زوزان جوليك: سنقضي على العدو بقوة المرأة، الحياة، الحرية ـ تحديث

صرحت عضوة القيادة المركزية لوحدات المرأة الحرة ـ ستار، زوزان جوليك، أنهن يأخذن زمام المبادرة في إرساء مبادئ الدفاع عن النفس لنضال المرأة على مستوى الإقليمي، وقالت: "سنقضي على العدو بقوة المرأة، الحياة، الحرية".

تحدثت عضوة القيادة المركزية لوحدات المرأة الحرة ـ ستار، زوزان جوليك لوكالة فرات للأنباء ANF بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الكادحة الذي يصادف 8 آذار، وأجريت المقابلة مع زوزان جوليك في الجزء الأول على النحو التالي:

كيف تؤثر الحروب المتزايدة حول العالم على حياة المرأة؟

في هذه المرحلة التي نتقدم فيها من خلال السير نحو ثورة المرأة بشعار "المرأة، الحياة، الحرية"، في البداية أبارك يوم 8 من آذار، اليوم العالمي للمرأة الكادحة على جميع نساء العالم، ونعبر عن إيماننا وتصميمنا من أن المرأة ستبني مجتمعاً حراً قائماً على الإنسان الحر والحياة الحرة من خلال خوض النضال من أجل الحرية، وأحيي بكل احترام ومحبة وامتنان القائد آبو، الذي أخرج النضال من أجل حرية المرأة من وضع يتم ذكره في يوم ما وبذل جهوداً كبيرة لضمان أن الحياة كلها تسير على أساس الحرية مع أيديولوجية حرية المرأة وآمن بالمرأة وتولى القيادة في كل الظروف، إن الثامن من آذار هو تاريخ النساء اللاتي حاولن الاحتجاج من أجل حقهن في العمل والحياة وقُتلن بطريقة وحشية بسبب ذلك، أي تاريخ أولئك الذين ضحوا أنفسهم من أجل الحرية، وبهذا المعنى، استذكر في شخص 123 امرأة عاملة فقدن حياتهن جراء حرقهن أحياء في أحد المصانع، كلارا زتكين، روزا لوكسمبورغ، أخوات ميرابيل، بسي، ظريفة، النساء المقاومات اللاتي قتلن على يد طالبان في أفغانستان، سكينة جانسز، مهريبان ساران، بسي آنوش، رحيمة قهرمان، بنفش آغال، كولناز كاراتاش، زينب كناجي، سما يوجا، آينور نارين، آندريه وولف، هفرين خلف، ريحان عامودا، هيلين شركس، شيلان كوباني، ألفتريا فورتولاكيس، آزي ملاذكرت، دلال آمد، أفين غوي، رابرين آمد، بيريفان زيلان، أيفا ماريا ستيكر، بيشنك بروسك، صورخين روجهلات، ليلى صورخوين، دوغا فيان، سارة وروكن، جميع شهداء النضال من أجل حرية المرأة في العالم باحترام وامتنان، لقد تعلمنا منهن وسنسير على نهجهن وسنحقق ثورة المرأة بالقوة التي نستمدها من ذكراهن.

على الرغم من أن الوضع الحالي لم يعرّف رسمياً في قانون الدول، إلا أنه في الواقع هو الحرب العالمية الثالثة، كما عرّفها القائد آبو، فإن الحرب العالمية الثالثة تجري أحياناً على شكل حرب ساخنة، وأحياناً على شكل حرب دبلوماسية، لكنها مستمرة في التطور، وإن محاولة الحكومة إعادة تصميم نفسها تسببت بحدوث دمار ومعاناة جمة، وهذا أدى إلى تكبد خسائر كبيرة وانهيار اجتماعي، كما هو معروف، فإن الأزمة الهيكلية للنظام والصراعات التي تستمد مصدرها من كل المشاكل تظهر إلى العيان، وهذا يوفر أيضاً فرصة لحلهم، حيث يُعرف القرن الحادي والعشرين بأنه "قرن المرأة"، وحقيقة ذلك توضح المشكلة وتخلق فرصة لحلها، ومن ناحية أخرى، تمثل الحرب العالمية الثالثة أيضاً فترة تم فيها تنفيذ السياسات الحاكمة بشكل مكثف على أساس القضاء على فرص حرية المرأة، والتلاعب بالتناقض بين الجنسين الذي أصبح واضحاً، وعلى الرغم من تزايد التعبير عن حقوق المرأة في الخطاب السياسي حول العالم، إلا أن يتم استهداف القوى النسائية المنظمة وتتزايد العنف ضد المرأة في كل مكان تقريباً، وإدراج المرأة في جيوش العديد من الدول لا يعتمد على الوعي بهوية المرأة، بل من أجل السيطرة على الحركة النسائية المنظمة وجعلها عديمة الجدوى، على سبيل المثال، على الرغم من أن الناتو منظمة حرب ودمار، إلا أن ممثلات الدول في الناتو يقولون: "الناتو تمثلنا" وهذا ما يجعل من حقيقة المرأة أداة، ويشوه حرية المرأة وموقفها التنظيمي، ويهدف هذا النهج الذي يشكل خطراً إلى مهاجمة النساء، وينبغي تعريف كل هذه الأمور على أنها هجمات ضد النساء استناداً إلى سياسات الحرب الخاصة خلال الحرب العالمية الثالثة.

