نودا كرزان.. المقاتلة التي تركت آمال كبيرة وإرث نضالي عظيم للسائرين على درب الحرية

تمكنت نودا كرزان، باعتبارها مقاتلة ماهرة لوحدات المرأة الحرة – ستار، من تحقيق النجاح في كل عمل ومهمة أوكلت إليها، وتركت آمالها ونضالها من أجل الحرية، كإرث للسائرين على دربها، وهذا الإرث بحد ذاته يمثل ثروة لا تقدر بثمن من أجل الذين يخوضون نضال الحرية.

ولدت الشهيدة نودا كرزان (كزيبان يلماز) عام 1993 في بدليس لعائلة وطنية خلال سنوات الانتفاضة في كردستان، وعائلة نودا كرزان هي عائلة لم تخضع ولم تستسلم لقمع وفاشية الدولة ولم تتخلى عن قيمها، وبسبب ضغوط الدولة، اضطرت للنزوح إلى إسطنبول، ونشأت نودا كرزان في إسطنبول بروح وطنية عظيمة، وكان عشق الوطن متجذراً في قلب نودا كرزان، وبدأت رفيقة دربنا، التي تعرفت على نضال الحرية للشعب الكردي عن كثب، النضال الثوري من خلال الانضمام إلى صفوف الشبيبة، وكدحت ضمن نشاطات الشبيبة بشجاعة عظيمة وتصميم كبير، وفي عام 2014، عندما كانت الحرب مستعرة في روج آفا، ذهبت إلى جبال كردستان وانضمت إلى صفوف الكريلا.

وعادت نودا كرزان إلى موطنها الذي غادرته مرغمة بسبب ضغوط العدو، وبطبيعة الحال، فإن الذين أرغموا على مغادرة موطنهم لن تكون عودتهم اعتيادية، نودا، التي كانت مقاتلة للكريلا في الجبال الحرة، تلقت في البداية تدريب المقاتلين الجدد، ثم تلقت تدريبات عسكرية وفكرية، وحققت الكريلا نودا تقدماً كبيراً في فترة زمنية قصيرة وشاركت في الأنشطة العملية، وخاضت نضالاً ثورياً ضد هجمات دولة الاحتلال التركي في الجبهات الأمامية، ومع مرور الوقت، كانت تتعرف على نفسها أكثر فأكثر، وتتعلم وتتطور أكثر، إن الشهداء أمثال نودا بذلوا جهوداً عظيمة في تاريخ تحرير كردستان.

ووصلت الكريلا نودا، التي تلقت تدريباً في أكاديمية الشهيد ماهر، إلى المستوى الاحترافي، وشاركت لسنوات في العديد من النشاطات والأعمال في متينا، وواصلت نودا نضالها بشكل فعّال بأسلوب الفرق المتنقلة، وبذلت جهوداً عظيمة في كل مكانٍ ناضلت فيه، وكان الذهاب إلى شمال كردستان والتواجد في الجبهات الأمامية، دائماً الهدف الثوري بالنسبة للكريلا نودا، وعن شمال كردستان قالت الشهيدة نودا: "شمال كردستان هو المكان الأكبر في الوطن، وهو المكان الذي تلقى فيه العدو أقسى الضربات وهو المكان الذي تم تجاهله أكثر الشيء"، إن شمال كردستان هو الجزء الذي أطلقت فيه رصاصات النضال الأولى وتم فيه الانبعاث لأول مرة، لذا فإن القتال في شمال كردستان المليء بذكريات الكريلا، لها معنى كبير لدى كل مقاتل ومقاتلة من الكريلا.

شاركت في العديد من العمليات التي تلقى فيها العدو أقسى الضربات

ووصلت الكريلا نودا إلى هدفها بقوة كبيرة وذهبت إلى سفوح جبال كاتو، ووسط تلك الجبال المهيبة، كانت تنظر إلى مدن وطنها المحتلة وشعب ذلك الوطن الذي يتعرض لقمع العدو، وكانت تُقسم في كل نظرة تنظر فيها، على تحرير كردستان، وشاركت الشهيدة نودا بخبرتها وتجربتها القتالية، بفعالية في الحرب في جبال شمال كردستان وقاتلت بكل شجاعة، وتمكنت الكريلا نودا، باعتبارها مقاتلة ماهرة لوحدات المرأة الحرة – ستار، من تحقيق النجاح في كل عمل ومهمة أوكلت إليها وشاركت في العديد من العمليات التي تلقى فيها العدو أقسى الضربات، وارتقت إلى مرتبة الشهادة مع 3 من رفاقها بتاريخ 30 آب 2021 بسبب قيام بعض الخونة بإدلاء معلومات للعدو في منطقة ألكه التابعة لشرناخ.

كانت الشهيدة نودا تنير كل مكان تذهب إليه مثل ضوء الشمس، إن الشهيدة نودا، باعتبارها امرأة كردية، أقامت علاقات رفاقية حقيقية مع رفاقها الذين قاتلت معهم، واتخذت دائماً موقفاً مشرفاً وقوياً في كل مكان، وقد سطرت اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ وطنها بشجاعتها وفدائيتها، وتركت آمالها ونضالها من أجل الحرية في جبال كاتو، كإرث عظيم للسائرين على دربها، وهذا الإرث بحد ذاته يمثل ثروة لا تقدر بثمن من أجل الذين يخوضون نضال الحرية.