شعار "Jin, Jiyan, Azadî" بات فلسفة حياة عابرة لحدود الزمان والمكان
أكد تحالف ندى، ان جينا أميني لم تَعُد مجرد ضحية للعنف الممنهج من قبل النظام الإيراني، بل باتت رمزاً لأمل وإرادة النساء اللواتي ناضلن من أجل الحرية والكرامة.
أكد تحالف ندى، ان جينا أميني لم تَعُد مجرد ضحية للعنف الممنهج من قبل النظام الإيراني، بل باتت رمزاً لأمل وإرادة النساء اللواتي ناضلن من أجل الحرية والكرامة.
وجاء ذلك من خلال بيان أصدره تحالف ندى حول الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد جينا أميني وتصاعد القمع ضد النساء في إيران.
وجاء في نص البيان مايلي:
"يصادف اليوم الذكرى الثانية لاستشهاد مهسا/جينا أميني، الشابة الكردية التي قتلها تدريجياً نظام الملالي وشرطته "الأخلاقية"، فأضاءت بدمها شعلة ثورة اجتماعية لم ولن تنطفئ. جينا/مهسا أميني لم تَعُد مجرد ضحية للعنف الممنهج من قبل النظام الإيراني، بل باتت رمزاً لأمل وإرادة النساء اللواتي ناضلن من أجل الحرية والكرامة، في إيران وجميع أنحاء العالم؛ وأطلقت شرارة الانتفاضات الحاشدة الملتفة تحت شعار "Jin, Jiyan, Azadî"، (المرأة، الحياة، الحرية)، الذي دوّى صداه في إيران وفي كل مكان تناضل فيه النساء من أجل حقوقهن وحريتهن.
إن شعار "Jin, Jiyan, Azadî"، الذي بات رمزاً عالمياً، ليس مجرد كلمات تتردد في المظاهرات، بل هو فلسفة حياة عابرة لحدود الزمان والمكان. وهو تعبير عن أن الحرية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا بتحرر المرأة من كل أشكال القهر والاستعباد. هذه الفلسفة تدعو إلى احترام المرأة والاعتراف بكرامتها كإنسانة. لقد أظهرت النساء في إيران، وفي العديد من المناطق الأخرى، أنهن القوة الحقيقية للتغيير، وأن النضال النسائي المتواصل هو تأكيد على أن الثورة ليست فترة انتقالية مؤقتة، بل هي بداية لحياة جديدة في مجتمع حر وقويم وملتف حول حرية المرأة.
في ظل استمرار النظام الإيراني في ممارساته القمعية، وتصاعد أحكام الإعدام بحق الناشطات والمناضلات، نؤكد على أن السياسات القمعية والأحكام المجحفة بحق المناضلات "بخشان عزيزي" و"شريفة محمدي " و"فريشة مرادي" وغيرهن الكثيرات اللواتي يواجهن أحكام الإعدام لمجرد مطالبتهن بحقوقهن الأساسية؛ إنما تكشف الوجه الحقيقي لنظام لا يحتمل أي صوت معارض، خصوصاً إذا كان هذا الصوت نسائياً.
وعليه، فإننا في التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي/تحالف ندى، نؤكد أن حادثة مقتل جينا/مهسا أميني لم تكن حالة منفردة، بل هي امتداد لنهج متواصل من القمع ضد النساء في إيران؛ وأن هذه الممارسات لا تقتصر على الداخل الإيراني، بل وتمثل جزءاً من أزمة عامة تواجهها النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك انتقاماً من النساء اللواتي كنّ ولا يزلن في الخطوط الأمامية للمقاومة ضد الأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية والقوى الرجعية.
ويُعبّر تحالف ندى عن تضامنه العميق مع كل النساء اللواتي يتحدّين هذا الظلم، ومساندته لهن؛ ويدعو إلى حشد الجهود النسائية إقليمياً ودولياً، لفضح انتهاكات النظام الإيراني ورفع الصوت ضد أحكام الإعدام، وأن تتبنى التنظيمات النسائية النضالية في المنطقة والعالم استراتيجيات مشتركة تشمل "التوعية، والدعم القانوني، والضغط السياسي" على المستويات الدولية، لمواجهة الأنظمة التي تستهدف النساء وتقمع حرياتهن.
ويؤكد تحالف ندى على أن العمل المشترك بين الحركات النسائية بات ضرورة ماسّة للمقاومة والتصدي والنضال في سبيل بناء عالم أكثر عدالة.
كما يشدد تحالف ندى على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبيرة تجاه ما يحدث في إيران. فالصمت تجاه هذه الجرائم يعني التواطؤ والشراكة مع نظام قمعي يستخدم أساليب الترهيب والتعذيب لترسيخ سلطته.
ويدعو تحالف ندى الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية للتحرك الفوري لوقف أحكام الإعدام بحق النساء في إيران والضغط على السلطات للإفراج عن جميع المعتقلات السياسيات.
إننا نرفع أصواتنا عالية مرددات شعار "Jin, Jiyan, Azadî"، ونؤكد أن هذا الشعار سيبقى نبراساً يقودنا في نضالنا نحو الحرية والكرامة والعدالة".