وكجزء من هذا، يؤدي الاحتلال العسكري والهجمات المتزايدة إلى عواقب وخيمة من الدمار، على وجه الخصوص، تستهدف الحرب المكثفة في الشرق الأوسط كلاً من المرتزقة المنتشرة في الميدان بالوكالة وهجمات الاحتلالية التي تشنها جيوش الدول على الشعوب، والأهم من ذلك كله، أنها تجعل النساء مركز الدمار، كما يجعل احتلال البلدان، وهجمات المرتزقة، والاستخدام الواسع النطاق لأساليب الحرب الخاصة، النساء عرضة لجميع أنواع العنف، وهذا ما أدى إلى تزايد موت النساء والأطفال في الحرب، وبينما تؤدي سياسات الإبادة الجماعية الجسدية إلى هجمات تهدف إلى التدمير، فإن معضلة الموت أو الهروب تُفرض بناءً على استراتيجية إخلاء وتسليم المنطقة المعرضة للهجوم من خلال قطع روابط المجتمع والنساء مع الوطن والمجتمع، إذ تتعرض المناطق المدنية لضربات قوية، ويتم احتلالها عبر كسر مقاومة الشعب، ففي أعماق الحرب بين أوكرانيا وروسيا، وحماس وإسرائيل، وما حدث بعد وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان، والحروب في سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، وما إلى ذلك، تكون النساء هن أكثر ما يتعرضن للقمع، كما هو الحال دائماً يتم قتلهن وعزلهن عن بلدانهن ويواجهن جميع أنواع هجمات الاغتصاب، لذلك، يتم القضاء تماما على جميع الظروف التي تدعم الحياة.

والهجرة القسرية هي أيضاً سياسة الحرب، أولئك الذين يغادرون بلادهم يفقدون اجتماعيتهم، ويصبحون عرضة لجميع أنواع الهجمات، من ناحية يواجهون الحرب ومن ناحية أخرى يتم استخدامهم كونهم ضحية للحرب مرة أخرى كسلاح ضدهم، ويمكن تقديم آلاف الأمثلة حول هذه المواضيع، حيث أصبحت القوانين الدولية وغيرها لا تحمي المرأة والمجتمع، فهي لا تتعدى كونها أدوات لا يمكن استخدامها بشكل متبادل إلا عند الحاجة إليها في الصراع الدبلوماسي بين الدول، وعندما تتزايد جرائم الحرب، تصبح حياة النساء وأجسادهن متاحة لجميع أنواع الأسواق، وتستخدم كل أنواع الأساليب القذرة، من مافيا الأعضاء إلى الدعارة، ومن العمالة الرخيصة إلى سوق المخدرات، ومن فرض التجسس إلى الانحلال الأخلاقي، وتكون النساء هن أكثر من غيرهن ضحايا لهذه السياسة، في الحقيقة، تؤثر الحرب على المرأة أكثر من غيرها وتستهدف المجتمع في شخصها.

ما الذي يمكنك أن تقولينه عن سياسات الحرب الخاصة التي تنتهجها الدول المهيمنة في كردستان تجاه المرأة الكردية؟ كيف تؤثر هذه السياسات على حياة المرأة؟

