمثل رمز سياسي وثقافي ومجتمعي وأحد أبطال الكرد.
وأضافت، أن القضية الكردية مشكلة عالمية، حيث لا يمكن إنكار 40 أو 50 مليون مواطن كردي في منطقة تشابك للصراع، وتم تقسيمهم على أربع دول في منطقة الشرق الأوسط الكبير، هم أقلية أكثرية، أو أكثرية قليلة العدد لأن عددهم يتجاوز 40 مليون ما يجعلهم أكبر أقلية في العالم إذا جاز لنا تسميتهم بالأقلية، ولكنهم يعانون من اضطهاد ومشاكل الهوية ومشكلات سياسية مجتمعية، مبينة أن رمز الشعب الكردي هو القائد عبد الله أوجلان واحترامه واجب على المجتمع الدولي وليس اعتقاله واتهامه باتهامات باطلة.
بينما يقول رامي زهدي، السياسي المصري المستقل في تواصل هاتفي مع وكالة فرات للأنباء (ANF)، إن توقيع 69 شخصية هي خطوة إيجابية وخطوة مؤثرة، متسائلاً: "إذا لم نستمع إلى علماء وأدباء ومؤرخين وسياسيين فلمن نستمع".
وأضاف، أن حائزو نوبل يعبرون عن أصوات عاقلة، مبيناً أن تلك الشخصيات قبل أن تؤيد موقف القائد أوجلان هم جمعوا معلومات ودرسوا عن القضية، لأنهم غير مضطرين أن يتبنوا هذا الموقف إلا لسبب وحيد هو أنهم مقتنعين به".
ولفت "زهدي" في ختام تصريحاته لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إلى أن العريضة من أجل حرية القائد عبد الله أوجلان تؤكد أن قضية الكرد هي قضية عادلة وتسوية وضع الشعب الكردي في المنطقة أمر تحتاجه شعوب المنطقة والعالم مثلها مثل عدد من القضايا الشائكة والمعقدة سواء القضية الفلسطينية أو غيرها.
إنهاء العزلة الجسدية
وتطرق الأكاديميون الحائزون على جائزة نوبل في رسالتهم إلى أردوغان، إلى وضع العزلة الذي يعيشه القائد عبد الله أوجلان، ووصفوا ظروف السجن في جزيرة إمرالي بأنها "غير إنسانية" وتعد "عزلة شديدة تجاه القائد أوجلان".
ودعا الموقعون على العرضية، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يعود مرة أخرى إلى طريق السلام، مشيرين إلى أن السلام ممكن وأنه يجب أن تقوم أنقرة بالسماح بانخراط أوجلان في هذه العملية وأن تنهي على الأقل عزلته في جزيرة إمرالي.
وحول موضوع إنهاء العزلة، أشارت المتحدثة باسم المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان بحلب، إلى أن انضمام 69 شخصية من حائزي جائزة نوبل وهم علماء أو أدباء أو مؤرخين أفادوا الإنسانية بما يحقق رصيد من الأمن والرخاء والرفاهية للإنسانية كلها، وبالتالي هم يرون القضية الإنسانية للقائد أوجلان وكيف أنه يعبر عن رمزية، مبينة أن عملية اختطاف أو احتجاز أحد الرموز لشعب بهذا العدد واستمرار الحجز دون تقديم دلائل قانونية أو إفادة هي عملية قمع لم تحدث إلا لقتل القضية الكردية أو السيطرة عليها.
وقالت آمنة خضرو في ختام تصريحاتها لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن أحد أسباب تلك العريضة هو تحفيز اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب والاتحاد الأوربي، لأنهم متخاذلين مع السلطات التركية، وهذه المبادرة سلطت الضوء على القضية واعطتها زخم عالمي ولذلك انضمامهم للحملة العالمية التي انطلقت تحت شعار الحرية لأوجلان الحل السياسي للقضية الكردية، لاقت زخم وتأييد لشخصيات نوعية تساهم من أجل مساندة الحملة.
الموقعون على العريضة
وأشارت الصحيفة النمساوية، أن الرسالة وقعت في الأساس استجابة لطلب جودي ويليامز، وهي ناشطة سياسية أمريكية كانت ترأس سابقاً منظمة الصليب الأحمر، وحصلت على جائزة نوبل بسبب تدشينها الحملة الدولية لإزالة الألغام الأرضية.
ووقع على العريضة الكثير من الأسماء البارزة من الحاصلين على جائزة نوبل، والذي كان منهم الأديبة النمساوية ألفريدة جيلينك الحائزة على نوبل والتي تتحدث روايتها عن المرأة ووضعيتها في المجتمع النمساوي وهي إحدى الكاتبات المدافعات عن حرية المرأة.