زنارين عفرين: من واجب كل امرأة أن تحمي ثورة روج آفا
أكدت إحدى قياديات وحدات حماية المرأة، زنارين عفرين، أن على كل امرأة في خضم الثورة أن تحمل مسؤولية الثورة على عاتقها، وقالت: "من واجب كل امرأة أن تحمي ثورة روج آفا".
أكدت إحدى قياديات وحدات حماية المرأة، زنارين عفرين، أن على كل امرأة في خضم الثورة أن تحمل مسؤولية الثورة على عاتقها، وقالت: "من واجب كل امرأة أن تحمي ثورة روج آفا".
تحدثت إحدى قياديات وحدات حماية المرأة (YPJ)، زنارين عفرين، لوكالة فرات للأنباء (ANF) بمناسبة يوم 25 تشرين الثاني، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
واستذكرت في بداية حديثها النساء اللواتي استشهدن في المقاومة وحيّت النساء المناضلات في كافة جبهات الحرب، وأشارت إلى أنه من أجل تبني كدح هؤلاء النساء يجب أن يصعّدن من وتيرة نضالهن ومقاومتهن.
وذكّرت زنارين عفرين، بأن الحرب في المنطقة وفي الشرق الأوسط وفي العالم أجمع تزداد خطورة كل يوم، وقالت: "إن الحرب تُشن بأساليب سياسية وعسكرية ونفسية وخاصة، وهناك زعزعة كبيرة، وبدأت كل الحروب بـ دراية تامة، حيث يعملون على تعميقها كما يبذلون قصارى جهدهم لتأجيجها، ولهذا السبب ينشرون العنصرية والتعصب الديني والتمييز الجنسي في المجتمعات، ويهاجمون الشعوب والمجتمعات بكل ذلك، ولا شك أن النساء هنّ أول ضحايا هذه الاعتداءات".
ولفتت زنارين عفرين الانتباه إلى هجمات دولة الاحتلال التركي على شمال وشرق سوريا (روج آفا)، وقالت: "الحرب على روج آفا تزداد سوءاً، سواءً كانت من الناحية البرية أو الجوية أو بأساليب حربية خاصة، وبهذه الأساليب يريدون أن يمارسوا الضغوطات على شعبنا بالإضافة إلى بث الخوف والرعب بين شعبنا، وهذه الحرب لا تخوضها القوى والدول الإقليمية فقط، وإنما هناك أيضاً دور كبير للقوى المهيمنة الدولية في ذلك، والنساء هنّ أكبر ضحايا هذه الحروب.
وفي مواجهة هذه الهجمات والضغوط، خلقت النساء وعياً قوياً وعززن قوة الدفاع الذاتي وأظهرن إرادة وموقفاً حازماً، وحقيقة هذه الهجمات هو خوف من هذه الإرادة والموقف الحازم، وهذا الخوف هو أساس الهجمات على مكتسبات روج آفا، لذلك تهاجم دولة الاحتلال التركي بكل أساليب الحرب القذرة، إنها تريد القضاء على مكتسبات التي تحققت في روج آفا والتي تم تحقيقها بجهد كبير ومن خلال تقديم العديد من الشهداء.
وليس فقط في روج آفا، وإنما في كل الحروب تتعرض النساء والأطفال للهجوم أولاً، ومن أجل تدمير المجتمع وإضعافه والسيطرة عليه، يقومون بمهاجمة النساء أولاً، وبهذه الطريقة يتم الهيمنة على المجتمع، ولهذا الغرض يتم استخدام جميع أنواع أساليب الحرب القذرة بالإضافة إلى استخدام التمييز الجنسي والتعصب الديني والعنصرية كأسلحة أكثر فعالية، إنهم يريدون أن يكون كل شيء في إطار سياسة الدولة القومية".
