كان الوطنيين الكرد يواصلون الأعمال والأنشطة الثورية على أرضهم بسرية تامة، وذلك قبل بدء الثورة في روج آفا كردستان، وفي سياق هذه الأنشطة السرية، واجه الشعب الكردي الذين كانوا يحاولون حماية ثقافتهم، لغتهم، وهويتهم الكردايتية من الاستيعاب والانحلال، للعديد من الممارسات القمعية من قبل حكومة دمشق، لكن على الرغم من جميع هذه الضغوطات والقمع إلا إنهم واصلوا أعمالهم وناضلوا في سبيل هويتهم، ومن بين النساء اللواتي أصبحن من عاشقات هذا المسار بأعمالهن ونضالهن الثوري، هي الإدارية في مؤتمر ستار لمقاطعة قامشلو، شاهة خليل، التي تعرضت في خضم نضالها الوطني للعديد من الممارسات القمعية على أيدي حكومة دمشق.
روت الإدارية شاهة خليل لوكالة فرات للأنباء (ANF)، لحظاتها وتجاربها في مسيرة النضال الوطني من أجل الحرية.
لقد تعلقتُ كثيراً بفكر القائد أوجلان
ذكرت شاهة خليل بانها تعرفت على حركة الحرية في عام 1984، وقالت: "لم نكن نعرف الحركة في بداية عام 1983، كان الرفاق يأتون لزيارتنا في القرية بطريقة سرية مرة واحدة في الشهر وكانوا يطلق عليهم آنذاك اسم ’الطلبة‘، كانوا يأتون إلى القرية على شكل مجموعة من الطلاب والأشخاص مع الأحزاب ثم كانوا يعقدون اجتماعاً قصيراً ثم يغادرون، وفي ذلك الوقت لم أكن أعرف أي شيء عن الحركة وأنشطتهم الوطنية، فعندما تزوجت في عام 1984، لقد رأيت صورة القائد أوجلان معلقة في منزل زوجي، لم أكن أعرف القائد أوجلان في ذلك الوقت ثم سألت زوجي من هذا الشخص في الصورة، فأجب بأنه القائد أوجلان، ثم جاء الرفاق إلى قرية كرباوي في عام 1986 بطريقة رسمية، وفي ذلك الوقت جاؤوا لزيارتنا أيضاً وناقشوا معي عن فكر وفلسفة القائد أوجلان وكردستان حرة، ومنذ ذلك الحين ارتبطت بفكر القائد أوجلان كثيراً، ثم كنت أخرج معهم لزيارة القرى المجاورة واحدة تلو الأخرى وبدأتُ بالأعمال الجبهوية".
كنا نعرّف الشعب الكردي على فكر القائد أوجلان
وسلطت شاهة خليل الضوء على الأنشطة الوطنية في ذلك الوقت، وتابعت قائلةً: "الرفاق أتوا بطريقة رسمية وكانوا يواصلون أعمالهم في الشريط القروي في التسعينيات، في ذلك الوقت كن نقوم بالأعمال الجبهوية في 93 قرية، كنا نعرّف الشعب الكردي على القائد أوجلان ونقوم بجمع المساعدات، وأثناء عملنا الجبهوي ارتبط الكثير من الأشخاص الوطنيين بفكر القائد أوجلان وفلسفته أيضاً، وبالتالي كان يتم مواصلة الأعمال الأكثر قداسة، فإن أعمالنا و أنشطتنا التي نواصلها حتى يومنا هذا جميعها نتاج العمل الجبهوي في ذلك الوقت، وأجدر بذكره إنه في ذلك الوقت كنت قيد التحقيق لدى حكومة دمشق، لكن برغم كل ما فعلته هذه الحكومة لإعاقتنا، هو أننا بالفعل واصلنا عملنا بتصميم وعزيمة كبيريتين حتى اليوم، ففي عام 1995، أراد القائد أوجلان من كل الوطنيين الذين يقومون بالأعمال الجبهوية بزيارته، ففي ذلك الوقت، ذهب 40 شخصاً على مستوى الجزيرة وكنت واحدة منهم إليه، ما زلنا نعيش بفضل تلك اللحظة التي التقينا بها بالقائد أوجلان، بقينا مع القائد أوجلان لبضعة أيام، كان يقدم القائد أوجلان التدريبات التوعوية حول كيفية قيام الأشخاص الجبهويين بأعمالهم وإدارة أنشطتهم الوطنية في مناطقهم".
