قدمت إحدى القياديات في وحدات حماية المرأة ليلى واشو كاني تقييماً حول 8 آذار لوكالة فرات للأنباء، حيث استذكرت كاني بكل تقدير واحترام كافة النساء الباسلات والقيمات وصرحت بما يلي بمناسبة يوم 8 آذار: "تحولت الـ 129 مرأة مناضلة الى إرث تاريخي للنضال من أجلنا وعموم نساء العالم، وقد بدأت حركة المرأة الكردية بتنظيم نفسها والوصول إلى أعلى مستويات قيادة المجتمع بناءً على نتاج نضالها".
بالتأكيد يجب علينا النضال على مدار الـ 24 ساعة دون توقف
قالت واشو كاني: "بصفتنا حركة نسائية كردية، نعرف نضال النساء المناضلات وقيادتهن في مدينة نيويورك بأنفسنا ونرفع نضالنا على هذا الأساس ونقترب من النصر يوما بعد يوم. حيث بدأت مجموعة من النساء العاملات في إحدى مصانع النسيج، بالاحتجاج من أجل حقوقهن وضحين بأرواحهن مقابل ذلك، ولكن نرى اليوم أن الحركات النسائية وصلت إلى أعلى المستويات من العمل والقيادة، لا شك فيه ان عمل المرأة ونضالها الحالي ليس كافياً، لكن النتاج الحالي تحول الى عثرة في حلق النظام وقطع أنفاسه".
تابعت واشو كاني أنه بالرغم من وصول نضال حرية المرأة الى أعلى المستويات، إلا أن لا يزال هناك طريق طويل أمامها مضيفةً: "لقد لفت القائد آبو بنفسه الانتباه الى هذا وعبّر كالتالي: "حركة المرأة لا تزال في منتصف الطريق وربما ليست هناك نهاية لهذا الطريق..."، سمح لنا القائد آبو بأساليبه في التدريب والنقد بالانخراط في الأبحاث، كان يريد أن نعيش بذاتنا التناقضات ونصبح قوة للحل، معرفة المرأة وفهمها للمشاكل هي شكل من أشكال الحرية، فإذا عرف الإنسان نفسه وكان قوياً في نضاله، فيمكنه العمل بفعالية، مطلوب من المرأة بالتأكيد أن تأخذ زمام القيادة ويجب أن تكون المرأة واثقة من نفسها، فالمرأة ذات قوة كبيرة، ويجب أن تجد قوتها بنفسها والإيمان بها، بالطبع يجب علينا أن نناضل من أجل حريتنا على مدار الـ 24 ساعة في اليوم، إذا توقف نضالنا من أجل الحرية فسوف تصبح العبودية أسوأ من قبل، فإذاً يجب ألا ننسى أنفسنا أبدا، ونواصل نضالنا.
أسس نضال المرأة وحدة فكرية قوية
إن مسألة الحرية واضحة جداً ويجب ألا نقول أبداً أن الحرية أبدية على هذا المستوى وألا نهمل أنفسنا، بالتأكيد يجب أن نعرف أنه إذا كان هناك مضطهدين، فسيكون هناك متسلطين أيضا، والشيء المهم الآن بالنسبة للمرأة هو أن تخرج نفسها من حالة القمع المفروضة عليها وهذا سيتم بالتأكيد من خلال النضال المستمر واللا محدود، والحقيقة أن نضال نساء العالم قد وصل إلى ذروته، خاصة مع شعار "المرأة، الحياة، الحرية" فقد وصل إلى مرحلة متقدمة جداً، وخاصة فيما يتعلق بالفكر، فقد خلقت وحدة قوية جدا، مع آخر حادثة مقتل الشابة الكردية في إيران على يد زبانية جهنم، ومع مقتل الشابة جينا أميني، تظاهر الشعب بشكل حاشد في شرق كردستان وإيران، وتحول ذلك الاحتجاج إلى انتفاضة الشعوب، لقد ألهمت الانتفاضات في إيران العالم أجمع وأصبحت موطنا لجميع النساء والإنسانية.