تطورت حرية المرأة بقيادة القائد آبو في واقع كردستان، وبينما تهاجم الدول المستبدة الهوية الكردية الحرة وكردستان الحرة ومفهوم الأمة الديمقراطية القائم على وحدة الشعب، فإنها تهاجم الأساس الذي يوفر أكبر قدر من التنمية الاجتماعية، وبهذا المعنى، يتم تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية بحق المرأة، ويستهدف أعداؤنا التنظيمات النسائية ورائداتها خلال هجمات الاحتلالية والتدميرية، كما يعملون على تحييد ذاكرة وتمثيل تطور الحرية، وعلى هذا الأساس يتم تنفيذ كل من الهجمات العسكرية والحرب الخاصة متعددة الأوجه، كما يستهدف جيش الاحتلال من خلال هجماته، قوات الكريلا، ويوجه ضرباته نحو نقاط مدنية، ويستهدف كل امرأة تسعى إلى الحرية، ويريدون منعها من ممارسة السياسة، لذلك يستخدمون أساليب نشر التنظيم، الاعتقال والعنف، ويسعون إلى تدمير إرادتها، كما تستهدف الحرب الخاصة واقع المجتمع الذي تقوده المرأة الحرة، وتحاول إضعاف إرادة المجتمع المتقدم، وتمارس كافة أنواع العنف ضد مجموعات المقاومة، بهدف الهجرة بشكل مكثف من أجل إخلاء كردستان من سكانها، ولهذا الغرض، ومن أجل إضعاف ارتباط المرأة بالوطن، تنفذ سياسات جر النساء إلى الحياة الحداثية وعزلها عن المجتمع، وعلى هذا الأساس، يحاولون خلق الخوف عبر الضغوطات العسكرية من خلال المجموعات المتعاونة والدعاية القذرة، في واقع الأمر، إحدى نتائج الحرب هي الهجرة المكثفة، إنهم يطورون شروط استخدام النساء والأشخاص الذين فصلوهم عن نظامهم ومجتمعهم بشتى الطرق، ويستهدفون الشابات، وينفذون عمليات استخباراتية مكثفة على أساس صنع المخدرات وتزييف المشاعر والبحث عن الحياة الزائفة، كما يستهدفون المرأة والمجتمع من خلال أعمال التجسس، أو يهدفون  إلى ارتقاء المرأة إلى مستوى يضر المجتمع.

وأكد القائد آبو أن المجتمع يتحرر بحرية المرأة وهذا ما حدث ويحدث في الممارسة العملية، ومن أجل كسر هذه الدائرة يطبق العدو مفهوم كسر المقاومة وكسر المجتمع بمساعدة المرأة ويحاول الانتقام من القائد آبو وفلسفة الحرية، إن الحرب الخاصة المتعددة الأوجه والتي تدور رحاها في كردستان، فإذا انتبهنا، فقد زادت من الهجمات العدائية ضد النساء منذ عام 2015 مع الهجمات ضد كردستان، فهو يستهدف النساء ويحاول تحطيم شخصيتهن ويثير الخوف في المجتمع الذي لا يستطيع الاستجابة والتصرف والتقبل لهذا الوضع، وتهدف بهذه الطريقة إلى إدراك حقيقة المجتمع المنفصل عن قيمه، كما يحاول كسر وحدة المرأة وخلق حالة من عدم الثقة من خلال التجسس، إنه يشن هجمات احتلالية ويحاصر ويجوع الشعب، ويجبر المرء على خيانة نفسه ومجتمعه مقابل المال، وبهذه الطريقة يهدف إلى تدمير معايير الأخلاق الاجتماعية، ففي كردستان، يتم الاستغلال الاقتصادي والثقافي والعسكري بأشد الطرق، وكذلك ضد النساء، اللاتي يشكلن أكبر مساحة للمقاومة، ينفذ عليهن سياسات قذرة من خلال تشويه هويتها وتبديد شخصيتها، وبينما يستمر قطاع الدعارة في العمل بشكل مستمر كوسيلة من وسائل الحرب الخاصة، فإن الهجمات يتم تنظيمها من قبل الدول نفسها من أجل حث النساء على الانخراط فيه أو منعهن من عرقلة ذلك عن طريق الابتزاز، إذ يتم اختطاف النساء في المناطق المحتلة، وتنفذ المرتزقة كافة أنواع الاعتداءات اللاإنسانية، وتمهد الطريق لهيمنة الذكور على الواقع الاجتماعي وتعزيز أرضية العنف من خلال نواحي عديدة منها ناحية التدمير الجسدي، ومن ناحية أخرى، الانحطاط الاجتماعي والثقافي، الانهيار الاقتصادي، تصفية التنظيم، اعتقال وأسر النساء، وما إلى ذلك، ويتم استخدام كل هذه الأساليب معاً، بحيث لا يزال الاستيعاب وهوس الحياة المزيفة الحداثية ساري المفعول باستمرار، إن التطور التحرري الذي تحقق بقيادة قائدنا قد كشف عن الأخلاق والتنظيم والموقف الاجتماعي والوعي بالهوية والتنمية التي يقوم عليها ذلك.

