تنظيمات نسائية: قانون الشرف يعد عنف ضد النساء... علينا محاربته

أكدت الاداريات في المنظمات الخاصة بحماية حقوق المرأة، ان قانون الشرف هو بحد ذاته عنف ضد المرأة لأن تشريعاته تخدم مصالح قتلة النساء.

تزايدت حالات العنف ضد النساء في السنوات القليلة الماضية وخاصة خلال الأسبوع الماضي، تم تسجيل عدد من جرائم القتل والانتحار في صفوف النساء كل يوم في جميع مدن إقليم جنوب كردستان والعراق، فيما تطالب منظمات حقوق المرأة بمحاربة هذه الجرائم.

فيما يتعلق بتزايد معدل جرائم القتل واجبار النساء على الانتحار وتحويل هذه الأحداث كأحداث يومية، تحدثت الإداريات والناشطات في المنظمات الخاصة بحماية حقوق المرأة، لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن حالات القتل والانتحار في جميع مدن إقليم جنوب كردستان.

وأشارت رئيسة مكتب منظمة هيوا العراقية في كركوك، سرود محمد، إلى ارتفاع معدل جرائم قتل النساء، وقالت: "شهدت الأعوام الماضية، وخاصة في الأسبوعين الماضيين، العديد من جرائم قتل النساء، حيث لم يمر يوم ولم يتم فيها تسجيل قضية قتل النساء، ويعود سبب الزيادة في حالات الانتحار وقتل النساء إلى عدة أسباب مثل انتشار الذهنية الذكورية في المجتمع واضطهاد المجتمع وانعدام سيادة القانون، فالقانون لا يولي اهتمام أو لا يحقق بالشكل المناسب في حالات النساء اللاتي أُجبرن على الانتحار، من الضروري معاقبة أولئك الذين يجبرون النساء على الانتحار، ففي كثير من الأحيان لا تسمح الأسر للفتيات بإكمال تعليمهن أو تضع عقبات في طريق عملهن، وهناك حالات يتم فيها تزويج الفتيات قسراً، كل هذه الضغوطات تسبب امراض عقلية لدى الفتيات والنساء مما تدفعهن إلى الانتحار".

كما أشارت سرود محمد إلى دور الجهات المعنية في ظهور حالات انتحار النساء وقتلهن وقالت: "للأسف، لم تقم الحكومة حتى الآن بأي محاولة للتعامل مع جميع حالات قتل وانتحار النساء، وحتى الآن لا يتحدثون عن البيانات، حيث لم يكن لدى الحكومة استراتيجية للتعامل مع مثل هذه القضايا وحلها ليس فقط في كركوك ولكن في جميع أنحاء العراق وإقليم كردستان، وتعزى الزيادة إلى عدم كفاءة جميع أصحاب المصلحة المعنيين في الحكومة.

وأوضحت سرود محمد ان عدم توفر الحصيلة الرسمية لجرائم قتل النساء سببها سيطرة الذهنية الذكورية على المجتمع وقالت: "كثيراً ما نحاول كمنظمات نسائية التحقيق عن كثب في حالات انتحار النساء لكن الأشخاص المسلّحون يحذروننا ويهددوننا ولا توجد حماية للمنظمات النسائية ... في كركوك لا تستطيع المنظمات النسائية في المدينة حتى ذكر الحصيلة التي توصلت لها خلال بحثها في قضايا قتل النساء وانتحارهن، لأن السلطات في مدينة كركوك لا تقبل ذلك".

وفي ختام حديثها، أكدت رئيسة مكتب منظمة هيوا العراقية في كركوك، سرود محمد، إنه بالرغم من التستر على العديد من حالات قتل النساء، إلا أن قضايا قتل النساء مستمرة بشكل يومي وقالت: "هناك ملفات في المدينة لدرجة أن جثثهم دُفنت دون علم أحد ولا أحد يستطيع الاقتراب من الملف، لأن من يقوم بجرائم القتل هذه يتْبعون للسلطة الحاكمة والقوات المسلحة التابعة لها، وعندما نحاول التحقيق في قضايا النساء اللواتي دفن جثثهن سراً، والحصول على إذن من المحكمة، يتم تغيير مكان القبر الذي دفنت فيها الضحية كي يغلقوا باب التحقيق وتنتهي القضية دون محاسبة".

