أجلت السلطات الإيرانية جلسة الاستماع في قضية الناشطة الكردية، وريشة مرادي، التي كان مقرر انعقادها في 28 آب الجاري، وذلك بسبب "عدم حضور ممثل المدعي العام ومستشار محكمة آموزدا".
وقالت وريشة مرادي التي كتبت رسالة إلى الرأي العام قبل أن تحضر الجلسة: "أنا الآن على وشك عقد جلسة استماع أخرى، لقد قررت هذه المرة، كشخص عاش فلسفة "المرأة، الحياة، الحرية Jin Jiyan Azadî" أن أمثل أمام المحكمة بإرادتي وأثبت حقي ولتكريم كل من فقدوا حياتهم في هذه القضية، إنها طريقتي للمطالبة بحياة حرة".
وجاء في نص رسالة وريشة مرادي:
"أنا، وريشة مرادي، السجينة السياسية التي اعتقلتها قوات المخابرات في الطريق من كرمشان إلى سنندج في تموز 2023 وقضيت فترة من الاعتقال والتعذيب في مركز احتجاز استخبارات سنندج والعنبر 209 في سجن إيفين بطهران، وعشت ألماً كوني امرأة في مجتمع غير عادل، لقد تعرفت على مصاعب النساء الأخريات، أثناء سجني التقيت بالعديد من النساء اللاتي عشن أهوال السجون، أنه النظام الذي حدد "الجنة تحت أقدام الأمهات" بطريقة مختلفة وتعسفية، أنا متحدة مع النساء وأقضي كل لحظة مع ضحايا هذا النظام الأبوي بطريقة ما، ونحن أيضاً من رفعنا رؤوسنا ضد هذا الظلم ورفعنا علم مناهضة كراهية النساء وقتلهن".
وتابعت في رسالتها "نحن أبناء الأمة المستعمرة، مهما كانت لغتنا وجنسيتنا وعقيدتنا، كالروح الواحدة في أجساد متعددة، نشعر بآلام بعضنا البعض، في هذا السجن يزدهر جانبنا الإنساني أكثر وتجتاز الأنوثة اختبار قوتها وإنسانيتها وتخرج فخورة، وهنا ينقلب التاريخ رأساً على عقب! ولم تعد هذه "الأمة المستعمرة" تستسلم لسيف القدر، وتنقل العملية التاريخية لنضال المرأة الفردي إلى مرحلة أخرى، معاً، يداً بيد، وبالتضامن الذي لا يمكن إلا للنساء إظهاره، نواجه الأحداث التي تقع أمامنا في كل لحظة، نحن أيضاً بشر، رغباتنا وعاداتنا وسلوكياتنا مختلفة، كل منا "واحد" آخر، لكننا في الوقت نفسه "وحدة كاملة" ضد الطغات، لدينا روح واحدة، وموقف واحد، ونظرة واحدة، وصرخة واحدة ضد السلطة المفروضة".
كما شددت بقولها "نحن مصممون على الجمع بين هذه الحياة والحرية، النظام الأبوي الذي يضع عينه على السلطة، والقوة الشهوانية التي تضع عينها على أقصى قدر من الربح، أوصلوا الإنسانية إلى هذه الحالة التي أصبحت فيها ليس فقط ضد إخوانها، ولكن أيضاً ضد الحيوانات والنباتات والأشجار والطبيعة، وهذا أولاً بالكراهية، بدأ الأمر بالنساء وكراهية النساء، لقد وجدنا بداية هذا الانحراف، ونحن عازمون على إعادة الحياة إلى مجراها، كل موقف نتخذه، كل سلوك نقوم به، كل عمل نظهره هو في إطار هذه الوحدة التي تتشكل حول حبنا للحياة الحرة، وتصدر المحكمة حكماً وتفرض ضغوطاً ونظام السجون يفرض قيوداً على القيود، يظهر المتورطون سلوكاً اضطهادياً مخططاً له مسبقاً، لكننا نحن الذين ندرك الأمر، نحن الذين ندرك العصر، نحن الذين نعرف ما أصبحوا عليه تحت ضغط الشعب والإنسانية، نمضي قدماً بطريقتنا الخاصة، هكذا ستشكل النساء تاريخ هذا البلد، وهكذا سينشرن شعار Jin Jiyan Azadî"" في العالم".
وأكدت في رسالتها أنه "على طول هذا الطريق، نتصرف وفقاً لضرورة التضامن وأنا أيضاً جزء من مجتمع السجن هذا، فقد أعلنت أنني لن أذهب إلى المحكمة، ولم أذهب، وقدمت دفاعي أمام الرأي العام احتجاجاً على الأحكام الجائرة التي صدرت بحق شريفة محمدي وبخشان عزيزي، قلت إنه طالما أن هذه المحكمة تصدر مثل هذه الأحكام على مثل هذه النساء المناضلات، فلن أحضر جلسة المحاكمة كونها لم تكن محاكمتي، بل كانت محاكمة جميع النساء اللاتي ناضلن من أجل الحرية، لذا كانت فرصة لي للاحتجاج على هذه الأحكام نيابة عن جميع سجنائنا".
وأضافت "لو كان هناك أي امرأة أخرى لديها هذه الأفكار في مكاني، لتصرفت بنفس الطريقة، لقد تم تأجيل محاكمتي وأنا الآن على وشك عقد جلسة استماع أخرى، لقد قررت هذه المرة، كشخص عاش فلسفة Jin Jiyan Azadî" أن أمثل أمام المحكمة بإرادتي وأثبت حقي ولتكريم كل من فقدوا حياتهم في هذه القضية، إنها طريقتي للمطالبة بحياة حرة، من الممكن ألا يُسمح لي بالتحدث، ومن الممكن أن يسجلوا ذهابي إلى المحكمة فقط كجزء مما يسمى بإجراءات المحكمة، وأنا أعلم أن هذه "الحيل القانونية" يمكن تنفيذها بسهولة، ولكن مع غيابي لم يكن أمراً شخصياً، وهذا الرحيل ليس شخصياً أيضاً، وسأقف أمام المحكمة كممثل لهذه الفئة من المناضلين وطالبي الحرية، سواء أعطوني الحق في الكلام أم لا، فإن وقوفي هناك سيكون علامة على تصميمي، وتصميمنا على المطالبة بالعدالة والمساواة، أينما كنا، لنا موقف واحد وهو الإنسانية والحرية، سواء كان ذلك عندما كنت أعيش في أجمل الطبيعة، أو عندما كنت في جحيم الحرب مع قوى داعش الظلامية، أو عندما كنت أقاتل بحرية، أو الآن في سجون نظام ظالم، أنا أقف موقفي المحب للحرية وسأكون كذلك أتمنى أن يحقق موقف المرأة في الفصل الأخير من النضال ضد القمع الأبوي النصر للإنسانية".