"حرية المرأة هي حرية الوطن"
وأفادت القيادية في وحدات حماية المرأة (YPJ) ليلى وشوكاني أن شعار "المرأة، الحياة، الحرية" يرتكز على فلسفة القائد عبد الله أوجلان وسيستمر عليه، وتابعت: "بفضل شعار “المرأة، الحياة، الحرية” الذي قاله القائد آبو قبل عدة سنوات، أحيت المرأة نفسها مرةً أخرى وأصبحت موطناً للمجتمع بأكمله، ولطالما ركز القائد آبو على قضية المرأة والمجتمع، واتخذ نهجاً استراتيجياً وقال إن "القضيتين الرئيسيتين هما المرأة والمجتمع، والنظام نفسه يعتمد على هذين القضيتين"، وفي الوقت نفسه، ذكر القائد أن "القرن الحادي والعشرين هو قرن المرأة"، 5 آلاف عام مضت على استعباد المرأة، وفي الأساس، استُعبد المجتمع نفسه في شخص المرأة، لدرجة أنه يعيش في ظل عبودية متغلغة داخل عقله وعظامه، وهذه إثباتات ووجهات نظر للقائد أوجلان، ولها أهمية حيوية ويجب علينا بالتأكيد التركيز عليها وفهمها، وإذ تمكنا من فهمها وتنفيذها سنحصل على نتائج مهمة جداً.
ولكي نكون جديرين بالكدح العظيم للقائد آبو، يجب أن نصعد مستوى نضالنا عشرة أضعاف عن السابق، وأن نعمل على مدار 24 ساعة يومياً إلى جانب هذا العمل العظيم والفريد من نوعه، وفي الحقيقة، احترامنا وتقديرنا وحبنا للقائد آبو لا يمكن تحقيقه إلا من خلال القراءة والفهم وإعادة بناء شخصيتنا من خلال فلسفة القائد آبو، ورغبات وآمال القائد هي أن تمتلك النساء القوة والإيمان الأيديولوجي، ومن أجل تدمير النظام الحاكم واستبداله بالنظام المستدام الذي ابتكره القائد آبو، أيّ النظام الكونفدرالي الديمقراطي، البيئي، وحرية المرأة، وفي فكر القائد آبو، فإن حرية المرأة هي حرية الوطن وحرية الوطن هي حرية المرأة، وقد تدربنا على هذه الأساس وبدأنا بالنضال.
"ثورة روج آفا هي ثورة المرأة"
وصرحت القيادية في وحدات حماية المرأة ليلى واشوكاني، أنهن في وحدات حماية المرأة، يستمدن القوة والإلهام من النساء المناضلات والثوريات، وقالت: "طبعاً سيستمر الأمر، ويوماً بعد يوم سيصبح أقوى وسُيرتفع علم النصر، نحن وحدات حماية المرأة، بدأنا بنضالنا على أساس تجربة الثورات النسائية في كردستان وجميع أنحاء العالم، ونتيجة لريادة وبسالة النساء الشجاعات، وصف القائد آبو ثورة روج آفا بأنها ثورة المرأة حيث قال: "ثورة روج آفا هي ثورة المرأة"، كما إننا نحاول أن نكون جديرين بالوصف والمسمى الذي أطلقه القائد على الثورة وأن نستجيب لمتطلبات الوقت الراهن، ومن خلال توجيهات القائد ووجهات نظره، واصلنا نضالنا بفضل بسّالة وكدح النساء الفدائيات البطلات مثل الشهيدات آرين، زهرة، أفيستا، ريفان وبارين وروسيار وسطرنا ملاحم البطولة.
وأثبتت قوة وحدات حماية المرأة للعالم بأسره أنها رفعت راية النصر، على قوة داعش الأكثر وحشية وتطرفاً من خلال تنظيمها، كما اكتسبت وحدات حماية المرأة الثقة والاحترام وأثبتت أنه عندما تؤمن المرأة بنفسها، فيمكنها أن تحقق نجاحاً كبيراً، كما يعتبر الثامن من آذار بالنسبة لنا نحن وحدات حماية المرأة هو يوم النضال وحرب الحرية، نحن لا نعتبر يوم 8 آذار يوم المرأة فقط ، لكنه في فكرنا يوم اجتماعي وهو يوم كل المضطهدين المستولى على كدحهم، في الواقع، هذا اليوم هو يوم الوحدة والتنظيم والنضال لجميع فئات المجتمع، وفي مثل هذا اليوم، يجب على النساء والمجتمع تأسيس أرضية قوية جداً ليُنظموا أنفسهم ضد النظام الرأسمالي، وقد حان وقت الانتفاضة في نظام القمع والاستبداد، وقول "كفى"، وعلى الرغم من أن الأول من أيار يعتبر يوم مقاومة طبقة العمال والمزارعين، إلا أن يوم العمال والكادحين العالمي هو الثامن من آذار دون شك، وفي الأساس، قادت النساء الثورة في الأول من أيار والرجال قاموا بثورة العمال مستلهمين من نضال الثامن من آذار، وتحققت ثورة الاشتراكية من خلال انتفاضة ونضال النساء والرجال.