ومن جانبها لفت المستشارة في الشؤون الاجتماعية، شوخان عمر، إلى أسباب ارتفاع معدل جرائم القتل ولجوء المرأة الى الانتحار وقالت: "للأسف، لا يوجد يوم لا تنتشر فيه أخبار قتل النساء وانتحارهن، وهذا يعود لعدة أسباب أحدها أن هذا الجيل من الفتيات أصبحن واعيات ولا يريدنّ أن يحنينَ رؤوسهن للذهنية الذكورية التي تهيمن على المجتمع، وسبب آخر هو التهديد الإلكتروني، عندما تقيم الفتيات علاقات حب عبر الانترنت ويتعرضن للتهديد بنشر صورهن، ونتيجة لذلك، بدلاً من إبلاغ ذويهن، يلجأن إلى الانتحار، وغالباً ما تتحول جرائم قتل النساء الى عمليات انتحار".

كما أكد شوخان أن الذهنية الذكورية تهيمن على مجتمعنا وجميع القرارات تستند على هذه الذهنية وقالت: "عندما ترغب المرأة بالعمل أو الدراسة أو اتخاذ قرار آخر، يتم اعاقتها من قبل الرجال، والمرأة التي تنتفض في وجههم يتم قتلها واتهامها بقضية الشرف، حتى لا يخضع الرجال للعقوبات الشديدة، لأن القانون العراقي يخفف عقوبة الرجل الذي يقتل زوجته او شقيقته بدواعي الشرف، هذا القانون بحد ذاته هو عنف ضد المرأة، 90٪ من قضايا قتل النساء تحولت لقضايا القتل بدواعي الشرف للإفلات من العقاب.

كما قيمت المستشارة الاجتماعية شوخان عمر سبل تقليل المعدل المقلق لقتل الإناث وقالت: "نحث على تغيير القانون باسم الشرف، واتخاذ إجراءات لرفع الوعي في المدارس، لأن الكثير من حالات الانتحار تحدث بين الطلاب، وعليه يجب على الدعاة الدينيين والرجال أيضاً الارتقاء إلى مستوى مسؤولياتهم في تثقيف المجتمع، وللأسف أصبح قتل النساء حدثاً يومياً، وغالباً ما تقع العديد من هذه الحوادث في يوم واحد".

كما تحدثت رئيسة فرع كركوك في الاتحاد النسائي الكردستاني، جيان حميد عن قضايا قتل النساء واجبارهن على الانتحار وقالت: "للأسف، ازداد معدل قتل النساء بشكل خطير خلال السنوات القليلة الماضية، العديد من النساء اللواتي انتحرن بالفعل ليس لديهن من يساعدهن، وعليه يجب على العائلات مساعدة بناتهم من الناحية الذهنية، لأننا كمنظمات نسائية لا يمكننا الوصول إلى الجميع، لقد أكدنا دائماً من خلال الاجتماعات والندوات على أن المرأة بحاجة إلى توخي اليقظة وعدم التفكير في الانتحار، لأن هناك حلول لجميع القضايا".

وأوضحت جيان أن الذهنية الذكورية تسود في منطقتهم وأن النساء ليس لديهن القوة الكافية للوقوف ضده، وقالت: "تلجأ النساء للانتحار عندما لا يتلقين يد المساعدة، لا يوجد حالياً تقدير رسمي لمعدل قتل النساء أو انتحارهن، هذه الحقيقة يجب ان تؤخذ في الاعتبار".

وفي مستهل حديثها، نقدت جيان سياسة عدم المبالاة التي تتبعها الحكومة في قضايا قتل النساء واجبارهن على الانتحار وقالت: "لا تولي الحكومة والبرلمان أهمية كبيرة لقضايا قتل النساء، وعليه تكون مذنبة، لأنها غير مستعدة بعد لإقرار قانون ضد العنف المنزلي، حيث أصبحت القوانين المناهضة لحقوق المرأة ومصالحها أكثر عنفاً وهيمنة، ففي كل مرة تُقتل فيها امرأة، تحوّل أسرتها الجريمة الى جريمة بدواعي الشرف من أجل الإفلات من العقوبة القاسية".

وفي ختام حديثها دعت رئيسة فرع كركوك في الاتحاد النسائي الكردستاني، جيان حميد، لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من ظاهرة انتشار قتل النساء واجبارهن على الانتحار وقالت: "الرجال لا يساعدون المرأة في الحصول على حقوقها، كما لا تَمنح الاسرة والقانون للمرأة حقوقها، الآن يتم قتل النساء بشكل يومي وإجبارهن على الانتحار، لذلك من الضروري البدء في نظام تعليمي لبناء أسرة ومجتمع سليمين للحد من انتشار ظاهرة قتل النساء وانتحارهن".