ومن ناحية أخرى، يحاول العدو تقويض هذا التطور وتشتيته والقضاء بهجمات متعددة والأساليب العسكرية، ممارسات الحرب الخاصة، تحويل الدين والمنظمات إلى أدوات واستخدامها كطريقة وما إلى ذلك، وقد حولوها إلى مراكز للمرتزقة وبهذا يحاولون ممارسة جميع أنواع الضغوط والهجمات على مجتمعنا وأشجارنا وترابنا وطبيعتنا وثقافتنا، يضعون عظام الأطفال في صناديق ويرسلونها إلى أمهاتهم من أجل إيقاف مقاومتهن، والهدف الرئيسي من كل هذه الهجمات هو إبعادهن عن النضال وإخضاعهن، وذلك لأنه يخاف من النساء أكثر من أي أحد آخر.

إذا انتبهتم، فإن سياسة المرأة في جمهورية تركيا هي نفس السياسة المطبقة في إيران، وفي جنوب كردستان، يتم الحفاظ على هذا الوضع من خلال العملاء الخونة، إن هجمات أردوغان ضد النساء الكرديات ذوات الإرادة القوية، النساء اللاتي يحققن التنمية الحرة، هي نفس أسلوب البارزانيين، فهم يعملون لنفس الغرض، في عام 1998، قدم القائد آبو أيديولوجية حرية المرأة كهدية للنساء في 8 آذار وذكر الحاجة إلى المضي قدماً في التنظيم، وفي نفس الفترة ذكرت مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأمريكية والمرأة التي جندها العقل الذكوري، أن أخطر قوة هي المنظمات النسائية، وفي معرض شرحها لما يسمى بأهداف الإرهاب، ركزت بشكل خاص على اتحاد حرية المرأة الكردستانية YAJK وقالت: "دعونا نضرب القوات المسلحة النسائية أولاً"، لذلك استهدفوا المرأة أولاً، واليوم يتصرف العدو بنفس الفهم والنهج، مستهدفاً أولاً حركة حرية المرأة وأسسها وموقفها الاجتماعي، إن العقل الذكوري يعمل بنفس الطريقة ولنفس الأغراض، إذا انتبهتم، بعد اغتيال الرفاق سارة وروجبين وروناهي في باريس، تم استهداف رفيقتنا أفين بنفس الطريقة؛ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، واعتقالات، وهجمات ساحقة، وقتل نساء في شمال كردستان وتركيا؛ وهجمات الاحتلال المستمرة على روج آفا وشمال شرق سوريا، واستهداف القياديات مثل هفرين خلف، جيان تولهلدان، ريحان عامودي، شرفين سردار، روجنا آمد، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات النسائية الوطنية والأمهات؛ ومقتل القياديات مثل بيريفان زيلان وزيلان كونيا، اللتي مثلتا تقاليد الحرية وقامتا بالنضال من أجل حرية المرأة في جنوب كردستان، وانتشار جرائم قتل النساء؛ قتل أو سجن جينا أميني والنساء القياديات في انتفاضة شرق كردستان، والقبض على الرفيقة جوانا، إلخ، إن الهجمات هي هجمات ضد النساء ويتم تنفيذها في نفس الوقت وتتطور على أساس منطقي، وما يمكن أن نفهم من كل هذا، هو أن الهجمات الممنهجة والإبادة وقتل النساء يتم تطويره بشكل شامل انطلاقاً من أن المستقبل الحر ستصنعه النساء، وأن العقل الذكوري ينشط بشكل مكثف بمفهوم قذر السياسات والمجازر في كافة المجالات الأيديولوجية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، القضية ليست في المرأة الكردية فحسب، بل في تطور النضال من أجل حرية المرأة ككل، في شخص قياديي هذا النضال، وكل يوم، يظهر وجه الوحشية في أجزاء من كردستان، وتُرى ممارسات تتجاوز العصور الوسطى، إن العدو يحاول تدمير النساء اللاتي اكتسبن الوعي والتنظيم والإرادة للنضال والبنية الاجتماعية الجديدة ونسيجها الأخلاقي بالحرق والقنابل والرصاص والاحتلال والدعارة والمخدرات والتجسس والتجويع والاعتقالات والتعذيب الشديد والجنساني.