وذكّرت زنارين عفرين بتهجير الأهالي قسراً في عفرين وسري كانيه وكري سبي، وقالت "كل يوم في هذه المناطق يتم قتل واختطاف واعتداء وتهجير النساء، وهذه الممارسات بحق النساء مستمرة منذ البداية، ويبذلون كل ما في وسعهم لإبقاء المجتمع في حالة خوف، وخاصة النساء يريدون إبقائهن في حالة خوف دائم، وهذا هو نوع من الضرر الذي يلحقونه بالمرأة يوماً بعد يوم، بلا شك عندما تتعرض النساء والأطفال والمجتمع للأذى تتعرض الإنسانية بكاملها للأذى، الطريقة الوحيدة للتغلب على هذه السياسة هي تنظيم المرأة وتعزيز دفاعها الذاتي، ويجب أن تكون المرأة والمجتمع على حد سواء على علم بهذه السياسة، لأننا كنساء عانينا منها كثيراً ودفعن ثمناً باهظاً، كما تتعرض النساء للهجوم كل يوم لكل أنواع الاعتداءات من أجل تفرقتهن وتجزئتهن، لكن النساء يدركن كل هذه السياسات ويجب محاسبتهم".
وتابعت زنارين عفرين حديثها وقالت "في أفغانستان تتظاهر النساء ضد كل أنواع الضغط والعنف ولا يقبلن بالنظام، وفي إيران خلقت النساء مقاومة كبيرة في شخص جينا أميني، ومع فلسفة القائد آبو وتحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية" انتشرت هذه المقاومة في جميع أنحاء العالم، على الرغم من استمرار القمع والعنف والقتل ضدها، وفي روج آفا تحولت النساء اللاتي نظمن أنفسهن تحت قيادة وحدات حماية المرأة إلى قوة كبيرة وتخضن حرباً عظيمة، وإذا كان العالم والمنطقة اليوم يخوضون حرباً ومقاومة كبيرة بقيادة المرأة، فمن المؤكد أننا وصلنا إلى هذا المستوى بإرث حركة الحرية، ونحن نعمل اليوم بهذه العقلية وهذه الفلسفة.
وفي مجتمعنا، تنظم الذهنية الذكورية نفسها بطرق مختلفة مع محاولة الانتشار في كل مكان، ونحن بدورنا نتصرف وفقاً لروح العملية استراتيجياً وتكتيكياً، إن الحرب ضدنا هي بالتأكيد ضد المجتمع بأكمله، لذلك فهي تُشنْ ضد النساء ووحدات حماية المرأة (YPJ) بشكل خاص، كما استهدفوا "شرفين سردار ومزكين وجيان تولهلدان ونوجان وهيلين" والمئات من رفاقنا الذين كانوا يناضلون على هذا الدرب، علينا أن ندرك هذا جيداً، أمامنا معركة مصيرية، إذا نظمنا أنفسنا وفقاً لذلك وعززنا دفاعنا الذاتي، سوف ننتصر، وعلينا أن نقاتل ليس فقط من الناحية العسكرية، بل من جميع الجهات، ومن الناحية العسكرية والسياسية والاجتماعية والدبلوماسية هناك حاجة إلى نضال كبير من جميع الأطراف".
وأكدت القيادية زنارين عفرين، أنه لا ينبغي على المرأة بعد الآن أن تتأمل من ذهنية الرجال شيئاً وقالت "يتوجب على كل امرأة في خضم الثورة أن تشعر بالمسؤولية تجاه الثورة، ومن واجب كل امرأة أن تحمي ثورة روج آفا، لأن هذه الثورة هي ثورة المرأة، وعليها أن تتصرف وفقاً لذلك وتنظم نفسها، فهذا ليس واجب نساء روج آفا فحسب، بل واجب نساء العالم أجمع أيضاً.
ويجب أن ندرك هذا أيضاً، أينما وجدت أحدٌ منا في أي مكان كان، يجب أن نمثل هذا النضال وهذه الفلسفة ومن واجبنا أن نتصرف بمستوى هذا الوعي".