اختتام ملتقى "دور المرأة المجتمعي في العشائر" ببيان ختامي

انتهت أعمال ملتقى "دور المرأة المجتمعي في العشائر" في مدينة الرقة ببيان ختامي وسط تشديد المشاركين على الدور المهم للمرأة في تماسك المجتمع وحمايته.

بحضور 200 شخصية من كافة المكونات نظم مجلس المرأة السورية،  اليوم ملتقى "دور المرأة المجتمعي في العشائر" في مدينة الرقة بحضور الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بيريفان خالد، والأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل سهام داوود، وعضوات وممثلات عن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومكتب المرأة في مجلس الرقة المدني ومكاتب المرأة في الأحزاب السياسية.

واستمرت أعمال الملتقى بمناقشة المحور الأول الذي ألقته الإدارية في مجلس المرأة السورية في الطبقة جهينة مسو. والمحور الثاني ألقته سارة السوعان من عشيرة السبخة

وتحدثت جهينة مسو عن دور المرأة المجتمعي في العشائر وأوضحت "سنت العشائر مجموعة من الأعراف العشائرية تشمل جميع مناحي الحياة وغالبيتها يميل إلى الصلح ويدعو إلى الحفاظ على المجتمع، ومما يدل على ذلك زواج الشباب والذي لا يلتزم بأعراف العشيرة يعتبر خارج العشيرة وتكون عقوبته الازدراء".

وأضافت جهينة مسو: "إن العشيرة كانت تمارس الحياة الديمقراطية ولم تخضع للقوانين الوضعية التي تضعها الدولة، وأما عن الأعراف فيسنها كبار العشيرة ويحافظون على خصوصيتها وبقيت هذه الأمور على هذا الحال إلى ما بعد عام 1953".

أما المحور الثاني الذي تحدث عن وضع المرأة منذ عام 1970 حتى وقتنا الحالي فألقي من قبل سارة السوعان من عشيرة البو شعبان السبخة التي قالت: "نلاحظ أن المرأة في الماضي كان لها دور في المجتمع من خلال دورها المجتمعي، أما في النظام العشائري فازداد دورها ليرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعشيرة".

وأضافت سارة السوعان: "كانت المرأة في غياب الشيخ تتصرف وتنفذ ما يقع على عاتقها فهي لا تقل شأناً عن شيخ العشيرة، وتحافظ على العادات والتقاليد مثل إكرام الضيف والأهازيج وارتداء الزي العشائري الخاص بها، وأما عن العزاء فكانت ترتدي الزي الأسود تعبيراً عن الحزن".

ودعت سارة السوعان إلى "التشبث بعاداتنا وتقاليدنا والعمل ليلاً ونهاراً لأخذ دورنا الريادي في المجتمع وتحقيق المساواة بين المرأة والرجل وإن الطريق الوحيد للوصول إلى حرية المرأة يكون تحت شعار المرأة الحياة الحرية".

ومن ثم فتح باب المداخلات أمام الحضور حيث قالت الكاتبة شمس عنتر: "نحن نتحدث عن دور المرأة ولكن كل الحديث كان عن العشائر، القتل بداعي الشرف مازال موجوداً في العشائر والمرأة محرومة من الميراث في العشيرة، ونحن كنساء يجب أن ندافع عن كيان المرأة ككائن أنثوي مستقل لها حقوقها ونبحث عن الحياة النسوية في العشائر ".

فيما قالت عضوة مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية ضبية الناصر: "نحن نعرف أن كل عشيرة تتشاءم عندما تلد النساء فتيات ويصفونها بأنها مصدر للعار والدليل أنه أثناء الغزو يتم سبي النساء من العشائر المهزومة وبالتالي يفضلون إنجاب الذكور وليس إنجاب الفتيات، كل هذه الأمور تشمل أشكال العنف ضد المرأة على مر التاريخ".

وتحدثت الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل في الرقة سهام داوود، وقالت: " لا ننسى أبداً أن أولى أشكال الحياة المجتمعية هي العشائر كيف كان نمط الحياة في العشيرة وما هو دور المرأة في العشيرة، نعرف أن المرأة في ذلك الزمان كان لها دور أساسي في المجتمعات، ويجب تسليط الضوء على تاريخ عبودية المرأة وكيف يتم استغلالها في البناء المجتمعي وتهميشها وإبعادها عن الحياة المجتمعية".

وتحدثت الطبيبة والمعالجة النفسية من مدينة دمشق رند عبد الله: "فرض الزوج أو البدائل يعتبر من مراحل العنف ضد المرأة، أنواع العنف ضد المرأة كثيرة وهي الزواج المبكر وزواج القاصرات والاستغلال وجرائم الشرف كلها تعتبر عنفاً ضد المرأة وما هو دور المرأة المعاصرة في الوقت الحالي ماذا طبقت وماذا عملت وماذا فعلوا بعد داعش لتطوير المرأة".

وتمت الإجابة على المداخلات من قبل الإدارية في مجلس المرأة السورية جهينة مسو التي أكدت على ضرورة إيجاد حل للأمراض المجتمعية مثل العنف ضد المرأة.

وانتهى الملتقى ببيان ختامي قرأته الإدارية في مجلس المرأة السورية وعد حافظ الوجري، وجاء في البيان "آن الأوان أن يعيد التاريخ للمرأة دورها بشكل أقوى مع كسر القيود المفروضة عليها سابقاً والتي كانت تعيق تقدمها وإعطاءها دورها في المجتمع فلا بد من تسليط الضوء على مكتسبات المرأة من الثورة، فمن رحم ثورة روج آفا ولدت ثورة المرأة التي شكلت انطلاقة أساسية للمرأة للتحرر من المجتمع الأبوي السلطوي ونظام الدولة الذي كان يحكمها وأتاح لها الفرصة لممارسة دورها الريادي في بناء نظام مجتمع أخلاقي".

ونوه البيان "فمن خلال ثورة روج آفا تعرفت النساء على حقوقهن وكسرت المفاهيم التقليدية سياسياً ومجتمعياً فحصلت على حقوق متساوية مع الرجل ودخلت في مختلف المجالات وأصبح لها قانون خاص يحمي حقوقها فقد تمكنت من تسجيل انتصارات كبيرة ومنها دحر "داعش" من جميع المؤسسات العسكرية والمجتمعية والخدمية".

ودعا البيان إلى " التماسك بكافة جهودنا وتكاتفنا أن نتخطى هذه الأزمة في النهاية، أود أن أعطي المرأة حقها، المرأة القوية القادرة على تحمل ظروف الحياة القاسية، فتكمن قوتها في الجمع بين جميع المسؤوليات كمسؤولياتها تجاه العائلة والعمل وغيرها من المسؤوليات الاجتماعية لنستطيع بناء مجتمع ديمقراطي أخلاقي أيكولوجي وأن يكون شعار المرأة، الحياة، الحرية شعار كل امرأة في العالم".