تعرضت النساء في مدينة الرقة لجرائم وانتهاكات لا تمس الإنسانية بأي صلة على يد مرتزقة داعش الإرهابي، حيث عمل على كبح حريتها وطمس هويتها.
وبعد تحرير مدينة الرقة من مرتزقة داعش عام 2017، تحررت المرأة، وشاركت في جميع مجالات الحياة الأساسية، واستطاعت تنمية قدراتها الذاتية بعد أعوام من القمع والاضطهاد.
وبعد ثورة روج آفا التي اندلعت في شمال وشرق سوريا وتأسيس الإدارة الذاتية، كانت إحدى المؤسسات التي تم افتتاحها هي وقف المرأة الحرة، بهدف تنظيم النساء وإيجاد حلول لمشاكلهن ومنحهن فرص عمل حتى تتمكنّ من إدراك ومعرفة قوتهن.
وتأسس وقف المرأة السورية الحرة في قامشلو عام 2014 تحت اسم وقف المرأة الحرة لتنمية المرأة في المجالات الاقتصادية، الثقافية، الاجتماعية والصحية، فيما بعد وسعت أنشطتها، بعد هذا التطور، كما وغيرت اسمها إلى وقف المرأة السورية الحرة في عام 2021.
وخلال العمل بشعار "المرأة الحرة أساس المجتمع الحر"، تحاول وقف المرأة السورية الحرة الوصول إلى المؤسسات النسائية في جميع أنحاء العالم ولفت الانتباه إلى الظروف المعيشية التي تمر بها المرأة في سوريا والشرق الأوسط.
وتفرع وقف المرأة السورية الحرة في الرقة، دير الزور، الطبقة، كوباني، ديرك، كركي لكي، الحسكة ومخيمات واشوكاني، كري سبي والهول، كما وضع بصمته على العديد من المشاريع في المجال الثقافي، الصحي والاجتماعي، ودرب آلاف النساء في مناطق عديدة في شمال وشرق سوريا، وافتتح مركزاً صحياً، روضة أطفال، مشغل خياطة، ورش عمل موسيقية، ودورات في اللغة الإنجليزية والعربية والكردية.
وفي هذا السياق، أجرت وكالة فرات للأنباء لقاءً مع الإدارية في لجنة الصحة التابعة لوقف المرأة السورية الحرة في مقاطعة الرقة، فريدة العبد الله، قائلةً: "نسعى لتنمية قدرات الفتيات للانخراط في سوق العمل من خلال افتتاح دورات متنوعة منها الخياطة والتمريض وتسريح الشعر والأعمال اليدوية لتسطيع النساء إدارة نفسها بنفسها في ظل الظروف المعيشية الصعبة".
ولفتت فريدة العبد الله الانتباه إلى الدورات التي يتم افتتاحها للفتيات، وقالت: "تستمر الدورات لمدة 60 يوماً تتلقى فيها المتدربات كافة الأساسيات المتعلقة بالأفرع المتواجدة ضمن وقف المرأة، وبكل فرع يتراوح عدد الطلبات 20 طالبة، ويتم قبول الأعمار من 15 عاماً، ويتم أخذ أجور رمزية لتشجيع الفئة الشابة لتسجيل ضمن الدورات المتاحة".
نقطة تحول
وبدورها تحدثت مها المحمد من أهالي مدينة الرقة والمشاركة في دورة التمريض ضمن مركز وقف المرأة الحرة عن الظلم والاضطهاد الذي عانت منه خلال فترة سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مدينتها، وقالت: "تعرضت لأشد أنواع التعذيب على يد "الحسبة" تحت ذرائع واهية وكاذبة إلا وهي "التبرج"، حيث جلدوني ورموني في قارعة الطريق، لا يمثلون الإنسانية بأي صلة، وتعرضت لأمراض عصبية بسبب الضغط النفسي الذي تعرضت له خلال أيام احتلال داعش على المدينة".
ووصفت مها المحمد تحرير مدينة الرقة من مرتزقة بـ "إزالة الغيمة السوداء"، وأضافت: "تحررت المرأة مع تحرير مدينة الرقة حيث استطاعت الانخراط في سوق العمل والمشاركة في كافة الجوانب الحياتية دون خوف".
وأوضحت مها أن بهدف زيادة الثقافة العامة وحباً بمهنة التمريض سارعت بالتسجيل في وقف المرأة الحرة، لتنمية قدراتها المهنية.
ومن جانبها قالت حياة مرشد اللاجئة من مدينة حمص والمشاركة في دورة التمريض في وقف المرأة الحرة: "لجئت إلى مدينة الرقة نظراً للأمن والأمان وتوفر فرص العمل، وسارعت بالتسجيل لدورة التمريض في وقف المرأة لإدارة نفسي بنفسي في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تمر على البلاد".