ماهي الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع معدل جرائم قتل النساء؟
تشهد عدد من دول العالم ارتفاعاً كبيراً في معدل عدد جرائم قتل النساء والتي جعلت الكثير من المنظمات المعنية تدق ناقوس الخطر للوقوف أمام هذه الجرائم ومكافحتها.
تشهد عدد من دول العالم ارتفاعاً كبيراً في معدل عدد جرائم قتل النساء والتي جعلت الكثير من المنظمات المعنية تدق ناقوس الخطر للوقوف أمام هذه الجرائم ومكافحتها.
تشهد العديد من دول العالم ارتفاعاً خطيراً في معدل جرائم قتل النساء، مما جعل الكثير من المنظمات المعنية تبحث عن الأسباب ومكامن الخلل والظروف التي تسمح بارتكاب هذه الجرائم وأهمها القانونية والتي لا تنحصر ضمن جغرافية معينة، الأمر الذي تؤكده حميدة خضرو عضوة مركز أبحاث جنولوجيا عفرين شهباء من خلال حوار مقتضب مع وكالة فرات للأنباء والتي نوهت أن جرائم قتل المرأة ترتكب في جميع أنحاء العالم مع اختلاف أسبابها.
أسباب ارتكاب جرائم قتل النساء
وأشارت ان جرائم قتل النساء هي مشكلة جسيمة ومعقدة تشمل أسباباً متعددة ومتشابكة، ومن بين الأسباب الشائعة التي قد تؤدي إلى قتل النساء هي:
أولاً العنف الأسري والعنف القائم على النوع الاجتماعي: يعد العنف الأسري والعنف القائم على النوع الاجتماعي واحداً من أكثر الأسباب شيوعاً لقتل النساء، يمكن أن يكون ذلك نتيجة للعلاقات العنيفة داخل الأسرة، وسوء المعاملة، والسيطرة المفرطة، والتمييز الجنسي.
وتابعت: "أما السبب الثاني فهو ما يسمى بـ ’جرائم الشرف‘ في بعض المجتمعات، يتم قتل النساء بسبب انتهاك شرف العائلة أو المجتمع، وتكون هذه الجرائم مرتبطة بالقيم والتقاليد الثقافية التي تعتبر النساء ممتلكات وتطبق عليهن قواعد صارمة للسلوك والعفاف".
وأضافت "أما السبب الثالث فهو الزواج القسري وجرائم الشرف المزعومة: قد يتم قتل النساء بسبب رفضهن للزواج القسري أو بسبب اتهامهن بارتكاب جرائم شرف تزعم أنها تتعارض مع التقاليد والقيم الثقافية".
ومضت "أما السبب الرابع فهو العنف الجنسي: يمكن أن يؤدي العنف الجنسي، بما في ذلك التحرش الجنسي والاغتصاب، إلى قتل النساء، قد يكون ذلك نتيجة للتمييز الجنسي وعدم وجود عدالة في معاقبة المجرمين".
وأشارت "أما السبب الخامس فهو متعلق بالفقر والظروف الاقتصادية الصعبة: يمكن أن يكون الفقر والصعوبات الاقتصادية عاملًا يزيد من خطر العنف والقتل ضد النساء، يمكن أن يؤدي الضغط الاقتصادي إلى زيادة التوتر في الأسرة وتفاقم العنف".
وتابعت "هناك سبب سادس أيضاً وهو التطرف والنزاعات المسلحة: في مناطق تشهد نزاعات مسلحة وتطرف، تكون النساء فيها عرضة للعنف والقتل بشكل خاص، يتعرضن للاستغلال الجنسي والاعتداءات الجسدية والنفسية".
حلول للحد من ارتكاب جرائم قتل النساء
وشددت حميدة خضرو عضوة مركز أبحاث جنولوجيا عفرين شهباء، أنه يجب أن يعمل الجميع على مكافحة هذه الظاهرة القاتلة وتعزيز المساواة وحقوق المرأة لضمان سلامتهن وحمايتهن من عمليات العنف والقتل.
ونوهت بالقول "لوقف قتل النساء، هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير شاملة ومتعددة على المستويات الاجتماعية والثقافية والقانونية، فيما يلي بعض الحلول المحتملة منها: "توعية المجتمع: يجب تعزيز التوعية بقيم المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة وتعزيز ثقافة الاحترام وعدم التسامح للعنف الجنسي والعنف الأسري، يمكن تحقيق ذلك من خلال حملات إعلامية وتثقيفية تستهدف المجتمع بأكمله، ثانياً، تشريعات وتنفيذ فعّال: يجب وضع وتنفيذ قوانين صارمة لمكافحة العنف ضد النساء وعقوبة المرتكبين، ينبغي ضمان تطبيق القانون بشكل عادل وسريع، وتعزيز حماية النساء ضحايا العنف وتقديم الدعم اللازم لهن، ثالثاً، تمكين المرأة اقتصادياً: يمكن تعزيز استقلالية النساء وتقوية موقفهن من خلال توفير فرص عمل مناسبة وتعليم عالي الجودة وتمكينهن اقتصادياً، يمكن أن تساعد الاستثمارات في المشاريع النسائية وتعزيز ريادة الأعمال للنساء على تعزيز التحرر الاقتصادي للنساء والحد من التبعية، رابعاً، تعزيز العدالة الاجتماعية: يجب تعزيز المساواة الاجتماعية والعدالة، وتقليل التمييز والتحيز القائم على النوع الاجتماعي، ينبغي تعزيز مشاركة النساء في صنع القرار وتمثيلهن في المؤسسات الحكومية والسياسية، خامساً، تعليم الشباب: يجب توجيه الجهود نحو تعليم الشباب بشأن قضايا المساواة واحترام حقوق النساء، ويمكن تحقيق ذلك من خلال برامج تعليمية في المدارس والجامعات وتسليط الضوء على أهمية المساواة بين الجنسين وقضايا العنف الجنسي، سادساً، توفير الدعم والمأوى: ينبغي توفير منافذ آمنة ومأوى للنساء اللواتي يعانين من العنف المنزلي والتحرش الجنسي، كما يجب تعزيز الخدمات الاستشارية والنفسية والقانونية للنساء المتضررات وتوفير الدعم اللازم لهن للخروج من العنف وبناء حياة أفضل".