اجرت وكالة فرات للأنباء لقاءاً مع الإدارية في الاتحاد النسائي السرياني فرع قامشلو جورجيت برصوم والتي تحدثت في البداية عن دور المرأة السريانية عبر التاريخ قائلة" عبر التاريخ كانت للمرأة السريانية دور كبير يعود تاريخها الى اكثر من 7000 عام، إن المرأة السريانية هي ابنة ارقى واقدام الحضارات الموجودة في منطقة الشرق الأوسط، عبر تاريخ المرأة السريانية كانت هي الالهة والقيادية في الإمبراطورية الاشورية شاه ميران والالهة عشتار ، المرأة السريانية حملت الكثير من الثقافات ، ومن خلال الديانة المسيحية، استطاعت المرأة السريانية ان تجد لها منفذاً لنيل حقوقها وأن تثبت وجودها في الحياة، حيث اخذت دورها بشكل كبير وفعال، فكانت راهبة وقديسة، ندرت نفسها من اجل ايمانها بالديانة المسيحية بكل طقوسها وافكارها.
الإبادة العرقية التي تعرض لها الشعب السرياني على يد الدولة التركية اضعفت دور المرأة السريانية عبر التاريخ
إن الشعب السرياني تعرض لمجازر على يد الدولة العثمانية التي كانت تسيطر على المنطقة. وأن حوالي نصف مليون سرياني قتل خلال تلك المجازر التي بدأت سنة 1914. تسببت المجازر في نزوح عدد كبير من السريان إلى سوريا والعراق ولبنان وغيرها من دول الشرق الأوسط. وترفض الحكومات التركية المتعاقبة الاعتراف بالمجازر التي اقترفتها الدولة العثمانية بحق السريان والطوائف والقوميات الأخرى وعلى رأسهم الأرمن. والتي كانت تطهير عرقي وابادة جماعية للوجود السرياني حيث انتهاكات حقوق المرأة السريانية فيها بكل المعاني، كما تعرضت الى اشد الانتهاكات منها الاغتصاب ، القتل ، التشريد ، التجريد ، التعذيب وجميع هذه الانتهاكات اضعفت وجود المرأة السريانية واضعفت افكارها، إن الأنظمة الحاكمة المتواجدة في المنطقة نفذت بحق الشعب السرياني مجازر كبيرة مثل مجزرة هكاري ومجازر أخرى، وكانت المعاناة مستمرة بحق الشعب السرياني الا ان إرادة السريانيين كانت الأقوى، ومن خلال هذه التجارب التي تعرضت لها المرأة السريانية عبر التاريخ، استطاعت ان تأخذ من هذه الانتهاكات التي مورست بحقها تجارب كبيرة لتكون الأقوى وصاحبة إرادة حرة.
المرأة السريانية في سوريا لم تستطع تمثيل قضيتها السريانية
المرأة السريانية في سوريا كان لها وجود في جميع مناحي الحياة وكانت موجودة في التنظيمات الاجتماعية، وكانت مثلها مثل أي امرأة تقوم بدورها الريادي وتدير وتنظم عائلتها، فقد تعرضت المرأة السريانية في بعض القرى والمناطق للقيود والعبودية نتيجة العادات والتقاليد، ولكن بشكل ما نستطيع القول ان المرأة السريانية كانت تتميز بالحرية ضمن المجتمع رغم الأمور التي تميزت بها، إلا ان المرأة السريانية في سوريا لم يكن لها أي تميز كامرأة سريانية تمثل الشعب السرياني والقومية السريانية، رغم انها كانت تعمل بكل جد، ولكن كامرأة مسيحية لا تمثل القضية السريانية.
وعلى الرغم من ان كان للمرأة السريانية دور مهم في الحراك السرياني والذي بدأ في الثمانيات من اجل القضية السريانية وحقوق المرأة السريانية، ولكن بشكل غير معلن كانت تقوم بتنظيم نفسها، وفي عام 1005 كان للمرأة السريانية من خلال الفعاليات والنشاطات الخاصة بها فأن المرأة السريانية تحمل أساس من التنظيم ولديها فكر تنظيمي، وباعتبار كان لها دور كبير في الكنائس، فكان لها فكر تنظيمي وليس فكر قومي كون كانت الأنظمة الحاكمة فذلك تفرض سلطتها على القوميات الأخرى فكانت جميع الفعاليات ضمن اطار الكنائس ولذلك كانت الكنائس هي المنقذ لتنظيم الشعب السرياني نفسه
مشروع الإدارة الذاتية كان فرصة كبيرة للمرأة السريانية لتنظيم نفسها
مع بداية الحراك الشعبي في سوريا وانطلاق ثورة 19 تموز والتي سميت بثورة المرأة كان للمرأة السريانية المبادرة والمشاركة في العمل التنظيمي، وبدأت انطلاقتها بفكر قوي مما تحمله من إرادة ومسؤولية تجاه شعبها وتجاه النساء، حيث اخذت المرأة السريانية ضمن ثورة 19 منذ بداية الحراك وخاصة في شمال وشرق سوريا ومنذ اللحظة الأولى التي رسخت الإدارة الذاتية أساسها، كانت المرأة السريانية مشاركة فيها في كتابة العقد الاجتماعي وتشكيل اللجان والمؤسسات، وكان لها دور كبير في مراكز صنع القرار، واخذت دورها السياسي ودورها في كافة المجالات والاجتماعية والاقتصادية والثقافية و الدبلوماسية أيضاً، وأصبحت تمثل قضية الشعب السرياني، المرأة السريانية موجودة الان في الإدارة الذاتية بجميع مفاصلها وهيئاتها، كما تحتل منصب الرئاسة المشتركة في جميع مؤسساتها، وهذا تميز كبير للمرأة السريانية عبر التاريخ السوري وقد اثبتت نفسها و امكانياتها.
وكان للمرأة السريانية دور خاص في المجال العسكري والتي تحدت بها جميع العادات والتقاليد والفكر الاجتماعي التي عاشت بها المرأة السريانية والمجازر والانتهاكات التي تعرضت لها المرأة السريانية بشكل وخاص وعلى القومية السريانية، المرأة السريانية أخذت من فكر ثورة 19 قرار بتشكيل وحدات حماية المرأة السريانية وتشكيل قوى خاصة بالمرأة السريانية في قوى الامن الداخلي، إن مشروع الإدارة الذاتية والأمة الديمقراطية أعطت المرأة السريانية النصيب الأكبر لإدارة نفسها بنفسها في جميع مناحي الحياة ونضال المرأة السريانية لم يتوقف رغم المشاكل والصعوبات نتيجة الازمة المتواجدة في سوريا فاستمرار بالنضال والكفاح