العام الذي تم أسر القائد أوجلان فيه كان بمثابة عاماً أسوداً بالنسبة لنا
وذكرت شاهة خليل إن عام الذي تم أسر القائد عبد الله أوجلان فيه كان عاماً أسوداً، وأضافت قائلةً: "عام 1999، حيث تم أسر القائد أوجلان فيه كان بمثابة عاماً أسوداً بالنسبة لنا، دخلنا في حملة الإضراب عن الطعام، وواصلنا إضرابنا لمدة 11 يوماً، قلنا بأننا سنواصل إضرابنا حتى أن نتلقى معلومة من قائدنا أوجلان، وفي ذلك الوقت تلقينا معلومة من القائد أوجلان وذكر فيه بإنه يجب على الجميع إنهاء إضرابه المفتوح عن الطعام، وأن يواصل الجميع أنشطته الوطنية والثورية ويناضل بكل قوته، وبالتالي تم إيقاف حملة الإضراب عن الطعام عندما تم تلقي المعلومات من القائد أوجلان، وبناءً على تصريح القائد أوجلان واصلنا عملنا في النشاط الجبهوي، وكنا نشكل مجموعات دراسية".
كما تحدثت الإدارية شاهة خليل عن النجاح الذي حققته ثورة روج آفا كردستان على النحو التالي: "بدأت ثورة روج آفا، فهذه الثورة هي نتاج حركة الحرية والأعمال الجبهوية، ففي بداية الثورة، عندما قلنا سنبدأ بتأسيس المجلس وإجراء الانتخابات، بدأت المنظمة بالخط الثالث وخاضت الأعمال السياسية والعسكرية معاً ثم بدأت بتأسيس كل المنظمات والمؤسسات، رشحني الرفاق لانتخاب مجلس حي الكورنيش وفزت بالصوت الثاني، وبعدما أن أصبحت المجالس رسمية أنشأنا مجالس القروية أيضاً، وقمنا بتنظيم انتخابات المجالس، عدت وأصبحت إدارية مجلس كرباوي، كنت أدير أعمال المجلس وأعمال العامة أيضاً، وبالتالي أيضاً تم إجراء انتخابات اتحاد ستار واقترح الرفاق بأن أقوم بأعمال الإدارة في اتحاد ستار في مقاطعة قامشلو، ثم التحقت بالتدريب بشأن نشاط اتحاد ستار في مدينة رميلان لمدة شهر".
التحقت بالتدريب في جبل قنديل
وذكرت شاهة خليل بأنها التحقت بالتدريب في جبل قنديل في عامل 2014، وقالت: "نحن النساء بشكل إجمالي، كنا حوالي 40 شخصاً من المجلس وثورة روج آفا التحقنا بالتدريب، بعد عودتي من التدريب لا زلت كنت إدارية في مقاطعة قامشلو، ثم اقترح الرفاق بإن أدير مؤتمر ستار في المقاطعة، وفي الوقت الراهن أدير الأنشطة الإدارية لمؤتمر ستار لمقاطعة قامشلو منذ 5 سنوات".
جددت إدارية مؤتمر ستار، شاهة خليل، قسمها على مواصلة أعمالها النضالية ونشاطها الوطني وصرحت إنها ستسير على درب الشهداء حتى النهاية، وقالت في ختام حديثها: "لم أندم قط على قيامي بأنشطة المنظمة، وأشعر بسعادة غامرة دائماً بأننا نعيش على فكر وفلسفة القائد أوجلان، نعيش على خطى الشهداء، نحن كحركة المرأة نناضل في سبيل حرية المرأة، إننا نقول لن تتحرر المرأة حتى يتم ضمان الحرية الجسدية للقائد أوجلان، ولا نستطيع القول إن المرأة حرة، ذلك لأن حرية المرأة مرتبطة بحرية القائد أوجلان الجسدية".