كيف ينبغي للمرأة أن تطور دفاعها عن نفسها في المجتمع والأسرة وفي الشارع في مواجهة هذه العقليات والسياسات؟

الآن، تحت القيادة التاريخية للقائد آبو، ومع الخطوات الأولى لرفيقتنا سكينة جانسيز، فإن حركة حرية المرأة التي يزداد تنظيمها في المجالات الأيديولوجية والسياسية والعسكرية والاجتماعية بنضالها وحققت تطوراً هائلاً بذلك، تتعرض لهجمات الدولة الذكورية، إن وجود حركة حرية المرأة الكردستانية ونضالها هو أعظم فرصة للمرأة والمجتمع، كما يُفهم من تطورنا التاريخي، عندما لا ينتقل الحق في الوجود إلى أي شخص ويتحول إلى تنظيم ذاتي، يتم الحصول على فرص الوجود الذاتي والحماية، وبالتالي القضاء على جميع أنواع الهجمات وتوفير مساحة للتطور، وبهذه الطريقة، ستحمي النساء أنفسهن من الهجمات الحالية، ولا يمكن منع الدول التي يهيمن عليها الذكور، ووجودهم داخل المجتمع، والقصف الأيديولوجي والهجمات العسكرية إلا من خلال موقف منظم والقدرة على الدفاع عن النفس، لذلك، ليس لدينا تراث عظيم فحسب، بل لدينا أيضاً نضال منظم يقف بقوة ويقاوم ويدافع عن نفسه في الوضع الحالي، إذاً ما يجب القيام به هو أن تكون جزءاً منه، في البداية، من الضروري أن نحافظ باستمرار على الوعي بالحرية الذي من شأنه أن يحبط الهجمات الأيديولوجية، أي أن نرى واقع الدولة الذكورية بوعي من نحن، وماذا نريد، وما يمكننا القيام به، أي أن يكون لدينا وعي للعدو، إن النساء وشعبنا، الذي لديه مثل هذا المستقبل المنظم، ليس عاجزاً، إن استمرارية الموقف المنظم لدى الفرد وأسرته وشارعه وحيه وقريته ومنطقته وحتى وطنه أمر مهم جداً، وبذلك يمكن تحييد كافة أساليب الخداع وعمليات الإدراك والترهيب والأسر والخضوع للسياسات الجنسية، من المهم جداً الحفاظ على الوحدة والاجتماعية، الوعي بهذا يؤدي بالفعل إلى التنظيم، المجتمع نفسه أعظم من الدولة، وأعظم من عقلية الرجل، وفي هذه المرحلة يجب على الإنسان أن ينظم نفسه وأسرته وبيئته الاجتماعية، إذا أصبحت النساء منظمات حول أنفسهن، فيمكنهن إنشاء آلية دفاع، على سبيل المثال، إذا قررت امرأة تعرضت لهجمات حربية خاصة من العدو أن تقاوم، فإنها ستنظم من حولها، وتخلق الفرصة للرد والتوجه نحو المهاجم، وإذا أصبحت الأسرة منظمة ونظمت بيئتها، فإنها تخلق بؤرة قوة وتحسن إمكانية المقاومة، يجب على جميع أبناء شعبنا، وخاصة الشبيبة، أولاً أن يتمسكوا بموقفهم بثبات، ويغلقوا الأبواب المفتوحة أمام العدو، ثم يخلقوا كل أنواع الفرص للرد، كيف يمكن لرقيب مسؤول أن يغتصب امرأة في هذه المنطقة أو تلك وفي أي مكان في كردستان؟ كيف يمكن لعشرات الأشخاص أن يغتصبوا فتاة صغيرة وسط شعب يتمتع بخبرة كبيرة في النضال؟ كيف يمكن لتجار المخدرات وغيرهم التحرك بحرية؟ كيف يمكن لبعض الفاسدين أن يجدوا الفرصة للعمل كجواسيس للعدو؟ كيف يمكن للعدو أن يقطع أشجار جبالنا ويحول بلادنا إلى صحراء؟ كيف يمكن للمرء أن يتنفس حياة فردية جبانة في ظل فرض أجندات افتراضية تحت تهديد كل أنواع الإهانات والإبادة؟ كيف تسقط الهراوات على وجوه أمهاتنا الفاضلات، وتصل إليهن عظام أبنائهن الأبطال بالبريد؟ كيف يمكن لطوائف تحت اسم الدين أن تتسامح مع تصرفات المرتزقة في المجتمع؟ كيف يمكن لبعض الأشخاص من مجتمعنا الذين فقدوا هويتهم أن يسيروا جنباً إلى جنب مع العدو؟ كيف يمكن للعدو أن يعرض قائدنا للكثير من التعذيب بوطنيينا وشعبنا ونسائنا ورفيقاتنا من النساء؟ كيف يجرؤ العدو على فعل هذا؟ لقد انتقد القائد آبو مقاتليه نتيجة محاولة اغتياله في دمشق عام 1996 حيث قال: "هذا يعني أن العدو لا يعتبركم شيئاً، إنهم يستهدفونني مباشرة، لكن أنتم المقاتلون، صفعتكم يجب أن تصيب وجه العدو قبل أن أرفع يدي"، وبهذا المعنى، لدينا مسؤوليات كمناضلين، كنساء وشعب، إذا أصبحت الهجمات غير منظمة، فهذا يعني أننا غير كافيين في النضال، ومن ثم يجب محاسبة الجميع على هذا الاستهتار، مع وعيهم بمسؤوليتهم، وعدم ترك الدفاع عن أنفسهم لشخص آخر، وهذا هو الواجب الأخلاقي والاجتماعي على الجميع، في البداية، إذا لم يتم ذلك، فلن تكون هناك إمكانية للحياة، يجب وضع كل شكل من أشكال المقاومة موضع التنفيذ من خلال تنظيم منزل بعد منزل، وشارع بعد شارع، مهما كانت القوة التي تهاجم مجتمعنا يجب أن نكون قادرين على الرد، تنظيم الدفاع عن النفس يعبر بشكل أساسي عن ذلك، الدفاع عن النفس حق وشرعيته تعتمد على وجودنا، ولا يمكن لأحد أن ينتزع هذا الحق إلا إذا تنازل عنه الشخص أو المجتمع.

