في استمرار الملتقى الحقوقي التشاوري حول مطالب المرأة في دستور سوريا الجديد الذي يعقد في الحسكة، أكدت المشاركات في الملتقى على ضرورة وجود المرأة الفاعل في بناء هذا الدستور، الذي يعكس تطلعات جميع المكونات السورية.
![](https://d1tr45u6dkwdtq.cloudfront.net/20757/13-02-2025-alhskt-ndal-mstmr-mn-ajl-dstwr-dymqraty-yshml-aljmy-f245f0pre.jpg)
وفي هذا السياق، أكدت سهام قريو، الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب الديمقراطي لشمال وشرق سوريا، على سقوط النظام البعثي، وأوضحت أن قرارات الحكومة الانتقالية التي صدرت في سوريا تحت رئاسة أبو محمد الجولاني كانت من طرف واحد، ولم تشارك فيها كافة الجغرافيا السورية، أو ممثلين عن المكونات المختلفة في البلاد. وأضافت أن اللجنة التي تم تشكيلها للتحضير للمؤتمر الوطني كانت يجب أن تكون قد شكلت قبل مؤتمر النصر، الذي ترأس فيه الجولاني سوريا، وكان من الواجب أن يشارك فيه جميع السوريين.
أما بخصوص الادعاءات بأن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا هي "إدارة انفصالية كردية"، فقد شددت سهام على أن جميع المكونات من كرد وعرب وسريان وأرمن وتركمان في المنطقة هم جزء من هذه الإدارة، وتعمل سويا من أجل بناء سوريا جديدة تسع الجميع. منوهة إلى أن مطالب المرأة السورية في الدستور الجديد هي أمر ضروري وأساسي، حيث لا يمكن تصور سوريا جديدة دون مشاركة المرأة في جميع المجالات.
![](https://d1tr45u6dkwdtq.cloudfront.net/20757/13-02-2025-alhskt-ndal-mstmr-mn-ajl-dstwr-dymqraty-yshml-aljmy-dfc6fepre.jpg)
من جانبها، تحدثت شيراز حمو، عضوة منسقية مؤتمر ستار لشمال وشرق سوريا، عن مؤتمر النصر وتساءلت: "كيف يمكن الحديث عن مؤتمر وطني سوري بينما نرى إقصاءً لبعض المكونات السورية؟". وأكدت أن سوريا الجديدة يجب أن تكون ديمقراطية وتعددية، وألا يكون هناك تمييز بين الأديان والمكونات المختلفة. كما تساءلت عن إمكانية وجود سوريا جديدة في ظل استمرار الاحتلالات في مناطق مثل عفرين وسري كانيه وكري سبيه، وأشارت إلى أن هناك صمتاً من الإدارة الجديدة في دمشق تجاه هذه القضايا.
وفيما يخص المكتسبات التي حققتها المرأة السورية، شددت شيراز أن هذه المكاسب هي ثمرة نضال طويل، مشيرة إلى أن المرأة السورية كانت في طليعة المعركة ضد التنظيمات الإرهابية مثل داعش، وتستحق مكانتها الأساسية في دستور سوريا الجديد، كما أكدت على أهمية توحيد الجبهة النسائية السورية، وأن هذه المكاسب هي ضمانة لبناء سوريا جديدة حرة وديمقراطية.
![](https://d1tr45u6dkwdtq.cloudfront.net/20757/13-02-2025-alhskt-ndal-mstmr-mn-ajl-dstwr-dymqraty-yshml-aljmy-198530pre.jpg)
فيما قالت عضوة مكتب المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي، إلهام عمر: "نحن كنساء في شمال وشرق سوريا قد حققنا الكثير من المكتسبات السورية من خلال التضحيات التي قدمناها، ومنها محاربة التنظيمات الإرهابية، وخاصة داعش، التي كانت تهدد مستقبلنا".
وأشارت إلى أن سوريا تمر الآن بفوضى سياسية وأمنية، إلا أن شمال وشرق سوريا يمثل النموذج الأكثر أماناً. واعتبرت أن ما تشهده سوريا الآن من حالات اختطاف وقمع يشير إلى عودة العهود الظالمة.
وفي الختام، أكدت إلهام عمر أن الشعارات التي ترفعها الإدارة السورية الجديدة حول حقوق الإنسان هي مجرد أقنعة، وأن ما حدث في سوريا ليس انتصاراً بل مجرد مسرحية مُعدة مسبقاً، حيث تم إسقاط النظام البعثي ليحل مكانه نظام متطرف يسعى لفرض لون واحد وقيم متشددة على الجميع.
وفي ظل هذه المناقشات العميقة، لا يمكن تجاهل الدور المحوري للمرأة السورية في إعادة بناء وطنها. مطالبتها بحقوقها في دستور سوريا الجديد هي خطوة أساسية نحو مستقبل يتسم بالحرية والديمقراطية، حيث تلعب المرأة دوراً محورياً في ضمان استقرار وسلامة البلاد لجميع مكوناتها.