"الثامن من آذار هو يوم مقاومة ووحدة المجتمع"
قالت القيادية في وحدات حماية المرأة إنه يجب تهنئة كافة فئات المجتمع بيوم 8 آذار، وأضافت: "هذا اليوم هو يوم وحدة ومقاومة المجتمع، وتم الإعلان عن هذا اليوم وأصبح عالمياً بقيادة النساء الشجاعات والناشطات، وفي الوقت نفسه، من الضروري مرةً أخرى أن ينظم المجتمع نفسه بريادة المرأة ضد النظام الرأسمالي ويرتقي بنضاله إلى الذروة، لقد منح القائد آبو النساء دوراً ومهمة ريادية في القرن الحادي والعشرين، لذا ستنظم النساء أنفسهن مرةً أخرى كما حدث في القرن الثامن عشر ويقودن الطبقة العاملة والفقراء.
إن نضال المرأة والمجتمع في القرن الحادي والعشرين سيكون ضد الوعي الطبقي وحكم رجال الطبقة العليا، وفيما يتعلق بمسألة الطبقات، يقول القائد آبو: "إن وعي الرجل الحاكم فرض على النساء والطبقة الدنيا واستمر في حكمه لمدة خمسة آلاف سنة من خلال خلق الطبقات"، نحن بالتأكيد ضد الوعي الطبقي والفرق بين الجنس، الدين، العرق، الطائفة، اللون، الناس كلهم متشابهون ومن الضروري أن يعيشوا في وئام، نحن نرفض كافة أشكال الهيمنة ونناضل ضدها، "لقد تعلمنا من القائد آبو أن الناس جميعهم متساوون وأن لا أحد يتفوق على الآخر إلا في استقلاليته".
نحن مصممون على إزالة الفوارق بين الناس والقضاء على النظام الأبوي الذي يمثله النظام الرأسمالي بإرادة المرأة والمجتمع الحر، ومن الضروري على المجتمع أن يفهم معنى وأهمية هذا اليوم، وأن ينشط ضد النظام الحاكم، من أجل تدمير النظام الحاكم بشكل كامل، ونحن في وحدات حماية المرأة في سوريا روج آفا نقول إن نضال ومقاومة المرأة الكادحة في 8 آذار؛ إننا نعلم أنه مصدر الإلهام والمثابرة في النضال ومن الآن فصاعداً سيتعزز نضالنا ويصل إلى جميع نساء العالم، ونريد أن نكون جديرين بهذا الإرث وأن نبدي الرد المناسب له، إن مقاومة ونضال النساء المناضلات للثامن من آذار هو أسلوب وكرامة الحياة بالنسبة لنا".
مناشدة لتعزيز نضال الحرية الجسدية للقائد أوجلان
وفي الختام، وجهت القيادية في وحدات حماية المرأة ليلى واشوكاني، هذه الرسالة، "نبارك اليوم العالمي للمرأة الكادحة بكل احترام وامتنان وسنفي بعهدنا للقائد آبو وجميع الشهداء، سنقضي على النظام السلطوي ونبني في المقابل نظام المجتمع الديمقراطي، البيئي وحرية المرأة، وفي مثل هذا اليوم الهام، نجدد العهد لكل الشهداء والنساء والمجتمع ونقول بأننا سننتقم للشهداء ونكون جديرين بكدح القائد آبو والنساء والمجتمع التحرري، ونحن على أمل أن نستقبل العام المقبل بنجاحات أكبر ونضال أقوى، وبمناسبة هذا اليوم، أناشد مرة أخرى جميع النساء والمجتمع التحرري وأقول؛ هلموا لنقف معاً من أجل حرية القائد آبو، قائد الإنسانية، ونستنفر من أجل حريته الجسدية.
بلا شك، يجب أن نعتبر أن حرية القائد آبو هي حريتنا وأن نقضي على النظام السلطوي من خلال تحرير القائد عبد الله أوجلان جسدياً، ومن أجل ذلك، يجب على جميع النساء وشرائح المجتمع أن يعززوا معاً النضال من أجل الحرية، ومرة أخرى نقول إننا بالتأكيد بحاجة لأن نجعل هذا العام عام تصعيد مستوى النضال من أجل حرية المرأة والمجتمع، وبمناسبة ذكرى الثامن من آذار، اهنئ مرة أخرى جميع النساء وأقول إن هذا اليوم هو يوم المقاومة والانتفاضة، يوم النضال ووحدة المرأة والمجتمع، ومرة أخرى، أناشد كافة التنظيمات والحركات النسائية والمجتمع المدني وأقول: هلموا لنعزز نضالنا معاً ونعيش في مساواة وحرية".