هناك العديد من أساليب الدفاع عن النفس ضد الممارسات الحربية الخاصة، القوة المنظمة يمكن أن تتحول إلى قوة عمل، وينبغي اتخاذ مجموعة واسعة من الإجراءات، بدءاً من التعبير عن الحقيقة إلى إنشاء الأساس لتنفيذها وتحويلها إلى قوة للعمل، المرأة هي قائدة المجتمع، إذا تم الحفاظ على المرونة والشجاعة وإذا تم تنظيم الشعور بملكية الفرد وقيمه ومجتمعه، فلن يكون هناك طريق للفاشية، ويجب أن يتم التنظيم بفعالية، ليست هناك حاجة للملايين للقيام بذلك، فحتى عدد قليل من الأشخاص المنظمين يمكن أن يصبحوا قوة عمل، إن الكردي الكلاسيكي العاجز، الذي قبل العبودية وحزن على ما فقده، قد مات منذ فترة طويلة، والعدو يحاول إحيائه، و تقدم منظمة قاتلة لمكافحة الكريلا تسمى هدى بار نفسها على أنها سياسية في كردستان، ويظهر بارزاني، وهو عدو للقيم الكردية وعدو للمرأة، كممثل للكرد، ويسمي سماسرة الدين قادة الإيمان، ويحاول تأديب النساء بالاغتصاب والقتل وإرسال عظام أبنائهن، يريد أن يجر أطفالنا وشبابنا إلى مستنقع المخدرات ويحولهم إلى أدوات لكل أنواع القاذورات، ردنا على ذلك هو أن نرد لهم صفعة أقوى، وينبغي للمرأة أن توفر الزخم الذي من شأنه تعبئة المجتمع بمهمتها الرائدة، المنزل، المدرسة، الشارع، كل مجال من مجالات الحياة يمكن تنظيمه وتنشيطه، يمكن للنساء خلق القوة لرفع وعي بعضهن البعض، واحتضان بعضهن البعض، ومنح بعضهن البعض الثقة، والمقاومة، والتي لها أيضاً قوة قتالية مهمة، حالياً، المرأة هي أكثر من يقاوم الفاشية، لكن ما يحدث في الموقف الاجتماعي والتنظيمي هو دعوة لكل عدو مكشوف، يجب أن يعرف الناس من يسير في شوارعهم وماذا يفعلون، وعليهم محاولة عزلهم وتحييدهم واتخاذ الاحتياطات اللازمة، لا ينبغي لأنقرة السيطرة على قرية في آمد، وشوارع شرناخ وقامشلو وهولير، والرعاة الذين يتجولون في الجبال، والفصول الدراسية في المدرسة، لا ينبغي أن تحصل على معلومات، ولا ينبغي أن تفصل أي شخص من مجتمعنا وتحويله إلى سلاح ضدنا، لا ينبغي أن تكون قادرة على فعل كل الأشياء السيئة إذا كان الوضع على هذا النحو، و إذا حدث ذلك، فهذا يعني أن كرامة حرية المرأة والناس في ذلك المجتمع قد تضررت، سماسرة الحرب الخاصة، العملاء، عصابات الدعارة، تجار المخدرات، قتلة النساء، الأيادي التي تضرب رؤوس الأمهات بالهراوات، كل ما يلوث الجميع هو أهداف طبيعية، ومبدأ الدفاع عن النفس يقتضي ذلك، ولهذا السبب، من الخطأ أن نتوقع منقذاً من الخارج، إن منقذنا هو قوتنا الذاتية، وقد اكتسبنا ما يكفي من الخبرة والذكاء والأدوات والأساليب للقيام بذلك، إذا لم يكن هناك تخويف، أو استعباد، أو فردية، أو إهانة، أو هجر للحياة - وكانت كرامة المرأة وشعبنا هي العليا - فمن يستطيع أن يعيقنا؟ لا أحد…

