حاولت الجمهورية التي أتمت قرنها الأول عبر تاريخها مواصلة وجودها عبر ارتكاب الإبادات الجماعية والمجازر ضد الشعب الكردي، وتواصل الدولة التي دخلت في هذه الأيام قرنها الثاني هجماتها على الشعب الكردي بأشكال مختلفة، حيث أنها منخرطة في محاولة خاصة ضد الشبيبة الكردية والمرأة الكردية.
وقيّمت الناشطة في حركة المرأة الحرة (TJA)، أيلم ساروجا، سياسات الدولة تجاه المرأة الكردية والأحداث الجارية في تاريخ الجمهورية.
"تواصل الدولة التركية وجودها من خلال ارتكاب المجازر والإبادات الجماعية بحق الشعب الكردي"
أكدت ساروجا أن القومية في تركيا استمرت في الوجود طوال تاريخ الجمهورية بأكمله من خلال ممارسة القمع وارتكاب المجازر بحق الشعب الكردي، وأوضحت أن السياسات العدائية ضد وجود الكرد مستمرة منذ مئات السنين، وقالت بهذا الخصوص: "إن القومية التي تنادي باللغة الواحدة والعلم الواحد والبلد الواحد، فرضت نفسها كشكل من أشكال الإدارة على مدى قرن من الزمن ولا يزال هذا الأمر مستمراً، كما أن السياسات العدائية ضد اللغة الكردية والثقافة الكردية والوجود الكردي موجودة منذ أكثر من قرن من الزمن ولا تزال مستمرة حتى يومنا الحالي، والعامل الآخر أيضاً هو ظاهرة النزعة العنصرية، كما لا يحتاج المرء إلى الرجوع للوراء كثيراً بشأن هذا الأمر، فاليوم نرى أيضاً أنهم يقومون بفصل المجتمع عن بعضه البعض، وقد قامت تركيا باستهداف المرأة على الدوام في الحروب التي بدأتها في تاريخ الجمهورية، حيث استهدفت المرأة على وجه الخصوص في كل من كردستان وديرسم ومرعش وزيلان وروج آفا، إما عبر التشهير بجسدها أو بقتلها، لأن عقلية الدولة الذكورية كانت قد اعتبرت جسد المرأة مثل غنيمة في تاريخ الحروب العالمية، حيث أصبحت المرأة الهدف الأول في الحروب والمجازر، وقد ارتكبت تركيا أيضاً هذا الأمر بحق المرأة الكردية في تاريخ جمهوريتها".
"نضال حرية المرأة"
وقالت ساروجا أن المرأة الكردية التي واجهت هجمات المجازر والدمار، تبحث منذ فترة التسعينيات عن ساحة بحيث يمكن حماية المرأة، وأوضحت أنها بهذه الطريقة تعزز من نضالها منذ تلك الأيام حتى اليوم الحالي، وقالت ساروجا بخصوص تطور حركة المرأة الكردية ما يلي: "لقد تعزز النضال التحرري للمرأة من جميع الجوانب، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، وبالطبع، إن المكتسبات الحالية قد تمخضت نتيجة خوض النضالات الصعبة، وهذا ما عزز حركة المرأة الكردية".
"سياسة الحرب الخاصة ضد المرأة"
وقالت ساروجا أن الدولة تنفذ في كردستان سياسة الحرب الخاصة ضد المرأة، وذكرت أن المرأة الشابة تتعرض للابتزاز ومحاولة التجسس عليها من خلال علاقات لا شرعية وما يُسمى بعلاقات الحب، وقالت ساروجا بشأن الهجمات ضد المرأة الكردية: "من المهم جداً أن رؤية سياسات الحرب الخاصة التي تجري في كردستان ضمن المجتمع، ولكنها تُنفذ بشكل خاص على المرأة، فهذه السياسات التي تُنفذ على المجتمع الكردي والمرأة الكردية، لا تلحق الضرر بحركة المرأة الكردية، بل تلحق الضرر بنضال المرأة برمته".
"سنناضل من أجل جمهورية ديمقراطية"
أكدت ساروجا أن القرن الـ21 سيكون قرن حرية المرأة وأن حركة المرأة الكردية ستصر على التعبير عن ذلك الأمر، وقالت ساروجا في الختام: "سيكون القرن الـ21، الذي نصفه بـ قرن المرأة. وبالطبع، سنواصل في قرن الجمهورية، كحركة نسائية كردية، نضالنا من أجل تركيا ديمقراطية، ونعلم أنه ينبغي علينا الاجتماع حول أرضية مشتركة مع جميع الحركات النسائية من أجل نضالنا، ونعزز معاً نضالنا ضد العقلية الذكورية المهيمنة، والمضي قدماً في إطار هذا المفهوم".