"وجود اقتصاد المرأة في روج آفا أمر مهم"

أكدت المتحدثة باسم لجنة اقتصاد المرأة في مؤتمر ستار، كلستان مراد، على أن هدفهم من اقتصاد المرأة هو إخراج النساء من النظام المفروض عليهن، وقالت: إن "المرأة ستكون حرة بفكرها وشخصيتها وستدير نفسها بنفسها".

يواصل مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا أعماله على قدمٍ وساق من أجل المرأة، وتحدثت المتحدثة باسم لجنة اقتصاد المرأة في مؤتمر ستار، كلستان مراد، لوكالة فرات للأنباء (ANF) حول هذه الأعمال.

 

وركزت كلستان مراد في مستهل حديثها على معنى وأهمية اقتصاد المرأة، وأضافت قائلةً: "إن اللجنة الاقتصادية هي أيضاً لجنة رئيسية في مؤتمر ستار، وكثيراً ما نُسأل لماذا يوجد اقتصاد المرأة؟ فالاقتصاد بأساسه هو من واجب المرأة، وكلمة الاقتصاد نفسها في اللاتينية تعني إعالة المنزل أو قواعد المنزل، فعلى مر التاريخ وحتى الآن، المرأة هي التي تهتم وتدير اقتصاد المنزل، ولكن في البداية، لم يكن معنى اقتصاد المجتمع معروفاً، وقد بدأ الأمر في البداية بجمع الثمار، ثم تطور تدريجياً، فأخرجت المرأة الزراعة وطورتها، وهكذا بدأت التنشئة الاجتماعية وبرزت المنتجات، وتدريجياً تجاوز المنتج الزراعي الاحتياجات اليومية، ولذلك، قامت المرأة بتخزين المزيد من المنتجات للمستقبل حتى لا يتضوروا جوعاً، وهذه الثقافة مستمرة حتى يومنا الحالي". 

"لا يمكن فصل المرأة والاقتصاد عن بعضهما البعض"

وذكرت كلستان مراد أن الذهنية التي مارسها الرجل على المرأة جعل اقتصاد المرأة تخرج من يدها، وتابعت قائلةً: "نظراً للذهنية الذكورية، بقيت المرأة مجردة من الدور المنوط بها في المجال الاقتصادي، وشكل ذلك تأثيراُ كبيرة على المرأة، ولكن بفضل ثورة روج آفا شغلت المرأة مكانتها في كل المجالات، وأحد هذه المجالات أيضاً المجال الاقتصادي، وكان لا بد للمرأة من تشغل مكانتها فيها وتديره، ويذكر القائد عبدالله أوجلان أن المرأة والاقتصاد لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض، لأن الاقتصاد قد تشكل على يد المرأة وأن من سيطور الاقتصاد ويحسنه هي المرأة، فالمرأة بطبيعتها لديها حس الابتكار، ولا تفكر أبداً في المصالح الشخصية، بل تفكر دائماً في محيطها ومجتمعها".        

"اقتصاد المرأة هو اقتصاد اجتماعي ومجتمعي"

وبيّنت كلستان مراد أنه تم إنشاء لجنة اقتصاد المرأة في العام 2015، وتحدثت في هذا الصدد قائلةً: "تشغل حوالي 3 آلاف نساء مكانتهن حتى يومنا الحالي في أعمال ومشاريع اقتصاد المرأة، كما أن النشاط الاقتصادي للمرأة مبني بأساسه على مبدأ ترسيخ التعاونية، وأحد أهداف اقتصاد المرأة هو بناء اقتصاد اجتماعي ومجتمعي، فالنشاط التعاوني هو نشاط مشترك، فالجميع يعملون معاً، وأياً كان المردود يتم توزيعه معاً بالتساوي أيضاً، ولذلك، فإن معظم مشاريعنا يجري تنفيذها على أساس تعاوني".

تتوجه الكثير من النساء نحو لجنة الاقتصاد

وتطرقت كلستان مراد في سياق حديثها إلى بداية تأسيس الاقتصاد، وقالت بهذا الخصوص: "في البداية، بدأت أنشطة اقتصاد المرأة بعدد قليل من النساء، ولكن مع التدريبات والنقاشات والتطورات التي طرأت على المجتمع والثورة، اتجهت الكثير من النساء إلى اقتصاد المرأة وتشارك العديد منهن الآن في لجان المرأة، فكل امرأة، قامت بتنظيم نفسها ومحيطها ومجتمعها، كما أن نشاط المرأة في اقتصاد المرأة لا يقتصر فقط على أساس تطوير الاقتصاد فحسب، بل إنه تم تنظيم الكثير من النساء من خلال إقامة الدورات التدريبية وعقد الاجتماعات والنقاشات وإجراء الزيارات، وحالياً، تقوم الكثير من النساء بالتوجه نحو اقتصاد المرأة، ويطرحنَّ اقتراحاتهن وآرائهن أيضاً لتطوير وتنمية اقتصاد المرأة".

النشاط مركز بشكل مكثف على الزراعة

وأوضحت المتحدثة باسم اقتصاد المرأة كلستان مراد، أن اقتصاد المرأة يعد أمراً مهماً بالنسبة للمرأة في غرب كردستان (روج آفا)، وأضافت قائلةً: "إن لم يكن للمرأة اقتصادها الخاص ستبقى دائماً غير حرة، ويقول القائد أوجلان: "البطالة عدو قوي في مواجهة المرأة"، لذلك، أردنا القضاء على بطالة المرأة أو بقائها سجينة بين الجدران الأربعة وخدمة المنزل والأطفال فقط، فإذا كانت المرأة عاطلة عن العمل، فسوف تسلك طرق خاطئة، فالاقتصاد بالنسبة لها مهم للغاية، وخاصةً أيضاً في روج آفا، وتتركز أنشطتنا المتمثلة في اقتصاد المرأة بشكل مكثف على الزراعة، فالزراعة هي عمل طويل الأجل ويخلق ارتباطاً وثيقاً مع الأرض، كما أنه يكون بمثابة دفع معنوي بالنسبة للأسرة، وبالإضافة إلى الزراعة، هناك أيضاً مشاريع تجارية وصناعية أيضاً، ولكن مع ذلك، فإن أساسها مستمد من الزراعة، لأن العمل الرئيسي هنا هو الزراعة، ويولينَّ الأهمية بشكل متزايد للزراعة، وقد اتخذنا فكر القائد أوجلان وفلسفته كأساس لعملنا".

"سنستجيب لجميع النساء"  

واختتمت كلستان مراد حديثها بالقول: "كان قد حصل جفاف قبل فترة من الوقت وشكل تأثيراً كبيراً على الاقتصاد والمجتمع، ونحن بصدد بذل مساعي في الشأن لتفادي تكرار ذلك، ولنقم باتخاذ خطوات جديدة سنة تلو الأخرى، ونحل المشاكل بأساليب جديدة، حتى لا يؤثر ذلك على أنشطتنا مرة أخرى في السنوات القادمة، وسنستجيب لجميع النساء ولن تبقى أي امرأة عاطلة عن العمل، بحيث ستتمتع المرأة بالحرية بفكرها وشخصيتها وتدير نفسها بنفسها".