إلى أي مرحلة وصل نضال الكريلا بقيادة وحدات المرأة الحرة ـ ستار، المنظم على أساس الدفاع عن النفس ضد النظام الذكوري المهيمن؟

وحدات المرأة الحرة ـ ستار، التي تتمتع بمستقبل عظيم وخبرة كبيرة في التنظيم والنضال، هي جيش تحرير المرأة الراديكالي الذي يعمل بوعي بمسؤوليته التاريخية، وهي بهذا المعنى قوة أيديولوجية وسياسية وعسكرية، أسلوبها السياسي راديكالي لأنه يقوم على النضال المسلح، جيش الدفاع النسائي وحدات المرأة الحرة ـ ستار، الذي اكتسب خبرة ومعرفة كبيرة، على أساس ما توصل إليه القائد آبو من تحرير المرأة والتنظيم الذاتي وضرورة الجيش، استخدم كل تراكم خبراته التاريخية ومكاسبه من تجاربه الخاصة خلال الحرب العالمية الثالثة، وبطريقة احترافية على أساس كريلاتية الحداثة الديمقراطية، إنه تطور يعتمد على ذكاء وتكنولوجيا الدول وضد التصور بأنه سيتم تدميره في وقت قصير بهجمات كثيفة، ويعتمد بالدرجة الأولى على الوضوح في الهدف الأيديولوجي، والتقليل من المتابعة الاستخباراتية والتقنية، والتكييف للكريلاتية، ووفقاً لظروف العصر الجديد، مقارنة بالوحدات الأخف ولكن بمهارة أكبر، فإنها تعمل وتزيد من مستوى الضربات، وبهذا المعنى، فإن قوات وحدات المرأة الحرة ـ ستار، التي تستهدف النظام الذكوري المتمثل في جيوش الدولة، هي الرائدة والمنفذة للنضال الجنساني الأكثر تحرراً اليوم، ولهذا السبب، فإنها تنظر إلى الكريلا من منظور أوسع وتطبق الكريلاتية مع مسؤولية توضيح وتطوير عقيدة الحرب وطريقة النضال للقوى الثورية العالمية من أجل تحقيق الكفاءة للتغلب على هجمات العدو اليوم، وذلك مهم جداً، ولأن المراقبة الفنية واختلال القوى في أدوات الهجوم والاستهداف المتعدد الأوجه يشمل في الأساس هدف إنهاء الكريلا وإخلاء ساحات النضال وأدوات جبهة الحرية، فإن الكريلاتية الاحترافية المطبقة في الوضع الحالي تحبط هذا الهدف الواسع النطاق للعدو، وتخلق الفرصة للنضال نيابة عن جميع النساء والإنسانية.

وكما يتبين من الميدان العملي، فإن مشاركة قيادة وقوات وحدات المرأة الحرة ـ ستار وصلت إلى الكفاءة لقيادة الحرب، لتصبح قوة ضاربة فعالة وتضرب العدو من كل زاوية، بغض النظر عن الموقع، و تكشف الفرق المحترفة وإتقان الأسلحة والتقنيات والإبداع والتغلب على الظروف الصعبة والتدريب والجهود المبذولة لإنشاء قوة عسكرية في شخص كل رفيق عن نتائج وانتصارات جادة. تدور حرب ضارية في جبال كردستان، حيث يركز العدو سياسته المبيدة في الغالب على تدمير قوات الكريلا، و في الوضع الراهن، نفذت هجمات العدو المعتمدة على أسلحة الناتو قصفاً يفوق ما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية، إن قواتنا الفدائية التي تقاوم هذا الواقع لا تقتصر على كبح جماح العدو فحسب، بل تقوم أيضاً بتوجيه ضربات قوية، وبما أن هدف الكريلاتية لدينا يقوم على فهم هزيمة نظام الدولة الذكورية وبناء حياة حرة لجميع النساء وشعبنا، بالشكل الملموس للحرية الجسدية للقائد آبو، وبما أن هذا هو الوقت المناسب فإن مبدأ القدرة القتالية، وصولاً إلى خلايانا، يكشف عن القدرة على الضرب بفعالية، في حين أن تاريخنا الكامل من نضال الكريلا قد تم تعريفه من قبل القائد آبو على أنه حرب الشعب الثورية، إلا أن هذا المنظور اكتسب المزيد من الواقعية الإستراتيجية خاصة مع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إن حرب الشعب الثورية، التي عرّفها القائد آبو بأنها استراتيجية نضالية وعقيدة حربية، لا تقتصر على نضال الكريلا فقط، بل إن جوهرها هو أن كل شريحة ستعمل بفهم النضال أينما كانت وبتكامل بعضها البعض، وبالتالي استهداف وتراجع جيوش العدو وتقنياته واستخباراته وحربه الخاصة وضغوطه الاقتصادية، وهو يعتمد على فهم النضال، فيما يتعلق بالكريلا، هناك صفة أكثر مرونة، يمكن أن تتكيف مع كل مكان وموقف، ويمكن تطوير الحرب بالتدريب العملي وكفاءة فرد واحد، أو فريق أو أكثر من وحدات الكريلا، إذا لزم الأمر.

وبطبيعة الحال، ما زلنا لا نقول إننا كافون في جميع النواحي، المقياس النهائي للنصر هو حرية القائد آبو وتحقيق ثورة المرأة، ولكنه أيضاً على مستوى جدي، لقد تطورت كفاءة الاكتفاء الذاتي على جميع المستويات في تطوير القيادة، إن وعي العدو، وقيادة الحرب، والتفاني في القضية، والقدرة العملياتية تصبح قوة عظيمة للنصر عندما يتم توجيهها ضد العدو، وبطبيعة الحال، فإن جيش الكريلا هو أيضا النموذج الأولي للمجتمع الحر، وبهذا المعنى، فإن جيشنا لوحدات المرأة الحرة ـ ستار لديه مهمة ومؤهلات معينة كشكل أولي لمجتمع نسائي حر، وقيادتها تعتمد بشكل أساسي على ذلك، و تتمتع قواتنا، التي تتصرف بهذه المسؤولية، بالقدرة على التوجيه بثقة إلى أي هدف دون أي عائق، في شخص الرفيقتين سارة وروكن، الكفاءة لقيادة الحرب لسنوات ضد هجمات العدو المتواصلة في شمال كردستان، في شخص الرفيقتين ليلى صورخوين وآخين موش، ومقاومة الفاشية في شخص دوغا فيان وروجدا كوتول وعشرات الرفاق، تكشف بطريقة ملحمية عن النضال المقاوم والمليء بالروح الهجومية في ذروتها في مواجهة الهجمات المتواصلة، رفيقاتنا الفاضلات، بنات تلك الأمهات الأجمال، يضحون بحياتهم من أجل هذه القضية بمنتهى الشرف، وبكفاءتهن التكتيكية، تكسرن نظام دفاع العدو.

إن نضالنا الفدائي هو قوة الدفاع الرائدة لثورة حرية المرأة، ولهذا السبب، فهو الرد على جميع أنواع الاعتداءات ضد المرأة، وهي تعرف نفسها بأنها الجزء الرائد في منظمة الدفاع عن النفس النسائية ومجموعة واسعة من آليات الدفاع عن النفس، ولا تتخلى عن موقف الفدائية والتضحية لتحقيق هذه المهمة بالطريقة الأنسب، بالطبع، يواجه الكريلا صعوبات بسبب وحشية الدولة الذكورية، لكن المهم هو أن تصبح إرادة التغلب على هذه الصعوبات منظمة وحازمة، وتكتسب القوة القتالية للتغلب عليها، وتجهز نفسها لتدمير جميع أنواع الأهداف القذرة للعدو دون التراجع، وبهذا المعنى، فإن مقاتلات وحدات المرأة الحرة ـ ستار، باعتبارها القوة النضالية المنظمة لحق القائد آبو في تحقيق حرية المرأة وحرية المجتمع، قوية بما يكفي لتحقيق هذا الحق في كل ساحة وعلى كل جبهة، وتقف شامخة وتواصل السير، ومسؤولية كل امرأة في مواجهة هذا الواقع هي أن تشارك فيه أو أن تجعل من نفسها قوة مقاتلة حازمة في مجالها وأن تكتسب الشجاعة والموقف لتطبيق أسلوب الكريلاتية في كل ساحة تتطلب الدفاع عن النفس، و مرة أخرى، لن تسمح المرأة للمجتمع بالانحطاط والاستعباد وستعمل بوعي لبناء مستقبلها، وبهذا المعنى، ستمثل وحدات المرأة الحرة ـ ستار الإرادة التي لا تتزعزع لجميع النساء وستكون قوة التمثيل والنصر لجميع النساء في الحرب العالمية الثالثة.